اجتمع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في برلين امس، وسط مؤشرات متضاربة الى نيات طهران إزاء طلب الغرب تعليقها تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي لم يستبعده رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل، كنتيجة لمفاوضات مع العواصم الغربية. في المقابل، أعلن الرئيس محمود احمدي نجاد ان"من غير المسموح لأي إيراني التنازل عن حق الأمة"في التخصيب. ودان مسؤولون إيرانيون تقارير أميركية عن استعداد طهران لتعليق التخصيب ثلاثة شهور، واعتبروها جزءاً من محاولات أميركية"لتسميم"المفاوضات مع الأوروبيين، فيما كشف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان واشنطن رفضت منح لاريجاني تأشيرة لحضور لقاء كان مقرراً مع سولانا في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ما فرض تأجيل الجولة الثالثة من المحادثات بينهما، وعقدها في برلين امس. وكان لاريجاني ضمن فريق من كبار المسؤولين الإيرانيين ينوي الانضمام الى وفد بلادهم المشارك في دورة الجمعية العامة برئاسة احمدي نجاد، لكن الخارجية الاميركية تذرعت بأن المهلة التي أُعطيت لها لدرس تأشيرات بعضهم، كانت قصيرة. وأعرب متقي عن تفاؤله بنتائج الجولة الحالية من المفاوضات"لأن هناك مناخاً من التفاهم بين ايران وأوروبا". وأكد رئيس البرلمان الإيراني غلام علي حداد عادل ان موضوع التعليق"يمكن التطرق إليه ضمن المفاوضات"، وقال:"نرفض منطق التعليق أولاً ثم المفاوضات"، معتبراً ان"وضع شرط مسبق على قضية موضع تفاوض، يتنافى ومنطق الأمور". وأعرب عن أمله بأن تستطيع اوروبا"جذب أميركا الى جانبها وليس العكس"، في التعامل مع الأزمة الإيرانية. الى ذلك، أعرب نائب الرئيس الإيراني غلام رضا اغازاده الذي يرأس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن امله بأن تؤدي محادثات لاريجاني وسولانا الى نتائج إيجابية تضاف الى تلك التي أسفرت عنها زيارته لموسكو، حيث وقع الجانبان اتفاقاً لتسليم ايران 80 طناً من الوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر بحلول مطلع آذار مارس 2007 أي قبل ستة شهور من بدء هذا المفاعل بإنتاج الطاقة. وفي ظل حديث عن"صفقة سرية"توصل إليها لاريجاني وسولانا في الجولتين السابقتين اللتين عقدتا في فيينا قبل أسبوعين، نفى غير مسؤول ايراني ان تكون بلاده وافقت على تعليق تخصيب اليورانيوم لتسعين يوماً، في شكل سري، افساحاً في المجال امام تقدم المحادثات مع الدول الأوروبية. ووصل لاريجاني برفقة وفد يضم نحو عشرة أشخاص الى فيلا بورسيغ في محاذاة بحيرة تيغيل شمال غربي العاصمة الألمانية، والتابعة لوزارة الخارجية، حيث كان سولانا في انتظاره. ولم يدل الرجلان بأي تصريح قبل لقائهما الذي اعتبرته العواصم الأوروبية الفرصة الأخيرة قبل العودة الى مجلس الأمن، لفرض عقوبات على ايران إذا أصرت على رفضها تلبية طلبه وقف التخصيب. ومن المحتمل أن يجتمع لاريجاني لاحقاً مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن يايغر إن"هذا الاجتماع جزء من جهودنا لإيجاد حل ديبلوماسي للنزاع"، باعتبار ألمانيا احدى الدول الست التي قدمت عرض الحوافز الى طهران لإقناعها بوقف التخصيب. والدول الأخرى هي الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين. على صعيد آخر، دشن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار خط إنتاج مدفع بحري مضاد للأهداف الجوية والأرضية من عيار 76 مليمتراً أُطلق عليه"فجر 27"ويصل مداه الى نحو 7010 أمتار في الجو ونحو 19 كيلومتراً افقياً. وقال نجار ان البطاريات ال30 التي يتألف منها هذا النوع من المدافع، مترابطة إلكترونياً وقادرة على إطلاق نحو 120 قذيفة في الدقيقة. وكشف ان مصانع القوات المسلحة الإيرانية بدأت إنتاج هذا النوع من المدافع الذي دخل الخدمة لدى القوات البحرية الأسبوع الماضي، خلال المناورات التي أجريت في بحر قزوين في حضور المرشد علي خامنئي. وتنوي الوزارة إنتاج نحو 22000 قطعة من هذا المدفع الذي يتمتع بقدرات عالية في إصابة أهداف بحرية وجوية.