قال وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس انه لا يرى حاجة لان تعقد "منظمة الدول المصدرة للنفط" أوبك اجتماعاً استثنائياً قبل اجتماعها المقرر في آذار مارس، مشيراً الى ان لا داعي للقلق من خفض الأسعار. وأضاف ان تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها "أوبك" بالفعل تعمل بشكل جيد ولا داعي للقلق بشأن أسعار النفط التي خفضت 13 في المئة منذ بداية السنة. وقال النعيمي للصحافيين لدى وصوله الى نيودلهي لحضور مؤتمر عن الطاقة:"اتخذنا إجراءات في تشرين الأول أكتوبر في الدوحة وإجراءات في كانون الأول ديسمبر في أبوجا وأعتقد بأن هذه الإجراءات تعمل بشكل جيد. المخزونات في الربع الأخير من السنة خفضت... مما يقرب السوق من التوازن". وتابع:"لا داعي للقلق. في الواقع لا داعي للاجتماع. كل الأساسيات تشير الى تحسن كبير مقارنة بما كانت عليه وقت اجتماع الدوحة. لا داعي على الاطلاق للقلق في السوق هناك حاجة لحماية مصالح كل من المنتجين والمستهلكين. السوق في وضع طيب وتتحرك في الاتجاه الصحي". وكان وزير النفط النيجيري إدموند داوكورو دعا"أوبك"إلى انتظار ردود فعل السوق العالمية على تخفيضات الإمدادات التي سيبدأ سريانها في أول شباط فبراير، قبل ان تقرر أي تخفيضات إضافية في الإنتاج. وقال داوكورو خلال مؤتمر صحافي في نيودلهي:"أعتقد ان علينا ان نتخذ موقف الانتظار لمعرفة ما سيحدث. وبعد ان ننفذ الخفض البالغ 500 ألف برميل يومياً، علينا ان نرى كيف ستستجيب السوق". وتعقيباً على تقارير عن احتمال عقد اجتماع استثنائي لپ"أوبك"لمناقشة هبوط أسعار النفط، قال داوكورو:"إذا دعوا إلى اجتماع فسأحضره". ومن المقرر ان يعقد الاجتماع العادي المقبل لپ"أوبك"في 15 آذار. وأوضح داوكورو ان"المعروض في الأسواق الآن يفوق الطلب كثيراً. إذا لم يكن هناك أحد يريد سلعتنا فمن الأفضل ان نتركها في باطن الأرض". وخفضت"أوبك"إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في أول تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ومن المنتظر ان يسري في الأول من شباط المقبل خفض إضافي تقرر في كانون الأول قدره 500 ألف برميل يومياً. وقال داوكورو:"أعتقد بأن الأسعار خفيضة والسوق تعاني من فائض في الإمدادات"، مشيراً إلى"ان الكثير من النفط يأتي إلى السوق من منتجين خارج أوبك". وفي ما يتعلق بالمساعي الرامية لإعادة الإنتاج النيجيري إلى مستواه، قال ان"كل الجهود الممكنة تبذل"، مشيراً إلى ان حقل"أي إيه"يمثل أولوية، لكنه رفض تحديد موعد لاستئناف الإنتاج منه. ومنذ سنة أوقفت شركة"شل"، أكبر الشركات الأجنبية المنتجة للنفط في نيجيريا، الإنتاج من حقلي"فوركادوس"وپ"أي إيه"، اللذين يبلغ إنتاجهما 115 ألف برميل يومياً، بعد ان تعرضا لهجوم من مسلحين محليين. وقدر مسؤولون نيجيريون إجمالي الإنتاج المتوقف بپ800 ألف برميل يومياً، أي أكثر من ربع إنتاج البلاد. وتعاني نيجيريا دورة جديدة من ندرة الوقود تذكر بأيام الحكم العسكري في ثامن أكبر مصدر للنفط الخام في العالم حيث تمتد طوابير