سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عملية إسرائيلية في رام الله ... واقتتال فلسطيني في شوارع غزة . مبارك استقبل أولمرت بمشاعر الرفض والاستياء تطويق منزل عميد في الأمن الوقائي وقتله مع مرافقيه
قبل ساعات من انعقاد القمة التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في شرم الشيخ بشأن امكانات تنشيط عملية السلام، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءً على وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية يعد الأوسع منذ ايار مايو العام الماضي قتلت خلاله أربعة فلسطينيين واعتقلت أربعة"مطلوبين"وجرحت 25 على الأقل قبل انسحابها. وفيما بدا أولمرت مرتاحاً قبيل دخوله للقاء الرئيس المصري، أكد مبارك له رفض مصر للعملية العسكرية التي قامت بها القوات الاسرائيلية في رام الله واستياءها من أي ممارسات من شأنها ان تعطل جهود مصر من أجل السلام. وطالب مبارك بضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف والامتناع عن أي ممارسات تعوق جهود السلام. وقال إن أمن إسرائيل لا يتحقق بالقوة العسكرية وإنما بالسعي الجاد نحو السلام. وبدوره، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتداء الاسرائيلي، وقال في بيان وزع الليلة الماضية:"ان هذه العملية تدل على حقيقة زيف الادعاءات الاسرائيلية عن الأمن والسلام في الوقت الذي ترتكب فيه جرائم القتل والعدوان ضد الشعب الفلسطيني". وقال مصدر قريب من عباس ان الرئيس الفلسطيني طالب الاسرائيليين بدفع 5 ملايين دولار للسلطة الفلسطينية، تعويضا عن الاضرار التي لحقت بالمركبات وبالمحال التجارية خلال العملية الاسرائيلية. راجع ص4 وكان التوتر قد اشتد في قطاع غزة ايضاً قبل لقاء مبارك - أولمرت ولكن بسبب اقتتال فلسطيني داخلي، إذ قتل ناشطان فلسطينيان في اشتباكات داخلية بين مسلحين من حركتي"حماس"و"فتح"واختطف مسلحون قيادياً في حركة"حماس". ومساء امس افاد مصدر أمني فلسطيني بأن ضابطاً كبيراً في جهاز الأمن الوقائي قتل اثر اطلاق قذيفة على منزله الذي كان يحاصره مسلحون. وقال المصدر نفسه:"استشهد العميد في جهاز الامن الوقائي محمد غريب اثر اطلاق قذيفة من نوع آر بي جي على منزله بعد محاصرة المنزل لساعات عدة في شمال قطاع غزة". وغريب في الاربعينات من عمره. واتهم ناطق باسم الأمن الوقائي في غزة، طلب عدم الكشف عن اسمه، القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية التي ينتمي غالبية اعضائها الى"كتائب القسام"الجناح العسكري ل"حماس"بأنها"اغتالت"غريب. ووجه غريب"نداء استغاثة"عبر تلفزيون فلسطين الرسمي اثناء حصار منزله وقبل مقتله بحوالي ساعة. وكان مبارك عقد وأولمرت جلسة محادثات مساء أمس في مدينة شرم الشيخ في اطار الاتصالات واللقاءات التي تجريها مصر مع كل من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والأطراف المعنية بعملية السلام. وكانت علامات التوتر والاستياء ظاهرة على الجانب المصري، فيما ظهرت ملامح الارتياح على الجانب الإسرائيلي. وتردد بين أوساط الحضور السؤال: لماذا تعقد القمة رغم الاجتياحات الاسرائيلية؟ ولقاء مبارك مع أولمرت امس هو الثاني بينهما منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة الاسرائيلية، إذ كان الأول في حزيران يونيو الماضي. وفيما دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قبيل اجتماع مبارك مع أولمرت"الفلسطينيين إلى أن يكونوا أكثر اعتدالاً وأن يقدموا شيئاً واقعياً بشأن صفقة شاليت الجندي الإسرائيلي الأسير حتى يمكن ابرامها"، وصفت مصادر مطلعة الاجتماع بأنه"لا روح فيه ومجرد بروتوكولي غير حاسم"، ورأت مصادر مصرية أن الاجتياح"رد مسبق على اقتراح مصري يعرف أولمرت جيداً أن مبارك سيعرضه عليه في الاجتماع وهو عقد قمة فلسطينية - إسرائيلية تمهد للمفاوضات ولإحياء العملية السلمية"، وكشفت عن"استياء مصري بالغ من عملية الاجتياح وتوقيتها". من جانبه صرح السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين بأن"عقد قمة ثلاثية بين أولمرت ومبارك وأبو مازن محمود عباس هو رغبة مصرية"، وقال"لا يوجد لدينا علم بذلك ولا أظن أنه سيعلن عنها اليوم". وكان الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد، أوضح أن لقاءات مبارك مع"أبو مازن"وأولمرت تهدف إلى"تمهيد الأجواء لعقد اجتماع بينهما على غرار الاجتماع الذي عقد في شباط فبراير قبل الماضي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون وأبو مازن". وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس بأن هناك"تقدماً ملموساً"على صعيد المفاوضات حول الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي تأسره مجموعات فلسطينية مسلحة بينها حركة"حماس"التي ينتمي هنية اليها. وأعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى ابو مرزوق امس في دمشق أ ف ب ان الجندي الاسرائيلي شاليت على قيد الحياة وقد تم ارسال تسجيل صوتي له الى السلطات الاسرائيلية. وقال ابو مرزوق ان"الاسرائيليين يعرفون تماماً ان الجندي المخطوف على قيد الحياة"، مضيفاً انه"سبق ان حصلوا على تسجيل لصوته كان موجهاً لأقربائه".