حضت وكالة الطاقة الدولية أمس الحكومات على بناء مفاعلات نووية لتعزيز أمن الطاقة في العالم وللحفاظ على البيئة، فيما يستعد وزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي للاجتماع اليوم في ظل تلميحات منهم إلى احتمال خفض"أوبك"إنتاجها في اجتماعها الشهر المقبل دعماً لأسعار النفط. وأفادت الوكالة في تقريرها السنوي عن توقعات الطاقة العالمية الواقع في 596 صفحة، وهو استجابة لمناشدة مجموعة الثماني إياها صياغة هيكل مستدام للطاقة، ان الطلب العالمي على الوقود الأحفوري سيرتفع أكثر من 50 في المئة اضافة الى انبعاثات الكربون ما لم يتحرك زعماء العالم. وأشارت الوكالة الى أن الاقتصاد في استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقة النووية قد يخفض الاستهلاك بنسبة 10 في المئة بحلول عام 2030 أي ما يعادل استهلاك الصين من الطاقة اليوم، كما قد يؤدي الى تراجع انبعاثات الكربون بنسبة 16 في المئة، أي ما تخلفه الولاياتالمتحدة وكندا معاً. وقال كلود ماندل، المدير التنفيذي للوكالة التي تقدم مشورة في مجال الطاقة الى 26 بلداً صناعياً، إن"مستقبل الطاقة الذي نواجهه اليوم... غير نظيف وغير آمن ومكلف". وأكد التقرير أن غالبية الدول الغنية في العالم تحتاج لزيادة انفاقها على محطات الكهرباء وشبكاتها لضمان استمرار الامدادات. وحذرت الوكالة من أن المستهلكين سيواجهون ارتفاعاً مستمراً لأسعار النفط في العقود المقبلة، لأن الاستثمار في زيادة الانتاج أبطأ من نمو الطلب. وأشارت إلى أن السعر الاسمي للبرميل من النفط الخام قد يبلغ 57.79 دولار للبرميل في عام 2010 أو 51.50 دولار بالاسعار الحقيقية ارتفاعاً من تقديرات العام الماضي التي بلغت 40 و35 دولاراً على التوالي. وقدرت الوكالة ارتفاع السعر الإسمي للنفط الى 97.30 دولار للبرميل عام 2030، من 65 دولاراً في توقعات السنة الماضية. ويحتمل أن يصل السعر الى 130.30 دولار اذا لم تكن الاستثمارات كافية، بحسب الوكالة. وأفادت الوكالة أنها تتوقع أن يصل حجم الطلب العالمي السنوي على الفحم الى 8.9 بليون طن في عام 2030، بزيادة نسبتها 60 في المئة عن عام 2004، تمثل زيادة بنسبة 19 في المئة على توقعات الوكالة السابقة للطلب عن عام 2030 والتي نشرت عام 2005. وقال ماندل ان الوكالة ترى أن سعر النفط المعتدل يجب ان يكون أقل من 60 دولاراً للبرميل. وانخفض سعر مزيج برنت دون 60 دولاراً للبرميل في المعاملات الآجلة أمس بعد أن أكدت ايران، ثاني أكبر المصدرين من أعضاء"أوبك"، ان لا داعي لخفض آخر في الانتاج اذا استقرت الاسعار. وفي أبو ظبي، قال وزير النفط السعودي علي النعيمي عشية عقد اجتماع لجنة التعاون البترولي في دول مجلس التعاون الخليجي اليوم:"إن أوبك قد تتخذ إجراء آخر عندما تجتمع منتصف الشهر المقبل في أبوجا عاصمة نيجيريا إذا بقيت سوق النفط غير متوازنة". وأكد أن السوق تعاني زيادة في العرض وارتفاعاً كبيراً في المخزونات. وأشار وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي الى إن تراجع أسعار النفط من 78.4 دولار للبرميل في منتصف تموز يوليو الماضي إلى أقل من 60 دولاراً حالياً،"يؤكد وجود خلل في توازن السوق النفطية". وقال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية إن التزام الدول الأعضاء بالتخفيضات التي أقرتها"أوبك"الشهر الماضي بواقع 1.2 مليون برميل يومياً دعماً للأسعار،"يفترض أن يكون جيداً لكن لا يمكننا أن نحكم عليه اليوم"، مشيراً إلى أن"كل الاحتمالات مفتوحة في اجتماع أبوجا". وأكد أن اجتماع أبو ظبي يقتصر على تعزيز التعاون النفطي بين دول مجلس التعاون. واعتبر وزير النفط الايراني كاظم وزيري هامانه ان استقرار الاسعار قد يحول دون خفض جديد للانتاج. ورداً على سؤال عما اذا كانت"أوبك"ستخفض الانتاج في الاجتماع الذي تعقده في نيجيريا في 14 كانون الأول ديسمبر المقبل، قال الوزير للصحافيين في طهران إن"هذا يتوقف على أثر الخفض الحالي على أسعار النفط. فاذا استقرت ستكون أي تخفيضات اضافية بلا معنى. واذا حدث عكس ذلك نبت في الامر في أبوجا". وقال رئيس"اوبك"ادموند دوكورو ان المنظمة لم تحدد في شكل رسمي حداً أدنى ثابتاً لسعر النفط تعتزم الدفاع عنه، على رغم تعليقات فنزويلا بأن"اوبك"تريد الحفاظ على الاسعار فوق 60 دولاراً للبرميل.