السيارات أمام محطات البنزين لمسافة كيلومترات. وقال رئيس مجلس إدارة"شركة النفط الوطنية النيجيرية"المملوكة للدولة فونشو كوبولوكان ان شح البنزين نجم عن حوادث تخريب جديدة لخط الأنابيب التابع للشركة في منطقة أخرى من لاغوس. فنزويلا وفي كراكاس، قال وزير الطاقة الفنزويلي رافاييل راميريز ان في أسواق النفط العالمية وفرة في المعروض تصل إلى مليون برميل يومياً وان خفض أسعار الخام أمر مثير للقلق. وأضاف راميريز ان مخزونات النفط العالية مشكلة للأسواق وان العديد من دول"أوبك"يريد عقد اجتماع طارئ لبحث كيفية التصدي لخفض الأسعار. وقال ان الحكومة الفنزويلية ستضع قانوناً بشأن تأميم قطاع النفط سيسمح لها بالسيطرة على غالبية الحصص في الشركات العاملة في البلاد وكذلك في العقود النفطية. وأشار الوزير إلى ان خلال عام 2006 تعذر التوصل إلى اتفاق،"على رغم أننا أظهرنا ليونة كبيرة خلال عملية التفاوض"مع الشركات النفطية الأجنبية التي تعمل في منطقة أورينوكي التي تضم اكبر مخزون للمحروقات في البلاد. وأضاف"حالياً، لم يعد من الوارد التفاوض وسيصدر قانون بالتأميم"، مشيراً إلى ان النص بات جاهزاً. وتعمل كل من"إكسون موبيل"وپ"شيفرون"وپ"كونوكو فيليبس"في منطقة أورينوكي حيث تقوم باستخراج وتحويل احتياط النفط الخام الهائل. الأسعار وخفضت أسعار النفط الخام في المعاملات الآجلة أمس مدفوعة باعتدال الطقس وعوامل ضعف فنية. وقال محللون فنيون وتجار ان الهدف التالي للاتجاه التنازلي هو الوصول الى 50 دولاراً للبرميل. وخفض سعر مزيج برنت الخام 63 سنتاً الى 52.49 دولار للبرميل، وخفض الخام الأميركي 89 سنتاً الى 52.10 دولار. وخفض السولار زيت الغاز 1.25 دولار الى 472.50 دولار للطن. اليمن من جهة أخرى، قال وزير النفط والمعادن اليمني خالد بحاح ان خفض سعر مزيج"برنت"الخام المستخرج من بحر الشمال عن 55 دولاراً للبرميل سيضر باقتصاد بلاده. وأضاف في تصريح:"وضعنا خططاً لهذه السنة على أساس سعر 55 دولاراً للبرميل وإذا خفضت أسعار"برنت"عن 55 دولاراً فسيؤثر ذلك في اقتصادنا". وأوضح ان بلاده ستطرح ما بين خمس وپ10 مناطق بحرية للتنقيب فيها في النصف الثاني من السنة الجارية. وقال ان شركة"ريلايانس إندستريز"الهندية تجري مباحثات مع شركة نفط محلية في بلاده حول إنشاء مصفاة بطاقة 50 ألف برميل يومياً في اليمن. وفي لاباز، أفادت تقارير اقتصادية ان شركة"بترو أندينا"الفنزويلية - البوليفية تعتزم إقامة مشاريع في بوليفيا بقيمة 1.17 بليون دولار في مجال التنقيب عن النفط وتسييل الغاز الطبيعي. وتشمل خطة الاستثمار في مجال النفط القيام بأعمال التنقيب في أربع مناطق في جنوببوليفيا باستثمارات إجمالية تبلغ نحو بليون دولار، في حين سيخصص 170 مليون دولار لإنشاء مصنعين لتسييل الغاز الطبيعي قبل ان تصدره بوليفيا إلى البرازيل والأرجنتين. يذكر ان"بترو أندينا"تأسست في كانون الأول الماضي بعد ان اتفق الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والبوليفي إيفو موراليس على عقد تحالف في مجال الطاقة بين بلديهما.