يستعد عدد من القنوات الفضائية المتخصصة في مجال الموسيقى وأغاني الفيديو كليب المصورة، لبث أكثر من 250 أغنية جديدة خلال الشهور الأولى من العام الجديد. ومن ضمن هذه الأغاني فيديو كليب لعدد من نجوم الأغنية أمثال نانسي عجرم التي صورت أغنية جديدة بعنوان"ياحبي الأول والأخير"، وپ"النهار له عينين"للمطرب الشعبي حكيم، وپ"خاب أملي"لمحمد فؤاد، وپ"صدقت خلاص"لصابر الرباعي، وللمطرب سعد الصغير أغنية قام بتصويرها في أميركا بعنوان"السلام عليكوا"ضمن فيلم وثائقي عنه، وأغانٍ أخرى كثيرة لمطربين غير معروفين أو أنصاف نجوم إضافة إلى مطربين جدد سيطرحون ما يصل إلى 250 أغنية. وهذا الواقع الجديد هو الذي يدفع الآن الى التزاحم الغنائي والى طرح أسئلة على المتخصصين حول التخمة الغنائية وتأثيرها السلبي او الايجابي إذ وجد على المتلقي. لا تشكل إضافة تطرح عادة تساؤلات حول التأثير الإيجابي أو السلبي للفيديو كليب على الأغنية وهل يشكل إضافة حقيقية أم أن الصورة تأخذ من رصيد الصوت؟"ليس مهماً بث أو طرح 250 أغنية أو حتى 10 آلاف أغنية على الفضائيات، لأن هذا لن يضيف شيئًا للأغنية العربية". والكلام للملحن والموسيقار الدكتور رضا رجب الذي رأى أن"أغاني الفيديو كليب ضيّعت معالم الأغنية العربية وطمست هويتها". وأضاف:"أصبح كل من"هب ودب"يدخل على الانترنت ويسرق الألحان الأجنبية وخصوصاً الاميركية ثم يركب عليها كلمات ويبتكر منها"فيديو كليب"لا يحمل أي روح أو ملامح شرقية مميزة فالأغنية أصبحت الآن تشاهد ولا تسمع!". ويشبه الموسيقار رضا رجب ما يحدث الآن في الفضائيات"بفن الكباريه"، وللأسف"هذه الكليبات تأخذ من رصيد الأغنية كثيراً، فالمسألة أصبحت إسفافاً وابتذالاً أكثر منها فنًا راقياً". وإذا كان الموسيقار رضا رجب ضد هذا الكم من الكليبات فإن مهندس المناظر في مجال الكليبات إيهاب العادلي له رأي آخر إذ يرى"أن القضية ليست في كم الفيديو كليب الذي سيبث في 2007 على الفضائيات الغنائية المختلفة، الأهم هو الكيف". ويراهن العادلي على"أن 15 في المئة من الكليبات التي ستقدم ستساهم في ايجاد أصوات مميزة، والبقية ستكون مجرد تحصيل حاصل". وأشار العادلي إلى أن الفيديو كليب"أصبح صناعة قائمة في ذاتها في العالم كله وليس فقط في المنطقة العربية"، ولا أحد"يستطيع أن ينكر الدور الذي يقوم به الكليب الجيد في الترويج للأغنية".الرهان على المنافسة أما المطرب الشعبي حكيم فيراهن على أن البقاء سيكون للأصلح والأجود"حتى لو تم بث 100 ألف أغنية فيديو كليب في عام واحد". ويعتقد حكيم أن من بين ال 250 أغنية المقرر بثها على الفضائيات في أول عام 2007"ستكون هناك أغاني فيديو كليب للفن الشعبي ستوجد حالة من التنافس، وسيعمد المشاهد إلى اختيار الأغاني ذات المضمون الجيد- ويرى تامر بسيوني مخرج فيديو كليب أنه لو صح هذا الرقم المقرر بثه في القنوات الفضائية من أغاني الفيديو كليب، فإن 80 في المئة من هذه الأغاني"لن تكون له علاقة بالفن مهما كان عدد المطربين والموزعين والملحنين". ويؤكد بسيوني أنه لا يعتقد في وجود 250 صوتًا متميزاً لكي تقوم بتصوير هذه الأغاني."ومن الممكن أن يتم قياس هذا على الأفلام التي تنتج في عام واحد، فإذا تم إنتاج 50 فيلماً سينمائياً مثلاً في عام واحد سيكون بينها 6 أو 7 أفلام فقط ذات مضمون جيد وأداء فني متميز". ويشاركه في الرأي مخرج الكليبات الأشهر جميل جميل المغازي الذي يقول إنه لو تم بث ال 250 أغنية فسيكون من بينها فقط 5 في المئة من الأغاني التي ستلقى قبولاً من المشاهدين وهي بالتحديد الأغاني التي سيقدمها كبار نجوم الطرب في العالم العربي والتي ينتظرها جمهورهم.