جاء المطرب الشعبي أحمد عدوية من الحارة المصرية العريقة، ومزج بصوته عراقة مصر وشعبية حي الحسين ومقهى الفيشاوي. على مدى 30 عاماً استطاع أن يقدم عشرات الأغاني التي تتحدث عن حياة الناس البسيطة وتعبر عن آلامهم وتناقش مشكلاتهم وترصد أحلامهم. منذ سنوات قليلة تعرض لأزمة صحية كبيرة كادت أن تودي بحياته ومستقبله الفني لكنه استطاع أن يتخطى الأزمة ويقف على قدميه مرة أخرى. يستعد قريباً لطرح البوم جديد يحمل عنوان"بلا هوى بلا عشق"بعد ابتعاد سنوات عن سوق الكاسيت. عن الألبوم الجديد وأهم المحطات الفنية في مشواره وانتقاد الكثيرين للونه الغنائي وعلاقته بفلسطين والعراق وصداقته لنجيب محفوظ وعبدالوهاب وأم كلثوم كان ل"الحياة"معه هذا الحوار. حدثنا عن ألبومك الجديد المقرر طرحه خلال الفترة المقبلة؟ - يتضمن 4 أغاني و4 مواويل والأغاني هي"بلا هوى بلا عشق"،"وازيك يا حب"، كلمات بهاء الدين محمد وألحان حسين محمود،"يا دنيا العجائب"كلمات محمد زكي الملاح والحان فاروق سلامة،"حضرة صاحب المحبة"كلمات بهجت قمر والحان بليغ حمدي، أما المواويل فكلها من ألحاني ومن أهمها موال يقول مطلعه: "خدوك يا حلو مني وسافروا بعيد يا ريت كانوا قعدوا جنبي ولا سافروش بعيد". لماذا ابتعدت كثيراً من سوق الكاسيت خصوصاً أن آخر البوماتك"شوف يا قلبي"طرح منذ خمس سنوات؟ - فترة الغياب تعود إلى دقة اختياراتي. في الوقت الراهن، أصبح العثور على نص جيد وكلمات معبرة تليق باسمي وتاريخي مسألة صعبة. على رغم انك أعلنت في السابق رفضك للفيديو كليب، فوجئنا أخيراً بتصويرك أغنية"بلا هوى بلا عشق". ما أسباب تراجعك عن قرارك؟ - وجدت أن قراري كان خطأ وإنني لا بد من أن أواكب العصر. الفيديو كليب اصبح اليوم أهم وسيلة لانتشار الأغنية وذيوعها. اعتراضي عليه سابقاً كان نتيجة الكليبات السخيفة الخالية من المضمون. هل مواكبتك للعصر ستجعلك تقدّم الأغاني السريعة؟ - لا، لأنني لا أميل إلى غناء هذه النوعية من الأغاني. أفضل الطرب. الكلمة الجميلة واللحن العذب الشجي يبقيان ويعيشان في وجدان الناس أكثر، وإذا كانت الأغاني السريعة ترقص الأبدان، فالأصالة ترقص الفؤاد. لماذا لا تذاع أو تعرض أغانيك في الإذاعة أو التلفزيون المصري؟ - تذاع وتعرض لكن ليس بكثرة وعلى فترات متباعدة لأنني لا أنافق ولا أجامل المسؤولين في مبنى الإذاعة والتلفزيون. ما سر استمرارك حتى اليوم في الوقت الذي اختفى فيه كثيرون من المطربين سواء من أبناء جيلك أو الأجيال الجديدة؟ - ابتعادي عن الغرور وطيبة قلبي. عندما ظهرت في بداية السبعينات اتهمك بعضهم بإفساد الذوق العام عبر غنائك لكلام سطحي وغير مفهوم؟ - هذا اتهام ظالم والأيام والسنين اثبتت ذلك. والدليل أن النقاد والجمهور يقولون حالياً"ألف عدوية ولا المغنين المسيطرين على الساحة بأصوات قبيحة لا تصلح للغناء ولا تمت للطرب بصلة". لماذا انحصر غناؤك في الأغنية الشعبية؟ - هذا غير صحيح. قدمت أغاني كثيرة عاطفية. لكن معظم الأغاني التي حققت شهرة لي كانت شعبية. لكنك تخصصت في الغناء الشعبي؟ - هذا شرف كبير لي. ما رأيك في الأغنية الشعبية الراهنة؟ - لا ترتقي إلى ما كانت عليه في الماضي. ما أسباب هذا التدهور؟ - لا اعرف بالضبط أسباب هذا التدهور ولا من المسؤول، لكنني متفائل بأن الأصالة ستعود مرة ثانية الى الأغنية عموماً والشعبية خصوصاً. من يعجبك من مطربي اليوم الذين يقدمون الأغاني الشعبية؟ - حكيم ومجدي طلعت. وما رأيك في شعبان عبدالرحيم؟ -"كاركتر"جميل ومحبوب. لا تنسى أن كثرة الحديث السلبي عن شخص يعود عليه بالنفع والشهرة. وهذا ما حدث معي في البداية. لماذا لم تغن الأغنية السياسية؟ - كثرة من النقاد اعتبروا بعض أغانيّ سياسية مثل"سلامتها أم حسن"التي اعتبرت نقداً صريحاً للمجتمع المصري. في الفترة الأخيرة قدم كثيرون أغاني عدة لفلسطين والعراق. لماذا لم تقدم على تلك الخطوة؟ - لأنني رجل بسيط لي لوني الغنائي الذي يعتمد على الفرحة والبساطة ولا أريد أن ابتعد منه واقدم أغاني فلسفية لا افهمها ولا ترضي سوى بعض النقاد والصحافيين. هل ظهرت أغنية أخيراً وتمنيت أن تكون في رصيدك الغنائي؟ - إطلاقاً. قدمت اكثر من 300 أغنية لكبار الشعراء والملحنين هذا غير عدد المواويل الضخم. بعض هذه الأغاني كان سبباً في شهرة مطربين اصبحوا اليوم نجوماً كباراً مثل راغب علامة الذي قدم أغنية"يا بنت السلطان"، وحقق من خلالها شهرة كبيرة وكذلك مصطفى قمر وايهاب توفيق. قدمت إلى السينما عدداً كبيراً من الأفلام مثل"أنياب"،"حسن بيه الغلبان"،"السلخانة"،"ممنوع للطلبة"وغيرها. ما الذي قدمته لك هذه الأفلام؟ - لم استفد منها بشيء. المنتجون استفادوا مني لأنهم استغلوا اسمي وأغانيّ وهذا حقق لهم مكاسب مادية ضخمة. من هم أفضل الشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم؟ - كثرة من الشعراء مثل بهجت قمر وسمير الطائر ومأمون الشناوي الذي كتب"سلام مربع"و"سيب وأنا سيب"، والملحنين حسن أبو السعود، فاروق سلامة ومحمد عصفور. من يعجبك حالياً من المطربين؟ - علي الحجار، محمد الحلو، محمد ثروت، مدحت صالح، سميرة سعيد، شيرين، لطيفة، غادرة رجب واعشق بصفة خاصة أنغام. الأسماء التي ذكرتها لمطربين يتميزون بالطرب والغناء الشرقي الأصيل لماذا لم تذكر أحداً من المطربين الجدد؟ - انهم يقلدون الأجانب ويقدمون أغاني غربية بعيدة من أغانينا الشرقية الطربية. اتجه ابنك محمد إلى الغناء أخيراً وقدم أكثر من ألبوم ما رأيك في صوته؟ - محمد موهوب وهو يتمتع بأسلوب خاص في الغناء، وبعيد تماماً عن لوني الغنائي. ارتبطت بصداقة وطيدة على مدى مشوارك بعدد من الشخصيات الفنية والأدبية المهمة ماذا تقول عن نجيب محفوظ؟ - اكثر شخص وقف الى جانبي وساندني كثيراً، ومنذ أن بدأت عملي الفني وهو يتحدث عني في شكل جيد. وكان وما زال متحمساً لصوتي. وفي الوقت الذي هاجمني فيه جميعهم، وقف هذا العملاق يشجعني بكلمات لا تزال في أذني حتى اليوم. سيدة الغناء العربي أم كلثوم؟ - كانت تسعد بغنائي وعندما كنا نتواجد معاً في مكان ما كانت تناديني وتسلم عليّ. الموسيقار محمد عبدالوهاب؟ - كان يعشق صوتي ويطلب مني دائماً أن أغني له إعلاناً كنت أقدمه بصوتي في السبعينات بعنوان"خضر العطار". وكان يصر على حضوري وغنائي في حفل عيد ميلاد أبنائه. عبد الحليم حافظ؟ - كان صديقاً لي ومعجباً جداً بلوني وطريقتي في الغناء.