مع انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لإيران من اجل تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وتقديم مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى مجلس الأمن تقريراً يعلن فيه أن طهران لم تعلق تخصيب اليورانيوم، مشيراً الى"قصور"في تعاون إيران مع مفتشي الوكالة الذرية، تصاعد التوتر بين واشنطن وباريس وطهران التي رفضته مسبقاً، فيما أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده يمكن أن"تصبح بسرعة قوة عظمى عالمية"، فيما تبقى طهران على تشددها في رفض طلب الأممالمتحدة بتجميد نشاطاتها النووية الحساسة. وقال احمدي نجاد خلال زيارة إلى محافظة زنجان الشمالية امس، ان"اكتساب الأمة الإيرانية الطاقة النووية السلمية من الأهمية بحيث انه قد يبدل الوضع العالمي"، مضيفاً:"في مقدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تصبح بسرعة قوة عظمى. وإذا كنا نؤمن بأنفسنا، فلا يمكن تشبيه أي قوة أخرى بنا". وزاد:"لسنا بحاجة إلى أسلحة أو حملات عسكرية لأن موقعنا في العالم بات أقوى". وأكد أن بلاده لن تعير اهتماماً للمطالب الدولية بوقف نشاطها النووي، قائلاً:"هؤلاء الذين يريدون منع الإيرانيين من الحصول على حقهم عليهم أن يعرفوا أننا لا نأبه بمثل هذه القرارات". وزاد:"الأعداء يعتقدون انه بتهديدنا وشن حرب نفسية أو فرض حظر يمكنهم إثناء أمتنا عن الحصول على التكنولوجيا النووية". وقال سفير إيران لدى الأممالمتحدة جواد ظريفي أن طهران لن تتقيد بقرار سلبي من مجلس الأمن. وقال قبيل صدور التقرير:"إذا قرر مجلس الأمن اتخاذ قرارات ليست في نطاق اختصاصه عندئذ فان إيران لن تشعر بأنها ملزمة بأن تطيع". وأضاف:"ما أتوقعه أنه سيكون هناك الكثير من الضغوط من الولاياتالمتحدة لفرض قرار آخر قصير النظر على مجلس الأمن". ودعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أطراف الحوار مع إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. وقال في خطبة الجمعة إن إيران"حريصة على بناء الثقة وترغب في عرض النجاح الذي حققته بفضل القوة العلمية والفكرية لأبنائها على العالم في أجواء من الشفافية". ولم يغب الحذر والخوف عن لغة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السابق حسن روحاني المتفائلة، والتي قد تدفع الأوروبيين"للعودة إلى طاولة المفاوضات لاستكمال حل الأمور، بعد إدراكهم الإنجاز الذي حققته إيران في علوم تخصيب اليورانيوم". ولم يتوقع ديبلوماسيون مفاجآت كبيرة في التقرير. وقال ديبلوماسيون إن التساؤلات مستمرة في شأن البحوث الإيرانية في أجهزة الطرد المركزي المتطورة"بي-2"والوثائق التي عثر عليها والتي تظهر كيفية تصميم الجزء الأساسي من قنبلة ذرية وتقارير الاستخبارات عن وجود صلات بين معالجة اليورانيوم الخام واختبارات مواد شديدة الانفجار وتصميم لرأس حربي لصاروخ. والرد على مثل هذه الأسئلة سيكون مهماً في المساعدة على فهم درجة أهمية الأزمة والمجال المتاح للديبلوماسية. وإذا لم تستطع الوكالة الدولية أن تقول الكثير في هذا شأن، فإن صانعي السياسة سيعتمدون في شكل أكبر حينئذ على سيناريو أسوأ الحالات. وتؤيد الولاياتالمتحدة بمساندة من بريطانيا وفرنسا فرض عقوبات محدودة إذا رفضت إيران وقف التخصيب بسرعة. وتعارض روسيا والصين وهما الدولتان الأخريان دائمتا العضوية في مجلس الأمن مثل هذه الخطوات. الموقف الدولي وعلى هامش اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في صوفيا، حضت الولاياتالمتحدة وفرنسا مجلس الأمن، وهما عضوان دائمان فيه، على التحرك سريعاً وبحزم حيال إيران التي كانت أمهلت حتى الجمعة لوقف أعمال التخصيب. وصرحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس:"الولاياتالمتحدة تؤيد الرأي القائل إن على مجلس الأمن أن يتحرك بالتأكيد لإثبات صدقيته". وقال نظيرها الفرنسي فيليب دوست- بلازي"في مواجهة موقف إيران وتسريعها لبرامجها النووية، علينا أن نوجه إشارة سريعة وحازمة من جانب مجلس الأمن". وأكد أن"الوضع خطر ومقلق". ولم يلفظ دوست بلازي أو رايس كلمة"عقوبات". ودعا وزير الخارجية السويدي والرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة يان الياسون في هلسنكي الأطراف المعنية بالملف الإيراني إلى استنفاد كل الخيارات السياسية قبل اللجوء إلى العمل العسكري لأن"آثاره ستكون كارثية". في غضون ذلك، قال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا في نيويورك في التاسع من أيار مايو لمناقشة المسألة الإيرانية.