رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان ما حصل في لبنان اول من امس، كان "بداية انقلاب لم يكتمل بسبب عدم نجاحه في بعض المناطق"، مخاطباً الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن:"بيروت ليست حيفا وجبل لبنان ليس جبل الكرمل، وفي لبنان مستحيل ان يحصل شيء بالقوة"، وسائلاً المعارضة:"ما هي أهداف هذا التحرك بعد؟". وقال جعجع في مؤتمر صحافي في بزمار امس:"ما حصل الثلثاء الماضي ويوم اول من امس، كان كأي يوم من ايام الحرب التي شنتها إسرائيل علينا الصيف الماضي، ومن حقنا كمسؤولين في لبنان ان نسأل ما الذي حصل ومن يتحمل مسؤولية القتلى والمصابين والمسؤولية المادية تجاه الخسائر التي وقعت"، معتبراً ان"ما حصل هو ان بعض الأحزاب والقوى تحاول ان تسقط الحكومة الحالية ويمكن النظام كله بالقوة، وما حصل خصوصاً الثلثاء وبعض الوقائع التي سبقته يبين ان التحرك لم يكن ديموقراطياً وأن هناك نية لإسقاط الوضع بالضربة القاضية والقوة". وتلا جعجع بعض مواد من قانون العقوبات اللبناني ليوضح ان"تحرك المعارضة غير ديموقراطي وغير قانوني ويعاقب عليه". مشيراً الى ان الإشكال الذي وقع في الجامعة العربية اول من امس هو"نتيجة التشنج الكبير الحاصل والتهديد الذي يمارسه فريق من اللبنانيين على فريق آخر". وأشار جعجع الى ان"السيد حسن يقول في كثير من المناسبات ان مطالبهم سياسية"، سائلاً:"لماذا تحصل فتنة متنقلة ولماذا تقلبوها الى فتنة؟". وقال:"يا سيد حسن الخطوات التي تقومون بها والكلام الذي تقولونه هي التي تؤدي الى ان تحصل الفتنة وتصير متأرجحة على الأرض. وكلنا نعرف ان كل الحروب في الدنيا بدأت بكلمة". واستعرض جعجع اجزاء من خطابات نصر الله، وقال:"في المداخلة التي اداها قبل يومين، قال السيد حسن ان المعارضة قادرة وان لدى المعارضة من القوى السياسية والشعبية والتنظيمية والجماهيرية وقوة الإرادة وقوة القرار وشجاعة الإقدام والتخطيط والتدبير ما يمكنها من ان تُسقط الحكومة اللادستورية وغير الشرعية في الشارع من اليوم الأول، وهي تستطيع ان تسقطها غداً أو بعد غد"، سائلاً:"كيف يستطيع ان يسقطها غداً أو بعد غد بوسائل ديموقراطية؟ هل يستطيع ان يجلب اكثرية في مجلس النواب؟"، وسأل جعجع عن الذي يعنيه قول نصر الله ان"لا يظن احد ان جعبة المعارضة فرغت من خيارات اقوى وأشد تأثيراً. وأن الفرصة للفريق المتسلط ومن يدعمه ليست طويلة بل ضيقة"؟ وقال جعجع:"هذا يعني وكأننا باقون رحمة ورأفة من السيد حسن وإلا رمانا في البحر". وأضاف:"اسأل السيد حسن ماذا يعني هذا الكلام، انه يستطيع ان يجمع أكثرية نيابية من اجل إسقاط الحكومة خلال وقت قصير؟ طبعاً لا، إذاً ما المقصود، ربما المقصود انه يهددنا اذا لم نعطه ما يريد بالتي هي احسن، فسيأخذه بالتي هي أسوأ، وهذا مرفوض، ولم نقبله من جيوش كبيرة مرت على البلد من ألفي سنة حتى الآن". وقال جعجع:"تحصل فتنة على الأرض لأن كل يوم تسمع كلاماً من هذا القبيل. إذا كان احد جماهير المعارضة جالساً في منزله ويسمع هذا الكلام وعملياً هو يعرف ان السيد حسن يقول له انه سيأخذ ما يريد بالقوة، رغماً عنهم، فما سيكون تأثير ذلك على الأرض. أعتقد بأن التأثير هو الذي شاهدناه على الأرض". ووجه جعجع نداء الى السيد نصر الله، مؤكداً ان"ليس في نية السيد حسن الوصول الى حرب اهلية في لبنان"، مخاطباً نصر الله بالقول:"بالخطوات التي تقوم بها والكلام الذي تقوله والتصرفات التي تقوم بها او تدفع بعض حلفائك في المعارضة الى ان يقوموا بها، الوضع في لبنان سيذهب الى حرب اهلية". وقال جعجع:"لا