قرر وزراء دول منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك"، خفض إنتاج النفط بدءاً من الأول من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بمقدار 1.2 مليون برميل في اليوم، ليتراجع حجم الإنتاج من 27.5 مليون برميل يومياً الى 26.3 مليون. وأكد بيان المنظمة أن"القرار موقت"الى حين عقد المؤتمر الاستثنائي المقبل في العاصمة النيجيرية أبوجا في 14 كانون الأول ديسمبر المقبل. إذ تتجه المنظمة الى أجراء خفض جديد على حجم الإنتاج إذا اقتضت الضرورة ذلك. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي أكد أن"أوبك"ستدرس خفض حجم الإنتاج مجدداً بمقدار 500 ألف برميل يومياً،"نظراً الى الفائض الكبير في الأسواق، والذي يجب خفضه لمنع تدهور الأسواق السنة المقبلة". وأنهى وزراء النفط في المنظمة اجتماعهم"التشاوري"في الدوحة في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس في الأولى والنصف بعد منتصف الليل، وترأسها وزير النفط الاماراتي الرئيس المناوب محمد الهاملي، بسبب وصول رئيس"أوبك"الوزير النيجيري إدمون دوكورو في ساعة متأخرة بسبب عطل طرأ على الطائرة التي نقلته من لاغوس. وأعلن وزراء"أوبك"في البيان الختامي الكميات التي ستخفضها دولهم، كما يأتي: الجزائر 59 ألف برميل يومياً، أندونيسيا 39 ألفاً، إيران 176 ألفاً، الكويت 100 ألف، ليبيا 72 ألفاً، نيجيريا 100 ألف، قطر 35 ألفاً، المملكة العربية السعودية 380 ألفاً، الامارات العربية المتحدة 101 ألف، فنزويلا 138 ألفاً، فيكون المجموع 1.2 مليون برميل في اليوم. وكان وزير النفط السعودي أجرى محادثات ثنائية مع وزيري النفط الإيراني همانة والفنزويلي راميريز، لإقناعهما بضرورة الخفض من الإنتاج الفعلي لتجنب التدهور في أسعار النفط. وأكد النعيمي أن السعودية"خفضت بالفعل إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يومياً، ليتراجع إجمالي إنتاجها الى 9.1 مليون برميل يومياً من 9.5 مليون". التوازن في الأسواق ويُعتبر هذا الخفض الأول منذ عام 2004 ، ويهدف الى وقف تراجع محتمل لأسعار النفط. اذ أشار وزير النفط الجزائري شكيب خليل الى أن خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً"سيكفي لوقف انخفاض سعر الخام الذي بلغ حوالى 25 في المئة متراجعاً الى 58 دولاراً للبرميل من الخام الأميركي مقارنة بذروته التي سجلها في تموز يوليو الماضي". فيما رجّح وزير النفط الايراني كاظم وزيري همانه امس"الا يحتاج الأمر الى خفض آخر في انتاج المنظمة"في اجتماعها المقرر الشهر المقبل"، لكنه لفت الى أن المنظمة"ستراقب الوضع". وأوضح أن الهدف من قرار خفض الانتاج 1.2 مليون برميل يومياً يتمثل في"تحقيق التوازن والاستقرار في السوق". وأكد أن"لا حد أدنى للأسعار ولم نحدد مستوى لها". وأوضح رئيس"أوبك"ادموند داوكورو امس في تصريح أدلى به على هامش مؤتمر عن صناعة النفط، أن القرار الذي اتخذته المنظمة في الدوحة بخفض الانتاج"يهدف الى تحقيق استقرار في سوق النفط"، معتبراً أن"أي خفض آخر في اجتماع كانون الاول المقبل يتوقف على مدى استقرار السوق". وأعلن أن العرض في الأسواق"يزيد على الطلب بحوالى مليون برميل يومياً، وربما يزيد الفارق الى مليوني برميل يومياً نهاية الربع الثاني من العام المقبل". لكن داوكورو امتنع عن التكهن باحتمال إقرار خفض آخر في الاجتماع الذي تعقده المنظمة في أبوجا الشهر المقبل، اذ رأى أن الأمر"يتوقف على استقرار السوق سيستقر في كانون الأول أم لا". ردود فعل عالمية وفي ردود الفعل العالمية حول قرار"أوبك"، أبدت اليابان أمس"قلقاً"بعد الإعلان عن خفض الانتاج بهدف دعم الأسعار، مرجحة أن"يضر بالاقتصاد الثاني في العالم الذي يعتمد كلياً على الخارج في امداداته النفطية". واعتبر وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني أكيرا أماري"أننا في وضع مقلق جداً، إذا كان الهدف الإبقاء على أسعار نفط مرتفعة". وأعلن رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل أمس أن توقيت قرار منظمة"أوبك"خفض الانتاج"سيئ جداً، لأن نصف الكرة الأرضية الشمالي مقبل على موسم سيشهد ذروة الطلب على النفط في الشتاء، ولأن أخطار تراجع الإمدادات ما زالت قائمة". وأوضح"نحن مقبلون على موسم التدفئة، وما زالت الأخطار في جانب العرض كبيرة". فيما أشار محللون الى أن المنظمة"تعاني منهجياً من صعوبات في الانضباط حين تقرر خفض الانتاج بسبب تراجع العائدات الناجم عن مثل هذا القرار". وتوقعوا أن تعمد دول كثيرة الى عدم الإعلان بوضوح عن الخفض، اذ تخفض كمية تقل عن حصتها المقررة. الانعكاس على الأسواق وانعكس قرار"أوبك"على الأسواق واعتُبر أكبر من المتوقع، اذ ارتفعت أسعار مزيج برنت والخام الاميركي الخفيف في المعاملات الآجلة امس. وسجل سعر مزيج برنت في الثامنة توقيت غرينتش ارتفاعاً بلغ 0.38 دولار ليصل الى 61.25 دولار للبرميل. كما ارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في التعاملات الالكترونية 0.36 دولار الى 58.86 دولار للبرميل. وقفزت أسعار النفط للعقود الآجلة ما يزيد على واحد في المئة، متخطية مستوى 59 دولاراً للبرميل في التعاملات الصباحية في آسيا أمس. تعيين الأمين العام الى ذلك، صرحت مصادر رفيعة في"أوبك"ل"الحياة"انها تتوقع انتخاب الأمين العام الجديد للمنظمة في أبوجا، وأن يكون الممثل الليبي وزير النفط السابق عبدالله البدري في حال وافقت إيران على التخلي عن مرشحها كاظم بور أردابيلي للمنصب. ويحظى المرشح الليبي بإجماع الدول العربية كونه من أفضل المرشحين ويتمتع بخبرة في المنظمة وصناعة النفط الليبية، ورأس المؤتمر الوزاري وأدار المنظمة بالنيابة عن الأمين العام لتعذّر انتخابه منذ سنوات.