دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، حكومته إلى "استخدام كل الوسائل لضمان حماية مصالح المستهلكين الغربيين" في الأزمة بين موسكو ومينسك التي تحول دون نقل النفط الروسي إلى أوروبا، مشيراً إلى أن روسيا ستبحث"خفضاً محتملاً"لإنتاجها النفطي بسبب مشاكل نقله عبر أنابيب تمر في أراضي بيلاروسيا. في غضون ذلك، أبدت المستشارة الألمانية آنغيلا مركل ثقتها بتأمين إمدادات النفط من روسيا إلى بلادها، على رغم توقف الضخ عبر الأنابيب. وأشارت تقارير في ألمانيا إلى أن روسيا كانت تحسبت لمثل هذا الأمر وأوصلت كميات من النفط تكفي لفترة من الوقت. وتغطي ألمانيا ثلث حاجتها من الطاقة من روسيا، الأمر الذي يجعلها مرتهنة للنفط الروسي على المدى المتوسط، وللغاز أيضاً على المدى البعيد، في ظل قلق وبحث مستمرين عن مصادر أخرى لتقليص هذه التبعية. وقالت مركل رداً على التخوفات التي أظهرها البعض من حدوث نقص سريع في الطاقة إن"إغلاق خط للأنابيب في بيلاروسيا لا يشكل بعد خطراً داهماً على ألمانيا". وذكرت أنها ستبحث مع بوتين خلال زيارتها لموسكو في 12 الشهر الجاري، إمدادات النفط إلى بلادها، وأعربت عن أملها"في أن يلتزم الكل بالاتفاقات الموقعة". وتابعت أن مشاكل مماثلة وقعت في الماضي أيضاً"إذ منع طرف ثالث سير إمدادات النفط، ولذلك نحن في حاجة إلى ضمانة قانونية وإلى اتفاق مضمون". وبعد اجتماعها في برلين مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، قالت رداً على سؤال:"روسيا شريك للاتحاد الأوروبي ولنا شراكة استراتيجية معها، وروسيا كانت دائماً مصدراً ثابتاً للطاقة، ولكنني أدعم هنا ما قاله رئيس المفوضية من أن عدم قيام مشاورات معنا قبل حدوث هذه المشكلة أمر غير مقبول وسنقول ذلك لموسكو ولمينسك". بوتين في موسكو، قال الرئيس الروسي في اجتماع مع أعضاء الحكومة:"لا بد من استخدام كل السبل لضمان مصالح المستهلكين الغربيين". وأضاف :"علينا مواصلة المفاوضات مع شركائنا في بيلاروسيا لتسوية أزمة نقله عبر أراضيها". واعتبر بوتين أن لا بد من بحث"خفض محتمل للإنتاج النفطي الروسي"مع أخذ المشكلات التي ظهرت في عملية نقل النفط عبر بيلاروسيا في الاعتبار". وأوضح أن"من الضروري ضمان مصالح الشركات النفطية الروسية التي ستواجه خسائر والتفكير في حزمة من التدابير للتقليل من حجمها". وكانت بيلاروسيا ردت على قرار روسيا فرض ضريبة على الواردات النفطية ومضاعفة سعر الغاز بفرض ضريبة بقيمة 45 دولاراً على كل طن من النفط الروسي يمر عبر أنابيبها اعتباراً من مطلع الشهر الجاري. ورفضت روسيا دفع هذه الضريبة وهددت بيلاروسيا بالرد باتخاذ إجراءات تجارية. وفي هذا الإطار، توقفت إمدادات النفط الروسي إلى بولندا وألمانيا وسلوفاكيا عند الحدود البولندية - البيلاروسية.