اشتبكت الشرطة في بنغلادش مع ناشطين سياسيين رشقوها بالحجارة وزجاجات حارقة في العاصمة داكا امس، ما أسفر عن اصابة العشرات بجروح في اليوم الثالث من تحركهم لتعطيل وسائل النقل في محاولة لالغاء الانتخابات. واندلعت الاشتباكات في منطقة فاكيرابول في داكا عندما تحدى الناشطون حظراً شاملاً على المسيرات والتجمعات الحاشدة، وحاولوا اقتحام حواجز الشرطة للقيام بمسيرة صوب القصر الرئاسي. وقال مراسلون ان المواجهات الشرسة استمرت ساعات عدة، حاولت خلالها الشرطة تفريق المتظاهرين بإطلاق طلقات مطاطية وغازات مسيلة للدموع. وذكر شهود أن القتال امتد بعد ذلك الى شارع بانجاباندو المجاور حيث حاولت الشرطة اقتحام مقر حزب رابطة عوامي، ولكن صدها ناشطون من الحزب كانوا يلقون قنابل مولوتوف. وغطى دخان القنابل المنطقة، فيما هرع الناس بحثاً عن أماكن آمنة. وأضاف شهود أن 60 فرداً على الأقل أصيبوا واعتقلت الشرطة العشرات. ومنذ الاحد الماضي، أصيب نحو 130 شخصاً في اشتباكات بين الشرطة وأتباع تحالف متعدد الأحزاب يقوده حزب رابطة عوامي والذي يقاطع الانتخابات العامة المقررة في 22 الجاري. ويقول التحالف ان الحكومة الموقتة التي تنظم الاقتراع، فشلت في ضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتتحسب الشرطة لوقوع المزيد من أعمال العنف في الوقت الذي توعد تحالف الأحزاب بقيادة الشيخة حسينة رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب رابطة عوامي، بإغلاق الطرق المؤدية الى قصر الرئيس تاج الدين أحمد الذي يترأس أيضاً الحكومة الموقتة. وقال عبدالجليل الأمين العام ل"رابطة عوامي"انها ستتحدى أي حظر وستواصل خططها للاحتجاجات. ودعا عبدالجليل زعماء التحالف والعاملين فيه الى مقاومة الانتخابات وحض الناخبين على مقاطعة المراكز الانتخابية. لكن عبدالمنان بهيان الأمين العام ل"الحزب الوطني"الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة البيغوم خالدة ضياء منافسة الشيخة حسينة، حض أنصار الحزب على إحباط أي محاولة لتعطيل الانتخابات. وقال:"أي أحد من حقه مقاطعة الانتخابات ولكن ليس من حق أحد مقاومتها". وأنهت خالدة ضياء فترة رئاستها للوزراء التي استمرت خمسة أعوام أواخر تشرين الاول أكتوبر الماضي، وسلمت السلطة الى الحكومة الموقتة. وسرى تعطيل وسائل النقل في شتى أنحاء البلاد في شكل كبير وتعطلت خدمات السكك الحديد والعبّارات، كما استمر توقف الشحنات من الموانئ وأغلقت الأعمال والمدارس أبوابها. ويزعم تحالف الأحزاب الذي دعا الى تعطيل وسائل النقل أن الرئيس يحابي خالدة ضياء وأن حكومته الموقتة فشلت في تهيئة أجواء مناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.