سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أولمرت أبلغ الأميركيين تحفظه عن لقاء عباس قريباً ... وواشنطن مرتاحة لخطابه الأخير ... والاسرائيليون يستبعدون أن تسفر زيارة سليمان عن "نتائج" ملموسة في ملف اطلاق شاليت
استبعدت محافل سياسية اسرائيلية ان تسفر محادثات مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان التي أجراها في اسرائيل أمس عن"نتائج ملموسة"في مختلف القضايا التي تناولتها الزيارة بضمنها قضية الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، والمساعي لإبرام صفقة تبادل أسرى بين اسرائيل والفلسطينيين، فيما تحدثت مصادر صحافية عن ان الخلاف الرئيس يشمل، فضلاً عن تزامن اطلاق الأسرى، عدد الأسرى الذين تطالب حركة"حماس"بالافراج عنهم مقارنة بالعدد الذي تتحدث عنه اسرائيل. ونقلت أوساط صحافية عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة ان اسرائيل"لم تتوقع"بشائر كبرى"من زيارة المسؤول المصري في ملف الجندي شاليت وان المحادثات التي أجراها في اسرائيل أمس لم تتعد اطلاعه المسؤولين الاسرائيليين على آخر المستجدات. وكان اللواء سليمان التقى اركان الحكومة الاسرائيلية ورئيس المخابرات الاسرائيلية مئير داغان وسط أنباء عن انه أطلع الاسرائيليين على المحادثات التي أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في القاهرة. من جهتها أكدت المصادر الاسرائيلية ان المسؤولين الاسرائيليين تناولوا مع ضيفهم، بالاضافة الى ملف الأسرى سبل تدعيم وقف النار في القطاع والمساعي لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة ومسألة تهريب الاسلحة من مصر الى القطاع، كما تدعي اسرائيل. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس أغدق المديح لشخص اللواء سليمان واعتبره من أبرز الشخصيات المؤثرة التي تدعم السلام وتعمل على تثبيت الاستقرار في المنطقة، مشيراً الى مساهمته الجمة في تقوية العلاقات بين الجهات المعتدلة في المنطقة. وقال ان حضوره الى اسرائيل بالذات في الوقت الراهن"بالغ الدلالة"، مشيراً الى ان الاجتماع بينهما تناول مسائل أمنية واستراتيجية. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان بيرتس كرر على مسمع ضيفه القلق الاسرائيلي من تهريب السلاح من مصر الى القطاع في الشريط الحدودي المعروف ب"فيلادلفي"وأنه أشاد بالدور الذي تقوم به القوات المصرية المنتشرة على طول الشريط، لكنه طالب بأن تقوم هذه القوات بدور أكبر. واضافت ان بيرتس أطلع اللواء سليمان على الخروق الفلسطينية لوقف النار في القطاع التي ردت عليها اسرائيل ب"ضبط النفس"، مكرراً التهديد بأن اسرائيل لن تكون قادرة على مواصلة ضبط النفس اذا تواصل خرق وقف النار. وكانت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أفادت في عددها أمس ان اللواء سليمان أحضر معه الى تل أبيب قائمة بأسماء الأسرى الذين تطالب حركة"حماس"باطلاق سراحهم لقاء فك اسر الجندي شاليت. وأضافت ان اسرائيل ترفض طلب الحركة الافراج عن أسرى قاصرين وعن أسيرات قبل الافراج عن شاليت. ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قوله انه رغم انه لم تتم بعد بلورة صفقة تبادل أسرى"لكن لا يمكن تجاهل التقدم الذي تحقق في الأيام الأخيرة في الاتصالات بين الأطراف المعنية"من دون أن يشير الى طبيعته. من جهتها نقلت صحيفة"هآرتس"عن أوساط ضالعة في جهود الوساطة لعقد صفقة التبادل ان اتمامها سيحتاج الى بضعة أسابيع أخرى. اضافت ان التأخير ناجم أساسا عن الخلاف حول عدد الأسرى الذين سيتم الافراج عنهم وأنه بينما تطالب"حماس"بالافراج عن ألف أسير على الأقل فإن رئيس الحكومة الاسرائيلية خوّل الطاقم الاسرائيلي المفاوض التفاوض حول الافراج عن 300 أسير فقط. الى ذلك، ذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ابلغ الأميركيين تحفظه من عقد لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في الوقت الراهن،"وذلك لتفادي رفع سقف التوقعات من لقاء كهذا ليس بمقدور الطرفين تحقيقها"، مضيفاً ان من السابق لأوانه الاحتفال في المرحلة الراهنة بوقف النار في قطاع غزة. وأضافت المصادر ان واشنطن تشاطر اسرائيل رأيها في هذا الشأن وان الدليل على ذلك هو عدم قيام المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط اليوت ابرامز بطرح طلب اميركي على أولمرت بلقاء عباس، خلال لقاء ابرامز رئيس الحكومة الاسرائيلية مساء اول من أمس. على صلة أبدت محافل سياسية اسرائيلية ارتياحها للموقف الأميركي من خطاب اولمرت الأخير وقالت ان واشنطن ترى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية رمى الكرة الى الملعب الفلسطيني. وأضافت هذه المحافل ان الخطاب سيحول دون محاولة قيام جهات دولية بطرح مبادرات سياسية جديدة تتعلق بالصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. وقالت ان ابرامز اوضح لاولمرت ان قادة الاتحاد الاوروبي أكدوا له انهم لن يطرحوا أي مبادرة سياسية جديدة قبل تنسيقها مسبقا مع واشنطن وعليه لن يتم الدفع بالمبادرة الاسبانية - الفرنسية - الايطالية من دون موافقة أميركية. وذكرت صحيفة"هآرتس"ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستبلغ رئيس السلطة الفلسطينية في لقائهما في أريحا اليوم ان خطاب اولمرت واتفاق وقف النار في القطاع يلزمانه"ابداء جهد اضافي لاثبات شخصيته القيادية والعمل بحزم لبسط نفوذه في أراضي السلطة من أجل عدم تفويت فرصة التقدم في المفاوضات"، مكررة التزام الولاياتالمتحدة تقوية مكانته لتمكينه من بسط سلطته. وأكدت مصادر في ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية ان الأخير سيلتقي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في مكتبه في القدسالمحتلة اليوم فور لقائها في اريحا الرئيس الفلسطيني. وقالت ان اللقاء سيتناول اساسا سبل تثبيت وقف النار في قطاع غزة وفرص استئناف المسيرة السياسية. وأضافت ان رايس ستنقل الى اولمرت رسائل من رئيس السلطة الفلسطينية. كما تلتقي رايس كلاً من وزير الدفاع عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وتوقعت مصادر صحافية ان تطرح رايس على المسؤولين الاسرائيليين قضية المعابر في قطاع غزة، وتحديدا تحسين الأوضاع في معبر"كارني"وموقف اسرائيل من خطة المنسق الأمني الأميركي في المناطق الفلسطينية المحتلة كيث دايتون، القاضية بقيام اسرائيل بخطوات تسهل تنقل الفلسطينيين وتمكين السلطة الفلسطينية من استقدام لواء بدر الفلسطيني من الأردن لدعم قوات الأمن التابعة لرئيس السلطة.