يمكن ان نقول كلاماً من الوزن الذي سمعناه ونسمعه، ولا يمكن ان نكون تحت الهديد ونقول اننا لا نريد الذهاب الى الحرب الأهلية، هذه حكماً تأخذ الوضع الى حرب أهلية، لأنه في نهاية المطاف ومهما كان الآخرون ضعافاً، وهم ليسوا كذلك، لا يمكن لأحد إلا ان يدافع عن نفسه، وهذا يترك التوتر في الساحة يعرضنا في كل لحظة الى ما حصل في الجامعة العربية". وأضاف جعجع:"اذا أكملتم التحرك الذي تقومون به يا سيد حسن ضمن الأصول الديموقراطية، اصبحتم متأكدين الآن من انه لن يصل الى مكان. تحرككم صار عمره نحو شهرين واستعملتم كل الوسائل السياسية والديموقراطية الممكنة حتى نهار الثلثاء الماضي، واضح ان الرئيس فؤاد السنيورة لن يرحل تحت الضغط ولن تتمكنوا من اللعب على اعصابه، ولم تتمكنوا من اللعب على اعصاب الوزراء الآخرين ولا أي من القادة اللبنانيين من الكتل النيابية لتغيروا موازين القوى السياسية. وإذا أكملتم ضمن الأطر الديموقراطية، فلن تصلوا الى مكان، وإذا حاولتم الذهاب ابعد من الأطر الديموقراطية كما حصل الثلثاء ستصلون الى حرب اهلية في البلد، وفي كلتا الحالتين لن تصلوا الى مكان، إلا الى مزيد من ضياع الوقت والخراب والدمار". واقترح جعجع على السيد نصر الله ان"نوقف كل هذه التحركات ونعود الى اساليب التصرف الديموقراطية". ورأى ان تغيير الحكومة له أصول"فإما ان تحاولوا اقامة تحالفات مع كتل نيابية اخرى وتحصلوا على 65 نائباً وتسقطوها، وإما ان تواصلوا مهاجمتها كلامياً في تظاهرات كبيرة وتتعب وتسقط. لكن لا يمكنكم القيام بأكثر من ذلك، كما فعلتم الثلثاء وإلا تكونوا تنفذون انقلاباً، وأنتم تقومون فعلاً بانقلاب، ونحن نوصّف الأمر كما هو". واضاف جعجع:"أنتم كنتم تخططون لانقلاب ولأنه لم ينجح في بعض المناطق لم تتابعوه، بل سعيتهم الى تخطي الصعوبات التي واجهتكم من اجل ان تتابعوا بعدها. ولا تعتقدوا ان الانقلاب ممكن في لبنان". وقال لنصر الله:"لا تعتقد يا سيد حسن ان بيروت حيفا وجبل لبنان ليس جبل الكرمل. ومن رابع المستحيلات ان يصل احد في لبنان الى شيء بالقوة. ولنعد لنجلس ونحكي بالأمور كما هي. تريدون تغيير الحكومة نريد تغيير رئيس الجمهورية، تريدون انتخابات نيابية مبكرة فمن حقكم طرحها لكن لنا الحق في طلب الانتخابات الرئاسية المبكرة. حقكم ان تطرحوا ما تريدون وحقنا ان نقبل أو لا. وليس منطقياً ان تقولوا لنا اعملوا كذا أو نخرب البلد". وزاد:"سأبقى أراهن يا سيد حسن على حكمتك ورويتك لأنه بغير ذلك الأمور ذاهبة الى الأسوأ ولا أحد منا يريد ذلك. ومثلما انتم تواصلون لن نذهب إلا إلى الخراب. وقد لا نتفق على شيء. عندها عليكم انتظار المهل الدستورية". وقال جعجع مبتسماً:"انتقل من السيد حسن الى الجنرال عون صديقي العزيز. وشرح اسباب تحرك القوات يوم الثلثاء. الجنرال عون صوّر الوضع كأن شبابه كانوا ذاهبين الى الأوتوستراد والمفارق ليزرعوا الورود ويحسنوا مداخل العاصمة ومن دون سبب انقضت عليهم جماهير القوات واعتدت عليهم. وهذا غير صحيح". وقال ان"تحرك جماعة عون كان جزءاً من تحرك كبير على مستوى لبنان ككل لحلفاء سورية في لبنان وفي طليعتهم"حزب الله"الذي تحرك في البقاع والجنوب وبيروت والحزب السوري القومي الاجتماعي في صوفر وغيرها والكورة وعكار، والمردة في الكورة والبترون وجماعة الأمير طلال ارسلان في عاليه، وجماعة وئام وهاب في الشوف وجماعة البعث في طرابلس... وهذا يعني ان التحرك في المناطق الشرقية كان جزءاً من تحرك أكبر في إطار الصراع الكبير بين تيارين كبيرين منذ ربيع الپ2005 حتى اليوم، ولو لم تتدخل القوات اللبنانية