لندن - "الحياة" يُعتبر عبدالرحيم الناشري الذي اعتقله الأميركيون أخيراً واحداً من أبرز القادة الميدانيين في تنظيم "القاعدة"، ويُشكّل توقيفه نجاحاً لأجهزة الاستخبارات الأميركية المكلّفة إدارة "الحرب ضد الإرهاب". ويأتي اعتقال الأميركيين الناشري في أعقاب سلسلة من النجاحات التي حققتها أجهزتهم الأمنية بالتعاون مع أجهزة أمنية أجنبية. ويعود "الصيد الأكبر" الذي حققه الأميركيون الى آذار مارس الماضي عندما أوقفت السلطات الباكستانية في مدينة فيصل آباد القيادي "أبو زبيدة" الفلسطيني وسلّمته الى الأمن الأميركي. ويُعتبر "أبو زبيدة" واحداً من أبرز قادة "القاعدة" وكان مُكلّفاً الإشراف على تجنيد المتطوعين وإرسالهم الى معسكرات التدريب في أفغانستان قبل توجيههم للقيام بعمليات ضد المصالح الأميركية. وفي وقت قريب من تاريخ اعتقاله، أوقف الباكستانيون القيادي البارز في "القاعدة" إبن الشيخ الليبي وسلّموه الى الأميركيين الذين نقلوه الى غوانتانامو. وخلال الصيف الماضي تسلّم الأميركيون من ماليزيا الكويتي عمر الفاروق الذي كان مُكلفاً من "القاعدة" الإشراف على تنسيق عمليات ضد المصالح الأميركية في جنوب شرقي آسيا. وفي أيلول سبتمبر الماضي، اعتقل الباكستانيون أيضاً القيادي في "القاعدة" اليمني رمزي بن الشيبة في كراتشي وسلّموه الى الأميركيين. ولعب بن الشيبة دور منسق هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك، وكان وراء تحويل الأموال الى انتحاريي "خلية هامبورغ" الذين نفّذوا الهجمات. وفي تشرين الثاني نوفمبر الجاري، قتل الأميركيون مسؤول تنظيم "القاعدة" في اليمن أبو علي الحارثي بإطلاق صاروخ على سيارته في مأرب. ولم تؤد هذه النجاحات الى شلل نشاط "القاعدة". فزعيمها أسامة بن لادن لا يزال حياً ويُصدر بياناته. ونائبه أيمن الظواهري لا يزال حياً أيضاً. لكن لا يبدو ان الرجلين يملكان هامشاً كبيراً من حرية الحركة خشية كشف مكان اختبائهما في مكان ما يُعتقد انه على الحدود الباكستانية - الأفغانية. ولذلك انتقلت إدارة النشاط الميداني للقياديين خالد شيخ محمد كويتي يحمل الجنسية الباكستانية والمصري "سيف العدل" الذي يقول الأميركيون ان اسمه الحقيقي هو محمد ابراهيم مكاوي.