انقطعت إمدادات النفط الروسية الى اوروبا، نتيجة اغلاق بيلاروسيا الأنابيب التي تمر عبر أراضيها، ما دفع موسكو الى اتهام مينسك ب "سرقة" النفط الروسي، في خطوة وصفها مسؤولون روس ب "حرب تجارية". وأثار هذا التطور قلق الاتحاد الأوروبي وسط دعوة الى عقد جلسة طارئة لمناقشة "مشكلة صادرات روسيا من النفط والغاز الى اوروبا". وسجلت أسعار النفط امس، ارتفاعاً إذ اقتربت من 57 دولاراً للبرميل، نتيجة توقف إمدادات النفط الروسي والتي تفي بنحو خُمس الطلب في ألمانيا. كما ساهمت في ارتفاع الأسعار بيانات العمالة الأميركية التي طوقت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي أكبر مستهلك للنفط في العالم. وذلك في الوقت الذي اعلنت بلدان في"اوبك"بدء خفض انتاجها، تطبيقا للقرارات التي اتخذتها في هذا الشأن، حفاظا على مستوى الاسعار. راجع ص11 وجاءت أزمة الإمدادات الروسية التي وصفها مسؤولون أوروبيون بأنها تهدد أمن موارد الطاقة في اوروبا كلها واستقرارها، بعد ايام على توصل موسكو ومينسك الى اتفاق يفترض ان ينهي مشكلة صادرات الغاز الطبيعي الروسي الى القارة. وبررت بيلاروسيا قطع إمدادات النفط، بأن موسكو لم تدفع التزاماتها من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها مينسك على خطوط الترانزيت. في المقابل، اعتبرت موسكو فرض تعرفة جمركية جديدة"أمراً غير شرعي ولا يمكن الاعتراف به خصوصاً انه جاء بعد ايام قليلة على توقيع اتفاق الغاز بين الجانبين". واتهم نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي اندريه شارونوف مينسك بشن"حرب تجارية على بلاده"، محذراً من ان موسكو لن تبدأ أي حوار مع بيلاروسيا قبل إلغاء القرارات الأخيرة والاعتراف باستقطاع كميات كبيرة من النفط الموجه نحو دول أوروبية. وقال رئيس شركة"ترانس نفط"الروسية سيميون فاينشتوك ان بيلاروسيا"سرقت اكثر من 79 ألف طن من النفط من الأنابيب منذ السادس من الشهر الجاري". وكانت مينسك طالبت الروس بدفع 45 دولاراً للطن الواحد من النفط المار عبر بيلاروسيا الى اوروبا، اضافة الى أجور الترانزيت المتفق عليها بين الطرفين. وتصدر روسيا نحو 22 مليون طن سنوياً من النفط الى أوروبا عبر الأراضي البيلاروسية. وتحصل بولندا وألمانيا على القسم الأكبر من النفط عبر خطوط الإمداد التي تطلق عليها أنابيب"دروجبا"الصداقة. وفي وقت أعلن نائب وزير الاقتصاد البولندي بيتر نايمسكي ان احتياط النفط في بلاده يكفي 80 يوماً فقط، دعا فريق التنسيق المعني بشؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي الى الدعوة لجلسة طارئة في بروكسيل لمناقشة الأزمة.