توترت اسواق النفط الدولية فور ورود انباء عن التفجيرات التي استهدفت مقار الاجانب في الرياض وارتفعت الاسعار نحو 2 في المئة في آسيا ولاحقاً في اوروبا بعد اتضاح حجم التخريب وعدد الضحايا. وما ساهم في وقف اندفاعة الاسعار اعلان وكالة الطاقة الدولية عن استمرار خروقات الانتاج وما بدا من خلافات بين الدول الاعضاء في "اوبك"، ومن بينها ايران، في شأن ما يُمكن ان يُتخذ من قرارات في مؤتمر الدوحة. ارتفع خام القياس الاوروبي "برنت" في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس متأثراً من التفجيرات في مجمعات سكنية لرعايا غربيين في الرياض. وعند الواحدة والنصف من بعد ظهر امس كان "برنت" سجل 25.27 دولار للبرميل في عقود حزيران يونيو و25 دولاراً في عقود تموز يوليو على رغم توقعات سابقة بانخفاض الاسعار الى اقل من 24 دولاراً للبرميل في تموز بسبب موسم الصيف الذي يخف الطلب فيه على الخام وخفض وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري عن سوق النفط، توقعات الطلب السنة الجارية مثلما كان متوقعاً على رغم انها قالت "ان هناك انخفاضاً في المخزونات". وكان "برنت" انخفض 20 سنتاً الى 24.90 دولار للبرميل ليل الاثنين قبل ورود انباء انفجارات الرياض. وزاد سعر الخام الاميركي الخفيف في تعاملات نايمكس الالكترونية على نظام اكسيس 27 سنتاً الى 27.62 دولار للبرميل. وقال محللون فنيون انهم يتوقعون ان يستمر "برنت" في نطاق بين 24 و26 دولاراً للبرميل. وكانت اسعار الخام ارتفعت اثنين في المئة في التعاملات الالكترونية عبر نظام اكسيس في آسيا صباح امس بعد تفجيرات الرياض ما اثار مخاوف من مزيد من الهجمات في المنطقة المضطربة. وما ساهم في وقف اندفاع النفط الى الاعلى اعلان وزير النفط الايراني بيجان زنقانة "ان الدول الاعضاء في أوبك لم تقرر بعد ما اذا كانت ستخفض سقف الانتاج النفطي في اجتماع وزاري يعقد الشهر المقبل". وأبلغ زنقانة الصحافيين في العاصمة الايرانية "لم نتخذ قراراً بعد في شأن الخفض ويجب ان نطلع على وضع السوق والسعر والطلب لكن في أي حال فإن أوبك مستعدة لبذل كل ما هو ضروري لتحقيق استقرار السعر في السوق". وكان رئيس "اوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية قال الاسبوع الماضي انه سيتعين على المنظمة تنفيذ خفوضات جديدة في الانتاج اثناء اجتماعها الذي يعقد في الدوحة في 11 حزيران يونيو لدعم اسعار النفط. وقلل زنقانة من احتمال انخفاض اسعار النفط في الاجل القصير بسبب عودة النفط العراقي للأسواق. وقال: "أعتقد ان الأمر سيستغرق سنوات حتى يمكن للانتاج العراقي ان يؤثر في السوق". وكانت وكالة الطاقة الدولية اعلنت امس ان انتاج "اوبك" تراجع الشهر الماضي مع توقف الانتاج العراقي مما لا يجعل هناك حاجة تُذكر لكي يخفض الاعضاء العشرة، الذين يخضعون لنظام الحصص، انتاجهم الفعلي الآن او في اجتماع حزيران. واشارت الوكالة الى ان "موجة عملاقة" من النفط كان البعض يخشى ان تُغرق الدول المستوردة ما يدفع الاسعار للهبوط بشدة لم تحدث ومع استمرار غياب النفط العراقي عن الاسواق من المستبعد ان تصل هذه الموجة قريباً. واضافت الوكالة، في تقريرها الشهري، ان الاعضاء العشرة في "اوبك" الملتزمين بحصص الانتاج انتجوا 25.9 مليون برميل يومياً في نيسان. ويزيد هذا الانتاج بشدة على الحصص المتفق عليها في شباط فبراير الماضي اذ سعت الدول الاعضاء الى الانتاج أقصى طاقة ممكنة تقريبا للحيلولة دون ارتفاع كبير في الاسعار خلال حرب العراق. لكن الانتاج يقترب من السقف الجديد الذي اتفق عليه الشهر الماضي وهو 25.4 مليون برميل يومياً ويبدأ سريانه في أول حزيران المقبل. وافادت الوكالة في تقريرها "الجانب الاكبر من الخفض الذي اقترحته أوبك حدث بالفعل بتوقف الامدادات العراقية". واضاف التقرير "ان قرارات صعبة تنتظر أوبك عندما يعود انتاج العراقي لكن اذا ظلت المخزونات منخفضة في فترة منتصف السنة قد يكون مدى أي خفوضات أخرى تتطلبها دواعي "أوبك" في حزيران محدوداً". وقدرت الوكالة ان انتاج السعودية بلغ نحو 9.3 مليون برميل يومياً الشهر الماضي من دون تغير يُذكر عن الشهر السابق على رغم انخفاضه مقترباً من مستوى تسعة ملايين برميل يومياً في نهاية الشهر.