استقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون نيغروبونتي من منصبه لتولي منصب نائب وزيرة الخارجية. ونقلت شبكة "أن بي سي" التلفزيونية عن مسؤولين قولهم إن نيغربونتي 67 سنة سيصبح الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية بعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وأنه سيحل محل روبرت زوليك الذي استقال في حزيران يونيو الماضي. وتوقع مصدر أن يصدر إعلان رسمي في هذا الشأن قريباً. ويجب أن يوافق مجلس الشيوخ على ذلك. وامتنع مكتب نيغروبونتي عن التعقيب. لكن سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ قد لا تجعل من الموافقة على نيغروبونتي مهمة سهلة. وكانت طرحت أسئلة عن دور نيغروبونتي في التمويل غير الشرعي لمتمردي الكونترا في نيكاراغوا في الثمانينات. وأوضح المسؤول في الخارجية الأميركية ان نيغروبونتي وافق على العودة إلى وزارة الخارجية التي انطلق منها، مع انه صرح أخيراً بانه سيبقى على رأس الاستخبارات حتى انتهاء الولاية الرئاسية لبوش في 2008. وأكد المسؤول أن رايس قالت إنها"سعيدة جداً"بموافقة نيغروبونتي على هذا المنصب. ويرجح أن يتولى الأميرال المتقاعد مايك ماكونيل منصب مدير الاستخبارات الوطنية خلفاً لنيغروبونتي ويشرف على كل وكالات الاستخبارات الأميركية ال 16. وكان ماكونيل مديراً لوكالة الأمن القومي بين عامي 1992 و1996. وهو سيشغل في حال توليه هذه المهمة منصباً استحدثه الرئيس الأميركي جورج بوش لجمع جميع وكالات الاستخبارات الفيديرالية تحت مظلة واحدة. وعمل نيغروبونتي سفيراً لبلاده في الأممالمتحدة بين عامي 2001 و2004، وسفيراً لها في بغداد حتى آذار مارس 2005 وهي الفترة التي شهدت الانتخابات العراقية. ويتوقع أن تسهم خبرته في الشأن العراقي في لعب دور بارز في تجسيد تغيير الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة الأميركية في هذا الإطار. الكونغرس جاء ذلك بينما تسلم الديموقراطيون أمس السيطرة على الكونغرس من الحزب الجمهوري، ويطالب برنامجهم بانسحاب تدريجي للقوات الأميركية من العراق ومساعدة المحتاجين في أميركا. وأدى القسم حوالى 500 برلماني انتخبوا أو أعيد انتخابهم في الاقتراع الذي أجري في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ليشكلوا ثلث مجلس الشيوخ مئة مقعد وكل مجلس النواب 435 مقعداً. وعلى رغم تعهد الحزبين الجمهوري المهيمن على الإدارة الأميركية والديموقراطي المهيمن على السلطة الاشتراعية بالعمل معاً، لكن معارك كبرى تلوح في الأفق، منها سعي الديموقراطيين إلى زيادة الضغوط على بوش لتغيير استراتيجيته في الحرب في العراق والعدول عن القيود التي يفرضها على بحوث خلايا المنشأ الجنينية وخفض الهوة الآخذة في الاتساع بين الأثرياء والفقراء. وفي لحظة تاريخية، تنتخب نانسي بيلوسي النائبة الديموقراطية كأول امرأة تترأس مجلس النواب الأميركي الذي تأسس قبل 218 سنة. وأعلنت بيلوسي عزمها تنظيف الكونغرس الذي اهتز خلال السنتين الماضيتين بفضائح استغلال النفوذ. ومن أول القرارات الذي سيصوت عليه مجلس النواب الجديد المنتخب قراراً يفرض قيوداً جديدة على العلاقة بين أعضاء المجلس وجماعات الضغط. وقال مارتي ميهان النائب الديموقراطي الذي شارك في صوغ القرار الذي يحكم أخلاقيات التعامل بين أعضاء الكونغرس وجماعات الضغط:"لن يسمح بعد الآن بقبول هدايا من جماعات الضغط ولا بتنظيمها رحلات الغولف". وحاول بوش أول من أمس تبني نبرة إيجابية في التعامل مع الكونغرس الجديد الرقم 110 والذي اجتمع لأول مرة ظهر أمس بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة. ودعا إلى خفض الإنفاق والالتزام بموازنة متوازنة والتوصل إلى توافق في الآراء حول العراق. وقال جون سبرات الديموقراطي الذي سيتولى رئاسة لجنة الموازنة في مجلس النواب:"نرحب بالتزام الرئيس الجديد بموازنة متوازنة لكن تصريحاته تجعلنا نقلق". وقال السناتور الديموقراطي تشارلز شومر:"نأمل بأن حين يتحدث الرئيس عن حل وسط أن يعني بذلك أكثر من القول سأفعلها بطريقتي، وهو ما كان يردده في الماضي". وأعلن جوزف بايدن الذي سيترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أنه سيعقد نحو عشر جلسات استماع حول الحرب في العراق من بينها واحدة مخصصة لوزيرة الخارجية رايس. أما كار ليفين الذي سيترأس لجنة القوات المسلحة في المجلس نفسه، فينوي عقد جلسة استماع لوزير الدفاع الجديد روبرت غيتس. على صعيد آخر، اضطرت شبكة الأخبار التلفزيونية الأميركية"سي أن أن"إلى الاعتذار من السناتور الديموقراطي باراك أوباما الذي قد يترشح للرئاسة الأميركية، بعد أن ورد اسمه في شريط الأخبار عند الإعلان عن موضوع حول زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. في غضون ذلك، بدأ حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني أولى خطواته في مساعيه للتنافس على الرئاسة الأميركية في 2008 لينضم بذلك إلى مجموعة من الجمهوريين الذين يأملون في خلافة الرئيس بوش. وفي حال انتخاب رومني 59 سنة، سيكون أول رئيس أميركي من طائفة المورمون.