أثارت عملية التفجير التي استهدفت مدينة الصدر أمس، التي أعلنت جماعة"جند الصحابة"التابعة لتنظيم"القاعدة"أنها نفذته انتقاماً"لأعمال قتل السنة"، مخاوف محلية من أن تقوض أعمال العنف المذهبية مساعي رئيس الوزراء نوري المالكي لنزع سلاح الميليشيات. ووصف حازم الأعرجي أحد أبرز مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر هذه العملية بأنها"رسالة من التكفيريين والصداميين الى الحكومة العراقية"مفادها أنهم مستمرون"في حربهم ضد الشيعة والابرياء وعازمون على تحدي كل الخطط الأمنية"، في اشارة الى خطة المالكي في بغداد. ومعلوم أن مدينة الصدر التي تخضع الى سيطرة الحكومة بالكامل، تجوب شوارعها ليلاً قوات أميركية ودوريات للجيش العراقي، فيما تنتشر دوريات الشرطة ومفارزها نهاراً. ويرى المقدم في الجيش العراقي جاسم عبد أن المدينة"تتمتع بموقع جغرافي جعل منها ساحة لعمليات القاعدة والقوات الاميركية". وأشار الى حدودها المفتوحة على أكثر من ثلاث جهات وعلى مناطق يسيطر عليها تنظيم"القاعدة"مثل المدائن والنهروان شرقاً، والأعظمية التي اخترقتها مجموعات مسلحة هربت من الفلوجة بعد المعركة الثانية فيها واتخذت من المنطقة قاعدة لتنفيذ عملياتها داخل العاصمة. كما أن لمدينة الصدر حدوداً شمالية عبر مناطق التاجي والمشاهدة والطارمية شمال بغداد التي تسيطر عليها جماعات مسلحة تابعة ل"القاعدة"و"حزب البعث"المنحل و"أنصار السنة"وفصائل من تنظيمات"القيادة العامة للقوات المسلحة"و"كتائب ثورة العشرين". وكشف عبد أن بين أسباب استهداف"القاعدة"مدينة الصدر هو اتهامها عناصر شيعية تتحصن في المدينة، بالمشاركة في تقديم معلومات أسهمت في قتل زعيمها السابق"أبو مصعب الزرقاوي". وحذر من أن تؤدي هذه العمليات الى عرقلة جهود رئيس الوزراء نوري المالكي في حل الميليشيات وفرصة جديدة لبقائها، ومن أن توفر غطاء للعصابات الاخرى التي"تتصيد في المياه العكرة". وأعرب عن خشيته من أن تؤدي هذه العملية الى اظهار الحكومة على أنها عاجزة عن"حماية المواطن الفقير"، ومن استغلال هذه الحادثة"لمهاجمة مناطق سنية بهدف ايقاع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد". ولم يخف الشيخ أبو فرحان الربيعي أحد شيوخ عشائر مدينة الصدر مخاوف أهالي المدينة من الاستهداف المتواصل لهم سواءً من القوات الأميركية أو العراقية أو"الارهابيين"، وقال ل"الحياة"إن"أم زامل"جارته التي سقط ولدها احمد 11 عاماً قتيلاً في انفجار اليوم الامس كانت قوات أميركية وعراقية دهمت منزلها قبل ثلاثة أسابيع واعتقلت زوجها لأنه قاتل القوات الأميركية العام 2004، ولا يزال مصيره مجهولاً. ودعا الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الانسان الى التدخل لانقاذ مدينة الصدر الواقعة بين مطرقة الاحتلال وسندان الإرهاب.