توغلت الدبابات الإثيوبية في جنوبالصومال انطلاقاً من العاصمة مقديشو لمهاجمة القوات الاسلامية في معقلها في كيسمايو أمس السبت، في حين دعا زعماء "المحاكم الإسلامية" مقاتليهم الى الصمود عارضين حواراً جديداً مع الحكومة الانتقالية شرط انسحاب القوات الاثيوبية من بلادهم. وهبطت طائرة هليكوبتر عسكرية إثيوبية تُقل الرئيس عبدالله يوسف أمس على مسافة 20 كيلومتراً خارج مقديشو حيث أجرى محادثات مع زعماء فصائل ووجهاء. وقال للصحافيين في معسكر متهدم للجيش في أفغوي ان الحكومة عليها واجب اعادة السلام. وأضاف إن الأسلحة النارية انتشرت في انحاء البلاد على مدى 15 عاماً من الحرب الأهلية. وتابع ان الصوماليين بحاجة الآن الى تبادل العفو والشد على أيدي بعضهم البعض. وقال يوسف وهو يجلس على مقعد من البلاستيك تحت شجرة إنه لن يدخل العاصمة هذه المرة وسيعود الى قاعدة الحكومة في بيداوة. وأضاف انه سيأتي الى مقديشو بمجرد ان تستقر الأوضاع، علماً أن رئيس حكومته علي محمد جيدي دخل العاصمة أول من أمس قائلاً إن النصر تحقق في معركة البقاء السياسي. ودعا جيدي أمس الاسلاميين الى"الحوار". وقال للصحافيين في أفغوي:"ندعو فريق اتحاد المحاكم الاسلامية الى الحوار والانضمام الينا". وأضاف:"إذا حاولت قوات المحاكم الإسلامية التي ما زالت موجودة الهجوم فإنها ستُحاصر وسيكون ذلك أمراً مؤسفاً"، في إشارة الى الإسلاميين الذين لجأوا الى معقلهم الأخير كيسمايو 500 كلم جنوب مقديشو. وأوضح وزير الداخلية محمد حسين عيديد اثر اجتماع في افغوي بين الرئيس عبدالله يوسف واعيان مقديشو ان السلطات أعادت تعيين محمود حسن علي على رأس بلدية ومحافظة العاصمة بعدما كانت طردته"المحاكم"في تموز يوليو الماضي. وأضاف إن السلطات قررت أيضاً إبقاء قائد شرطة مقديشو في منصبه، وهو كان عُيّن من جانب الحكومة الانتقالية واستمر في عمله في ظل الإدارة الاسلامية. وأكد عيديد كذلك ان"نحو الفي مقاتل"اسلامي لا يزالون منتشرين في مقديشو. وقال:"لا يزال في مقديشو نحو ألفي مقاتل. بعضهم تائه حيث أنهم لا يتحدثون اللغة الصومالية. والبعض الآخر مختبئ في منازل والبعض مسلح. إنهم أساساً في شمال غربي المدينة". وأضاف:"توجد ألغام والكثير من الاسلحة والعديد من المقاتلين الأجانب في المدينة". وأوضح"انه وقت اليقظة لمراقبة آخر من تبقى في مقديشو من المقاتلين". وفي كيسمايو، دعا الشيخ شريف شيخ أحمد، الرئيس التنفيذي لمجلس اتحاد المحاكم الإسلامية، آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في استاد هذه المدينة الساحلية في جنوبالصومال للاحتفال بعيد الأضحى إلى الدفاع عن بلدهم ودينهم ضد القوات الحكومية المدعومة من اثيوبيا. وقال للحشد إن الصومال تحت الاحتلال ولذلك قرر الاسلاميون أن يقاتلوا. وقال أحمد إن مجلس"المحاكم"ما زال مستعداً للتفاوض مع الحكومة الموقتة لكن الجنود الاثيوبيين يجب أن يرحلوا أولاً. وأضاف إن"المحاكم"شُكّلت لتحاول استعادة الاستقرار في بلد يعاني من الفوضى والتمزق بسبب سطوة زعماء الميليشيات على مدى 15 عاماً. واستدرك قائلاً إن الإسلاميين يستعدون الآن لطرد"اولئك المحتلين"من البلاد. ونقل شهود عن شريف أحمد:"ادعو جميع الصوماليين للوقوف الى جانب المحاكم الاسلامية والقتال ضد الغازي الاثيوبي". وأضاف:"اؤكد لكم ان العدو سيأسف وسيغادر البلاد بحالة يرثى لها. نقول للشعب الصومالي اننا قررنا محاربة العدو الغازي".