قال مسؤولون في الاستخبارات ان القوات الباكستانية اعتقلت 17 رجلا يشتبه في انهم على صلة بتنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"اثر غارة أمس على منطقة القبائل قرب الحدود الافغانية. ودهمت قوات خاصة من الجيش تساندها مروحيات منزل احد رجال القبائل في لاوارا شمال وزيرستان القبلية على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب غربي العاصمة اسلام اباد. وتقع لاوارا قبالة اقليم خوست الشرقي في افغانستان. وقال مصدر في الاستخبارات رفض نشر اسمه ان اثنين احدهما افغاني اصيبا في تبادل لاطلاق النار اثناء الغارة. وذكر مسؤول اخر ان المشتبه فيهم نقلوا الى بلدة بانو المتاخمة لشمال وزيرستان للتحقيق معهم. وجاءت الغارة في وقت اعلن مسؤولون في الجيش ان مسلحين لهم صلة ب"القاعدة "يبحثون عن مخابئ في شمال وزيرستان بعد طردهم من جنوبها. وتكررت المصادمات بين قوات الامن الباكستانية ومسلحين في جنوب وزيرستان منذ اذار مارس الماضي وقتل خلالها المئات. وأكد مسؤولون ان مئة من المسلحين الاجانب معظمهم من اسيا الوسطى لا يزالون يختبئون في المنطقة الوعرة فيما قتل مئات او فروا الى افغانستان. واضافوا انه لا توجد اي ادلة على وجود زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري اللذين يقول خبراء انهما في مكان ما في منطقة الحدود الباكستانية - الافغانية. من جهة أخرى، أكد حاكم إقليم باكتيا جنوبأفغانستان أسد الله وفا أن المئات من مقاتلي حركة"طالبان"قد يتخلون عن حمل السلاح ضد الحكومة نتيجة لمحادثات سلام جارية بين شيوخ القبائل وحكومة الرئيس حامد كارزاي. وأوضح أن شيوخ قبائل يقومون بوساطة بين"طالبان"وحكومة كارزاي في إقاليم باكتيا وخوست وبكتيكا الجنوبية. وقال وفا إن"مئات كثيرة من عناصر طالبان يريدون العودة إلى حياتهم العادية في أقاليم خوست وباكتيا وبكتيكا"الجنوبية. ورفض تحديد العناصر المستعدة لإلقاء السلاح. إلا أنه أكد أن المجموعة التي يجرى الاتصال بها تتشكل من عناصر قيادية وعادية. وأضاف أن شيوخ القبائل والمسؤولين المحليين يريدون في المقابل من السفير الأميركي لدى كابول زالماي خليل زاد حض القوات الأميركية على عدم مضايقة عناصر"طالبان"الذين يلقون السلاح. وكان الناطق باسم"طالبان"عبداللطيف حكيمي أبلغ"رويترز"الأسبوع الماضي أن الجماعة ملتزمة محاربة حكومة كارزاي والولايات المتحدة وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان. واتهم الحكومة الأفغانية باستخدام قضية المحادثات مع طالبان"دعاية سياسية"لدق إسفين بين عناصر الحركة. ويخشى قادة أحزاب المعارضة الرئيسية من أن كارزاي، وهو من عرقية البشتون، يريد استخدام العفو المقترح لتعزيز قاعدة سلطته في معاقل البشتون في جنوب شرقي البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان أبريل المقبل. وينشط عناصر طالبان وحلفاؤهم في جنوبأفغانستان وشرقها قرب المناطق الوعرة على الحدود مع باكستان. وقتل 1100 تقريباً بينهم مدنيون ومقاتلون وعمال إغاثة وجنود من القوات الأفغانية والأجنبية في تلك المناطق منذ آب أغسطس الماضي في غارات شنت طالبان غالبيتها. إلا أن حركة المقاتلين هدأت تماماً منذ انتخاب كارزاي رئيساً في تشرين الأول أكتوبر الماضي، ونتيجة الشتاء القارس في أفغانستان.