أكد الرئيس الحالي لپ"منظمة الدول المصدرة للنفط" أوبك وزير الطاقة الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي أمس، قلق المنظمة من تراجع أسعار النفط الخام التي سجلت خفضاً بنسبة 12 في المئة منذ بداية السنة الحالية، مؤكداً ان المنظمة "لن تتردد في اتخاذ اجراءات جديدة عند الضرورة". وكشف الهاملي في مقابلة مع"الحياة"في أبو ظبي أنه يجري اتصالات مع وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء في المنظمة لبحث آخر التطورات في السوق النفطية. لكنه شدد على أن"عقد أي اجتماع طارئ لمنظمة أوبك"لم يتقرر بعد قبيل اجتماعها العادي المقرر في 15 آذار مارس المقبل، كما"لم يتخذ حتى الآن أي اجراء بشأن خفض جديد لإنتاج"أوبك"بعد الخفض الذي تقرر في اجتماع أبوجا في 14 كانون الأول ديسمبر الماضي". وكانت"أوبك"اتخذت قراراً في اجتماع أبوجا بخفض الانتاج 500 ألف برميل يومياً، ابتداء من أول شباط فبراير المقبل وذلك اضافة للقرار الذي اتخذته في 19 تشرين الأول أكتوبر الماضي في الدوحة بخفض الانتاج 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من أول تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتوقع الهاملي ان يحقق خفض الإنتاج المتفق عليه في الدوحة للمرة الأولى ثم في أبوجا، هدفه المتمثل بتأمين الاستقرار في السوق. وقال ان السوق تتسم حالياً بتوفر مستوى جيد من الإمدادات لكنه لفت الى ان"أوبك"تشعر بقلق حيال الربع الثاني من عام 2007 بسبب انخفاض الطلب الموسمي على النفط وبقاء المخزونات عند مستوى مرتفع. وتسلم الهاملي رئاسة"أوبك"أول هذا الشهر وسيستمر فيها حتى نهاية هذه السنة. وفي الدوحة، قال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ان قطر ستنفذ بصورة كاملة حصتها في خفض إنتاج النفط بموجب اتفاق أقرته منظمة"أوبك"في كانون الأول. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن العطية تأكيده"التزام دولة قطر باتفاق الدوحة وأبوجا، وأنه وجّه إدارة تسويق النفط للالتزام بالاتفاق وتطبيقه". وقال:"أنا متأكد أن جميع أعضاء"أوبك"سيلتزمون حتى اجتماع آذار المقبل". وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود ماندل ان أسعار النفط اقتربت من مستويات تبررها أساسيات العرض والطلب، لكنها ستواصل خفضها. وصرح لوكالة"رويترز"في اتصال هاتفي قبيل قيامه بزيارة للصين قائلاً:"اعتقد بأننا على الطريق في الوقت الراهن للعودة الى الأساسيات... انا سعيد بخفض الأسعار واعتقد بأنه غير كاف". وأضاف:"أقر تأييداً لپ"اوبك"بأن السوق تشهد معروضاً وفيراً في الوقت الراهن... لكنها ما زالت بحاجة لمزيد من المخزونات... ما زالت هناك بعض الأخطار في المستقبل يمكن تهدئتها عندما تقتنع السوق بأن الطاقة الفائضة سواء في قطاعات الاستكشاف والإنتاج، أو في قطاعات التكرير والتوزيع، تتزايد". وفي هذا المجال، أفاد كتاب صدر أول من امس عن مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في الإمارات"ان زيادة الإنتاج النفطي في الشرق الأوسط يتطلب إنفاق 523 بليون دولار على الأقل للاستكشاف والإنتاج، وتطوير الحقول النفطية حتى عام 2030". ونقلت وكالة"رويترز"من لندن أن مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف هبطا الى أدنى مستوياتهما منذ 19 شهراً بعد أن استأنفت روسيا ضخ النفط عبر خط أنابيب رئيسي يمتد الى وسط أوروبا، وبعد ارتفاع مخزونات الوقود بشدة في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وانخفض مزيج برنت لعقود شباط 27 سنتاً الى 53.42 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق الى 52.60 دولار مسجلاً أدنى مستوى منذ 13 حزيران يونيو 2005. وتراجع سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لشباط 0.39 دولار الى 53.63 دولار للبرميل، بعد تراجعه في وقت سابق دون 53 دولاراً للبرميل. وساهمت عمليات بيع لأسباب فنية في تراجع الأسعار بعد هبوط سعر الخام الأميركي عن مستوى الدعم 55 دولاراً.