واشنطن – أ ف ب - قتِل خمسة من قادة ميليشيا الملا نظير التي ترتبط بعلاقة وثيقة مع الجيش الباكستاني و»شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان» الأفغانية، بينهم الشقيق الأصغر لحقاني، حضرت عمر قائد العمليات الميدانية وخان محمد وميراج وزير وأشفق وزير، وذلك في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار على شاحنة صغيرة استقلوها لعبور منطقة أعظم ورسك غرب بلدة وانا في إقليمجنوب وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأوضح مسؤولون أمنيون باكستانيون ان حضرت عمر البالغ من العمر 27 سنة عمل بعيداً من الأنظار، وذهب الى أفغانستان لتكليف مقاتلين تنفيذ مهمات. كما اشرف على الترتيبات اللوجيستية لعمليات الميليشيا التي تضم حوالى 1200 عنصر وتعتبر الأقوى في «طالبان باكستان»، وتركز على مهاجمة القوات الأجنبية في أفغانستان. وكان الملا نظير خاض عام 2007 حرباً ضروساً ضد المقاتلين الأوزبك في جنوب وزيرستان أدت الى طردهم من المنطقة، بعدما شكا السكان من تزايد مضايقات الأوزبك والشيشان. ونال الملا نظير دعم الجيش الباكستاني حينها، قبل أن يعلن دعمه لتنظيم «القاعدة» وترحيبه بعناصره في مناطق القبائل الباكستانية، ثم يهدد في حزيران (يونيو) الماضي بتصعيد الهجمات ضد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان رداً على تكثيف طائرات أميركية بلا طيار غارات في باكستان. ومثلت الغارة التي جاءت بعد فترة طويلة على تركّز القصف الجوي الأميركي في إقليم شمال وزيرستان الذي تعتبره واشنطن معقلاً ل «شبكة حقاني»، خرقاً أمنياً أميركياً واسعاً في مواجهة المقاتلين القبليين، بعد أسبوع على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لإسلام آباد يرافقها مسؤولون في الجيش والاستخبارات. وهي حضت الحكومة الباكستانية على قتال المتمردين، في وقت أعلنت الحكومة أنها تلقت إشارات الى رغبة «طالبان باكستان» في التفاوض معها للتوصل إلى اتفاق ينهي العنف والعمليات المسلحة في مناطق القبائل. ويشدد مخططون استراتيجيون في باكستان على ان العمليات العسكرية تحقق مكاسب محدودة، ويعتبرون أن الوقت حان للتركيز على مصالحة شاملة قبل الانسحاب المرتقب للقوات الأجنبية من أفغانستان. ونفذت طائرات أميركية من دون طيار نحو 60 ضربة جوية في باكستان هذه السنة، مع تكثيفها بعد تصفية وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد مطلع أيار (مايو) الماضي. وتقدر مؤسسة «نيو أميركان فاونديشين» للبحوث مقتل 325 متشدداً على الأقل في هجمات الطائرات الأميركية في باكستان هذه السنة. الى ذلك، نفى الجيش الباكستاني ما نقلته «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن قادة في «طالبان» بينهم الملا قاسم ورئيس سابق للاستخبارات الأفغانية، في شأن تقديم الجيش الباكستاني واستخباراته إمدادات وحماية ل «طالبان الأفغانية» و»القاعدة». ووصف اللواء اطهر عباس، الناطق باسم الجيش التقرير بأنه «مغرض ولا يقدم رواية الطرف المتضرر، لذا يخالف الواقع، علماً أن الاستخبارات الباكستانية أعلنت أنها لم تقدم رصاصة واحدة أو دعماً مالياً للمتشددين في أفغانستان». في المقابل، صرح اللواء الأميركي كيرتيس سكاباروتي، نائب قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، بأن «الجيش الباكستاني يسمح بشن متمردين هجمات صاروخية وأخرى بقذائف هاون على القوات الأميركية عبر الحدود في أفغانستان، وربما يتعاون مع المسلحين». وقال: «نرى أحياناً ملامح تعاون أو على الأقل تغاضياً، لدى إطلاق متمردين قذائف على مرأى من أحد مواقع الجيش الباكستاني كما نعتقد».