أكد الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية الميجور - جنرال وليام كولدويل أن عملية"معاً الى الامام"الأمنية في بغداد، وراء انخفاض أعمال العنف في العاصمة، مراهناً على الجوانب الاقتصادية والسياسية من هذه الخطة. وبعدما لفت الى التقرير الأخير لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الذي أكد ارتفاع الهجمات والإصابات في صفوف المدنيين مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، قال كولدويل إن العنف في بغداد تراجع كثيراً الشهر الماضي بعد ارتفاع حاد في عدد العمليات خلال تموز يوليو الماضي. وأوضح أن معدل الجريمة في العاصمة، انخفض منذ السابع من آب اغسطس الماضي، بنسبة 52 في المئة من المعدل اليومي خلال شهر تموز يوليو الماضي. ورأى هذا المسؤول العسكري الأميركي أن ما يفسر هذا التغيير في الوضع الأمني، يعود الى بدء القوات الأمنية العراقية بمساعدة قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة، بتطبيق خطة"معاً الى الأمام"بشكل كامل، بعدما اعتبرها البعض في تموز يوليو الماضي"فشلاً كاملاً"، على رغم أنها كانت في مراحلها الأولية. وقال إن بغداد بسكانها البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة، تحظى"بتركيز الارهابيين والجماعات المسلحة غير الشرعية والمتشددين العنيفين الذين يرغبون في عرقلة الديموقراطية الجديدة في العراق وتقدم حكومته المنتخبة". وتابع أن"لهذا السبب، فإن الخطة الأمنية في بغداد التي تعرف أيضاً بعملية معاً الى الأمام، بدأت عملياتها المركزة في بعض الأحياء الاكثر عنفاً. وشملت العمليات عزل بعض المناطق المحددة وزيادة حواجز التفتيش والدوريات، وتفتيش المباني وتطهيرها لحرمان الارهابيين وفرق الموت من ملاجئ آمنة، واستهداف قادة فرق الموت". وفي حصيلة لهذه العمليات، أوضح كولدويل أن القوات العراقية وبمساندة قوات"التحالف"أمّنت حوالي 45868 مبنى واكتشفت 26 مخزناً للسلاح وصادرت أكثر من 1066 سلاحاً واعتقلت 75 شخصاً مرتبطين بالارهاب أو العنف المذهبي. وزاد أن وحدات الشرطة التي تم اصلاحها أخيراً ستنتشر خلال الأسابيع المقبلة في المناطق التي نفذت فيها العملية، لتأمينها، على أن توسع هذه العملية لتشمل المناطق المحاذية. ورأى أن هذا التكتيك وغيره"يقودنا باتجاه هدف تحقيق الأمن في منطقة تلو الأخرى بأنحاء بغداد". لكن هذا المسؤول الأميركي عاد وأكد أن التراجع في أعمال العنف خلال الشهر الماضي، لا يعني نهاية الهجمات الارهابية أو قرب انتهاء عمليات القتل المذهبية،"فالارهابيون والمتمردون أثبتوا أنهم عدو متأقلم يرد اللكمة في محاولة لعرقلة نجاح الحكومة العراقية وقواتها الأمنية". وشدد على أن الخطة الأمنية لا تهدف فقط الى"خفض العنف فوراً إنما تجفيف المستنقع الذي يُنتج العنف المذهبي في العراق"، مشيراً الى أن خطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتأمين بغداد مرتبطة بقوة بخطته للمصالحة الوطنية"التي تسعى الى بناء تفاهم سياسي بين السنة والشيعة وبينهم أولئك الذين يسيطرون على الجماعات المسلحة غير الشرعية المتورطة في النزاع المذهبي، والذين يؤثرون فيها". ورأى أن"جهود المصالحة تُظهر نتائج مبكرة. ففي منطقة الرشيد البغدادية، التقى زعماء العشائر السنية والشيعية ورجال الدين السنة والشيعة، وأبرموا اتفاقاً ينبذ العنف، فيما خطا الزعماء العشائريون خطوة اضافية الى الأمام، بالتبرؤ من حماية أبناء العشائر المتورطين في العنف المذهبي". وعلى رغم أن الوضع في بغداد يبقى أقل من مثالي، إلا أن كولدويل رأى أن"هناك أسباباً كافية للتفاؤل".