خيم هدوء حذر على قطاع غزة امس بعد توصل حركتي "فتح" و"حماس" الى اتفاق لانهاء حال الاشتباك والاحتقان بوساطة من منظمة المؤتمر الاسلامي والوفد الامني المصري. وانعكس هذا التطور في تصريحات الرئيس محمود عباس الذي قال انه لا يمانع في استئناف الحوار من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، في وقت توقعت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة عقد لقاء بينه وبين رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت قبل نهاية العام، وسط انباء عن استعداد اسرائيل للافراج عن الاموال المستحقة لديها للسلطة بهدف دعم الرئيس الفلسطيني. وفي اطار الانفراج الحاصل في الازمة الفلسطينية، اعلن عباس في مؤتمر صحافي عقده في رام الله مع نظيره النروجي يانس ستولتنبرغ انه لا يعارض استئناف الحوار مع"حماس"لتشكيل حكومة وحدة رغم قراره الدعوة الى انتخابات مبكرة، داعياً الفلسطينيين الى"التحلي بالمسؤولية وضبط النفس"كي يعود الهدوء الى غزة. وكان عباس اكد في وقت سابق امس انه سيلتقي اولمرت قريبا، قبل ان يعلن اولمرت نفسه انه سيكون مسرورا للقاء رئيس السلطة في أقرب وقت ممكن. ورجحت مصادر اسرائيلية ان تعقد القمة قبل نهاية الشهر الجاري، وقبل زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للمنطقة. ويجري الحديث حالياً عن تشكيل لجنة فلسطينية - اسرائيلية تتابع ملف الاسرى وتضع معايير الافراج عنهم، ما يوفر لاولمرت وعباس"مخرجاً"لعقد لقاء بينهما والقول بعد الاجتماع أن اللجنة ستأتي بالحل المنشود، اي الافراج عن الجندي غلعاد شاليت ومئات الأسرى. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصادر غربية وفلسطينية مطلعة ان اسرائيل تدرس تعزيز مكانة عباس من خلال اعطائه، على مراحل، ملايين الدولارات من عوائد الضرائب التي تحتجزها، ما يسمح له بدفع رواتب الموظفين. وتأتي هذه التطورات في وقت اعلن رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي أكمل احسان أوغلو عقب لقائه عباس في رام الله امس عن توصله، وبجهود من الوفد الامني المصري، الى اتفاق بين"فتح"و"حماس"يضم شقين امني وسياسي ويتضمن انهاء المظاهر العسكرية، وتشكيل لجنة تحقيق، والعمل على تشكيل حكومة وحدة على اساس"وثيقة الوفاق الوطني". واعتبر مسؤولون في الحركتين فتح وحماس ان الاتفاق يحتوي على افق سياسي. على الارض، صمد الاتفاق امس وعاد الهدوء الى شوارع قطاع غزة بعد سحب رجال الامن والمسلحين من الجانبين، وتوقفت الاشتباكات باستثناء حادث وقع في حي الصبرة وسط غزة بعد قليل من دخول وقف النار حيز التنفيذ ليل الثلثاء - الاربعاء عندما قتل رجل شرطة ومرافق لأحد قادة"فتح"واصيب 12 آخرون. واثناء تشييع القتيلين، هاجم مسلحون مقر شركة توزيع كهرباء واحرقوا اربع سيارات عندما شاهدوا مسلحين اعتقدوا انهم من"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية والامن الوطني، قبل أن يتبين غير ذلك.