أكدت الاستخبارات الأفغانية أمس، ان قوات الأمن أوقفت الناطق باسم "طالبان" محمد حنيف عند معبر طورخان الحدودي مع باكستان، ما جدد اتهام كابول لاسلام آباد بالاخفاق في منع قيادتي حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" من ادارة عملياتهما انطلاقاً من منطقة القبائل الباكستانية. في الوقت ذاته اعلنت السلطات الباكستانية مقتل 30 متشدداً بينهم اجانب في غارات جوية نفذتها مروحيات مقاتلة تابعة للجيش، واستهدفت منطقة زامزولا في اقليم جنوب وزيرستان القبلي راجع ص 10. وأكدت الحكومة الافغانية طيلة العام الماضي حين تولى حنيف التعليق على عمليات"طالبان"، وجوده في باكستان، وربطت مصادر امنية اعتقاله باستخدامه ارقاماً هاتفية لم تتغير منذ خلف الناطق السابق عبد اللطيف حكيمي الذي اعتقل في كويتا جنوب غربي باكستان في تشرين الاول اكتوبر 2005. وبعد اسبوع على تأكيد جون نيغروبونتي، مدير الاستخبارات الاميركية السابق النائب الحالي لوزيرة الخارجية، ان باكستان تشكل مركز عمليات"القاعدة"في العالم، أعلن الجيش الباكستاني امس ان مروحيات تابعة له قصفت مخابئ لمقاتلين في"طالبان"و"القاعدة"في اقليم جنوب وزيرستان، ما ادى الى مقتل 30 منهم. لكن مصادر قبلية وأخرى حكومية أكدت انتشال عشر جثث، تبين أنها لسبعة مهاجرين أفغان قطنوا في المنطقة منذ أكثر من عشرين سنة ولثلاثة من سكانها. وكانت الحكومة الباكستانية وقعت اتفاق سلام مع رجال القبائل في جنوب وزيرستان قبل أكثر من سنة ونصف سنة، لكنها قتلت لاحقاً الزعيم القبلي نك محمد في غارة جوية. الى ذلك، زار وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس كابول، بعد توقف قصير في مقر الحلف الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسيل، واجرى محادثات تناولت الوضع الأمني وإمكان تعزيز القوات الأميركية وتلك التابعة للحلف في أفغانستان. وقال:"ناقشنا سبل التصدي لتهديد طالبان بعد رفع مستوى العنف"، علماً ان الحكومة البريطانية حذرت اخيراً من تأثير الوضع في أفغانستان على مستقبل الحلف ووجود قواته فيها، فيما عارضت دول اعضاء إرسال قوات إلى الولاياتالجنوبية الأفغانية المضطربة. وأشار محللون الى ان زيارة غيتس لكابول تهدف الى زيادة الدعم العسكري للقوات الأفغانية، وإعادة تأهيلها وتدريبها لجعلها تعتمد على نفسها، ومحاولة ايجاد"آلية مثالية"للتعامل مع المنطقة القبلية الباكستانية التي يُعتقد بأن"طالبان"و"القاعدة"استفادا منها في تنفيذ عملياتهما في أفغانستان.