قد يكون الفصل الاخير من قصة اسامة بن لادن جرى على النحو التالي: انتصار بن لادن في حربه الجهادية على الولاياتالمتحدة وتحالفها، وتنصيبه خليفة على المسلمين في العالم، أو على الأقل في الخليج"أو وقوعه في أسر القوات الموالية للتحالف الاميركي أو باكستان، أو مقتله في اشتباك أرضي، أو قصف أميركي - باكستاني جوّي، أو الوفاة وفاة طبيعية من دون أن يبلغ الخبر أعداءه وخصومه. ولا شك في أن الاحتمال الأول محال. وإذا قبض على أسامة بن لادن، تعرف عليه سجانوه. وإذا توفي جراء قصف جوي أو قتال بري، ظهرت البينة على وفاته في جثته، أو في التحقيق مع المقربين منه، أو التنصت على اتصالات قد يجريها بعد الغارة. وفي حال توفي بن لادن وفاة طبيعية، أعلن الطبيب المعالج، أو مساعده، أو أقاربه في الخليج، ظروف موته. وغالباً ما يكون الأهل في مسقط الرأس أول من يبلغهم خبر وفاة ولدهم المقاتل الأجنبي بجامو وكشمير. وهذا شأن مئات المقاتلين الأجانب بباكستان. وتدفع أجهزة الأمن مبالغ باهظة مقابل معلومات عن مقتل إرهابيين أجانب. وفي الأعوام الماضية، تدهورت صحة بن لادن. فهو عانى التهاباً كلوياً قبل إقامته بالخرطوم. وتطور مرضه الى فشل كلوي بعد لجوئه إلى أفغانستان. وعلى بن لادن المصاب بهذا المرض، العلاج بغسيل الكلى الدوري في مستشفيات باكستان، وخصوصاً في مستشفى بيشاور العسكري. وأصيب أسامة بن لادن في معارك تورا بورا في مواجهة مع القوات الاميركية. وتركت الإصابة هذه أثرها في خطاباته، وبلغ الشلل أحد أطرافه. وبعد هربه من أفغانستان إلى باكستان، في مطلع 2002، نجح الشيخ نظام الدين شامزي، مفتي باكستان السابق المقرب من بن لادن والاستخبارات العسكرية الباكستانية، في نقل بن لادن إلى المدرسة البنورية بكراتشي، وعولج هناك طيلة أشهر، واستعاد صوته وشُفي من الشلل. وفي أثناء إقامة بن لادن بالمدرسة البنورية، كان خالد شيخ محمد، مخطط عمليات الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ورمزي بن الشيبة، يسرحان بحرية بكراتشي. وكانت الاستخبارات الباكستانية على علم بالأمر. وعندما علمت الاستخبارات الاميركية، لاحقاً، بوجود خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة بكراتشي، كثّفت بحثها عنهما، واعتقلت بن الشيبة. وفرّ خالد شيخ محمد الى كويتا، ومنها إلى راولبندي حيث قبض عليه في بيت ناشطة من الجماعة الإسلامية، في آذار مارس 2003. وقد يكون أقارب بن لادن سربوا خبر موته الى الاستخبارات السعودية. ولكن الأجهزة الامنية الغربية تفترض أن بن لادن على قيد الحياة الى أن يثبت العكس. وهذا الاثبات لا يزال صعب المنال. ولعل الدليل الوحيد على هذه الوفاة هو مبادرة"القاعدة"الى اعلان وفاته رسمياً. ويقطع صدور شريط صوتي جديد لبن لادن خيط الشك باليقين. عن بي رامان مدير الاستخبارات الهندية السابق، موقع "ساوث ايجيا انالايزس غروب" الهندية، 24 / 9 / 2006