اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان القوات العراقية ستتولى المسؤولية الامنية في محافظة ذي قار الجنوبية في ايلول سبتمبر الحالي بعدما استكملت جاهزيتها في المحافظة، كما ستتولى الامن في مناطق أخرى قبل نهاية العام. راجع ص 4 ودعا"مجلس شورى المجاهدين"المرتبط بتنظيم"القاعدة"في بيان نشر على الانترنت المسلمين السنة الى قتال الشيعة. وقال البيان:"يأهل السنة.. ليس أمامكم غير مجاهدة هؤلاء الذين كفروا صحابة نبيكم... واستباحوا دماء المسلمين ولن تنفع مؤتمرات المصالحة مع من اتخذ الكذب دينا والغدر عبادة". واعرب المالكي في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه عن اعتزازه بهذه الخطوة وبالتطور السريع لجهوزية القوات المسلحة وزيادة القدرات الأمنية التي اصبحت قادرة على القيام بالكثير من المهمات والمسؤوليات الكبيرة وحدها. وستكون ذي قار ثاني محافظة تسلم الى القوات العراقية بعد محافظة المثنى التي تسلمتها من القوات البريطانية في تموز يوليو الماضي. وكان علي الدباغ الناطق باسم المالكي اعلن في آب اغسطس ان الجيش العراقي سيتسلم المسؤوليات الامنية في ذي قار من القوات الايطالية التي تنتشر في عاصمتها الناصرية. وفي المحافظة ايضا وحدة رومانية من 400 عسكري. في هذا الوقت، اكد قائد قوات حفظ النظام في بغداد اللواء مهدي صبيح ان المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية الجديدة لبغداد ستنفذ قريباً وتشمل مناطق جنوب وغرب العاصمة. وقال ل"الحياة"ان"تضييق القوات الأمنية الخناق على العناصر المسلحة في المناطق السنية من بغداد، دفعها الى نقل نشاطها الى المناطق الشيعية التي تقل فيها الاحتياطات الأمنية، مسببة خسائر اكبر في الأرواح". وزاد ان المرحلة الثالثة من خطة"معاً الى الامام"في العاصمة ستشمل الخط الدولي الذي يربط منطقة ابو غريب غرب بمنطقة المحمودية جنوب. وأضاف انه تم اعتقال 156 إرهابيا في المرحلة الأولى و46 ضمن المرحلة الثانية كما قتل 32 إرهابيا، لافتاً الى"ان تفعيل الأجهزة الاستخبارية كان له دور في دحر الإرهاب وبالتالي تفويت الفرصة على الجماعات المسلحة للعودة مرة أخرى الى أوكارها". وكان 56 شخصا قتلوا واصيب 115 آخرون بجروح في تفجيرات وهجمات متفرقة في مختلف مناطق العراق امس، منهم 18 قتيلا و75 جريحا في انفجار سيارتين مفخختين في بغداد مساء. وفي لندن، أكد مسؤول حكومي بريطاني رفيع أن قوات التحالف تنوي تسليم مزيد من المحافظات إلى الحكومة العراقية في الشهور المقبلة، واعتبر في حديث إلى مجموعة صغيرة من الصحافيين، أن عملية بناء قوات الأمن العراقية حققت"تقدماً كبيراً". وأشار المسؤول إلى ان العراقيين سيتسلمون في الشهور المقبلة مسؤولية بقية المحافظاتالجنوبيةالشرقية بما فيها البصرة، ثاني أكبر مدن العراق. وتوقع أن يُسلّم البريطانيون البصرة نفسها إلى العراقيين في النصف الأول من العام المقبل، لكنه لفت إلى أن حجم البريطانيين في العراق يرتبط بالأوضاع الأمنية وما يراه القادة البريطانيون على الأرض. من جهته، اتهم رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري أطرافاً خارجية بمحاولة زج العراق في حرب أهلية، عبر وسائل اعلامية وعسكرية، متوقعاً في الوقت ذاته إسهام"ميثاق الشرف"الذي وقعه زعماء عشائر سنية وشيعية وكردية، في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية. وأوضح في لقاء مع"الحياة"في لندن أن هناك"عناصر غير عراقية تتسلل بسلاحها الى داخل العراق وتحاول الإجهاز على وحدته"بمساعدة"عناصر السوء من بقايا النظام السابق"، مشيراً الى"أدبيات وخطابات تبثها قنوات عدة تحاول بث الفتنة الطائفية". وشدد على أن"القضية الطائفية إفراز فوقي تقف وراءه مجاميع ليس من مصلحتها أن يكون العراق ساحة للتعايش بين السنة والشيعة"، لافتاً الى أن 27 في المئة من العراقيين يتحدرون من"زيجات مختلطة"وعلى الدول العربية أن"تتعلم من العراقيين كيف امتزجوا وتآلفوا وتعايشوا مع بعضهم بعضاً". ورأى الجعفري أن استمرار عملية المصالحة الوطنية وتوسع المشاركة السياسية في الحكومة، فيما تتواصل أعمال العنف، يشيران إلى أن هناك"عناصر أخرى خلف الحالة العراقية تريد استغلالها".