لكان انتصر خط 8 آذار على خط 14 آذار مع كل ما يعنيه ذلك من تغيير محلياً وإقليمياً". واعتبر ان عون ونصر الله جربا إنكار ذلك وتلا عبارة من نشرة داخلية ل"حزب الله"هي"الموقف اليوم"يتخذ في ضوئها اصحاب القرار خياراتهم ونصت على الآتي:"تلقى التيار الوطني الحر وتيار المردة اصابات بالغة جراء النهار الطويل وما رافقه من إنهاك شعبي ومادي... وبات وضع الشارع المسيحي بحاجة الى فسحة تنفس تعطي المجال لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف". واضاف جعجع:"لم يوقفوا التحرك كما قالوا لأن الرسالة وصلت، بل لأن الوضع فرط في الشارع المسيحي". كما رد على قول عون ان الاضراب سلمي الثلثاء والبندقية ظهرت في الساحة واتهام"القوات"بذلك بالقول:"كنت اتمنى ان يصرح العماد عون بعد إطلاق النار من"جند الشام"على الجيش في عين الحلوة أو على اكتشاف مستودعات اسلحة للقوميين. وأن يحتفظ"حزب الله"بسلاحه فإن العماد عون يجد ضرورة لذلك، اما القوات اذا نزلت من دون سلاح الى الساحة فيقول انها تخرب البلد". وتابع جعجع:"لم يسقط للتيار الوطني الحر أي قتيل. كيف سقط قتيل منا؟ وسقط 7 جرحى من عند العماد عون وسقط منا 26 جريحاً اضافة الى قتيل وزع جعجع لوائح بأسمائهم". وتوجه جعجع بدعوة الى عون، وقال:"لنرجع الى الهدنة الإعلامية السابقة معه، فلا يهاجمنا ولا نهاجمه، نحن عندنا قضية كبيرة ولسنا متفرغين للالتهاء بأشياء صغيرة. ولا أعرف من أين يجمع الجنرال عون هذه الخبريات ويركبها ليحاول تشويه صورة القوات". وذكّر جعجع عون بأنه كان هناك نوع من التفاهم، عندما اوفد موفداً من عنده والتقى وفداً من عندي منذ نحو شهرين واتفقنا على تحييد جبل لبنان، لأن فيه تعددية سياسية"، سائلاً:"لماذا خرق الجنرال عون هذا التفاهم الثلثاء الماضي ونزل في هذا الشكل على كل طرق جبل لبنان؟". وقال:"لا يمكن ان نتحمل إقفال الطرق في أي من مناطقنا وأقول هذا الكلام للجنرال عون وإلى سليمان فرنجية، وان أي تحرك ديموقراطي ينويان القيام به، فمعهم حق، لكن كما لا نسمح لأنفسنا بإقفال طرقهم، نتمنى عليهم عدم إقفال طرقنا". وقال جعجع:"اقصى تمنياتنا ان تستمر القوى الأمنية بحفظ الأمن كما كانت تفعل في كل المرحلة السابقة والتي قامت بها بنجاح كبير باستثناء يوم الثلثاء الماضي". ورداً على سؤال رفض جعجع ما قيل عن اعتماد الأمن الذاتي أو استقدام قوات دولية لحماية بيروت بعد الأحداث الأخيرة، وقال:"هذه خيارات كارثية". وتابع:"نحن مع خيار الدولة وقواها الأمنية"، مشيراً الى ان"ما يجب القيام به منذ هذه اللحظة هو ان نخفف جميعنا وتيرة تصريحاتنا السياسية والتشنج السياسي الذي يؤدي الى فتن على الارض". ورداً على سؤال، قال جعجع ان"الجميع يعرف ان تيار المستقبل لم يكن عنده في يوم من الأيام ميليشيا او تنظيم مسلح، وصحيح ان الناس من الفريقين أطلقوا النار على بعضهم بعضاً اول من امس، ومن عنده تنظيم مسلح هو"حزب الله"وحركة"امل"، اما تيار المستقبل فليس عنده تنظيم مسلح. هؤلاء اناس من الممكن انهم يؤيدون تيار المستقبل لكنهم اناس عاديون عندهم اسلحة في منازلهم اطلقوا منها النار". وقال جعجع:"الاتصالات الإيرانية - السعودية مشكورة. والسعودية تقوم باتصالات حثيثة جداً. وما سيخرج عن هذه الاتصالات غير اكيد، لكنني غير متفائل، لأن الحل هو في لبنان وبين ايدي الأفرقاء اللبنانيين". وأكد جعجع انه اذا دعا الرئيس نبيه بري الى الحوار،"نذهب فوراً من دون أي سؤال أو جواب"، مؤكداً ان"القوات لا تملك سلاحاً اليوم وليس لديها أي نية للتسلح، ومن لديه أي معطيات مغايرة فليقدمها".