اكد القنصل الاميركي العام في القدس جاكوب والاس امس ان بلاده لا تتدخل في الاتصالات الجارية لايجاد حل ديبلوماسي لأزمة الجندي الاسرائيلي المختطف في قطاع غزة غلعاد شاليت، وان دورها في الاجتياح الاسرائيلي للقطاع يقتصر على القضايا الانسانية فقط. وقال للصحافيين عقب لقائه الرئيس محمود عباس في مقر المقاطعة في رام الله امس:"يجب اطلاق الجندي، ولن ادخل في امور المفاوضات والجهود الديبلوماسية الجارية". وتقول مصادر متطابقة ان الادارة الاميركية ابلغت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي انها لن تتدخل في الاجتياح الاسرائيلي للقطاع، وانها تفهمت قرار الحكومة الاسرائيلية القيام بعمل عسكري ضد حركة"حماس"في غزة من اجل اطلاق الجندي، لكنها طالبتها بعدم المس بالمدنيين والبنى التحتية والرئيس عباس. غير ان والاس اكد قلق الادارة الاميركية ازاء الاوضاع الانسانية في القطاع الناجمة عن الاجتياح الاسرائيلي. وقال:"قلقون على الحالة الانسانية في القطاع، ولا نريد للناس العاديين ان يعانوا من هذه الازمة، وسنعمل على ضمان وصول المواد الطبية والمواد الغذائية وغيرها من المواد الضرورية للناس، كما سنواصل اتصالاتنا مع الاطراف لفحص ما يمكن عمله لحل مشكلة الكهرباء". وقال مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات الذي شارك في الاجتماع بين عباس والقنصل الاميركي، ان الرئيس سلَّم والاس لائحة بالادوية المفقودة في مستشفيات قطاع غزة بعد فرض حصار واغلاق جميع المعابر الموصلة اليه. واضاف:"لقد ابلغ عباس والاس ان الوقود والمواد الغذائية والطبية في قطاع غزة نفدت او في طريقها للنفاد بسبب اغلاق جميع المعابر البرية والبحرية والجوية مع القطاع"، وان"اهالي قطاع غزة البالغ عددهم مليون و300 الف انسان في حاجة يوميا الى 450 طنا من الطحين و77 طنا من الارز، و45 طنا من الزيوت النباتية، و111 طنا من السكر، وهو ما لم يعد ممكنا بعد اغلاق القطاع بصورة كاملة". وتابع:"في ما يتعلق بالوقود الذي اوقفت اسرائيل دخوله الى القطاع، فان غزة في حاجة الى 10.5 مليون لتر شهريا، فيما تصل الحاجة اليومية لمستشفيات القطاع الى 30 الف لتر من الوقود يوميا لتشغيل محركات الكهرباء، وهو ما لم يعد متوفرا، ما يهدد بوقف العمل في هذه المستشفيات". وقال عريقات ان الكهرباء القادمة من اسرائيل هي المصدر الوحيد للكهرباء في القطاع بعد قصف محطة توليد الطاقة في غزة وان الكميات القادمة من اسرائيل والمهددة بالتوقف التام في اي لحظة تغطي فقط 53 في المئة من حاجة القطاع. واعلن ان 56 فلسطينيا سقطوا في الاجتياح العسكري الاسرائيلي للقطاع الذي بدأ في 25 الماضي. القاهرة ورغم تصريحات والاس، صرح مصدر ديبلوماسي مصري بأن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش سيصل إلى القاهرة الأربعاء المقبل لإجراء محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في شأن"تكثيف الجهود لوقف التصعيد والعدوان الإسرائيلي المسلح على الشعب الفلسطيني". وأضاف أن المحادثات ستتناول أيضا أهمية العمل من أجل عودة الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، إلى طاولة المفاوضات من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً كبار السن والسيدات والأطفال في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير. ويرى المراقبون أن توقيت تلك الزيارة يدل على رغبة أميركية لاستغلال"الليونة"التي عبرت عنها مبادرة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لإنهاء الأزمة الحالية. وتضم المبادرة التي رفضها رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، خمسة بنود تبدأ بالتهدئة وتنتهي بإجراء مفاوضات في شأن الجندي الأسير.