اصدرت محكمة امن الدولة امس قراراً باعدام الانتحارية العراقية ساجدة عطروز الريشاوي وخمسة آخرين هم اعضاء خلية تابعة لتنظيم"القاعدة في العراق"قدمت لها وللانتحاريين الثلاثة الدعم اللوجستي وزودتهم الاحزمة الناسفة التي استخدمت في تنفيذ الهجمات الانتحارية التي وقعت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي على الفنادق في عمان وراح ضحيتها 57 قتيلا واكثر من مئة جريح. واستمعت المتهمة الريشاوي التي كانت تقف وحيدة في قفص الاتهام، الى قرار الاعدام ببرودة اعصاب، ولم تبد اي حركة او احتجاج ولم تتغير تعابير وجهها، وكأن الحكم لا يعنيها. ودانت المحكمة الريشاوي بتهمتي"المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية افضت الى موت انسان وحيازة مواد مفرقعة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع"، وحكمت عليها بالاعدام شنقاً عن كل تهمة، فيما اسقطت المحكمة دعوى الحق العام عن زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"احمد فضيل نزال الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي بعد ثبوت مقتله في العراق. وكانت قوات الامن الاردنية اعتقلت الريشاوي في منزل اهل زوج اختها في مدينة السلط بعد ثلاثة ايام من الحادث وبحوزتها حزامها الناسف الذي فشلت في تفجيره، لكنها اصرت امام المحكمة على انها لم تكن تنوي تفجير نفسها في الفندق بعد ان رأت الدمار الذي سببه التفجير الانتحاري الذي نفذه زوجها في حفلة العرس. واصدرت المحكمة ايضا قرارا غيابيا بالاعدام على المتهمين الخمسة الفارين من وجه العدالة وهم عثمان اسماعيل فهد الدليمي وهيام خالد علي حسن وشقيقها وليد خالد علي حسن ونهاد فواز عطروز الريشاوي وكريّم جاسم محمد الفهداوي، وجميعهم عراقيون، اضافة الى شريكهم الاردني مازن محمد فريد شحادة. واعتبر محامي الدفاع المعين من قبل المحكمة حسين المصري ان حكم الاعدام"عادل ويتناسب مع قسوة الفعل على اهالي الضحايا بعد ان كانت بينات النيابة كاملة وعجزت المتهمة عن تقديم بينات دفاعية مقنعة للمحكمة". وانتقد المحامي في تصريحات"الفئة الباغية الظالمة التي ارسلت الريشاوي وتخلت عنها"، مشيرا الى وجوب ان يتعظ كل من يفكر في مثل هذه الاعتداءات على الناس في أي مكان من اخطاء غيره بعد ان بقيت المتهمة وحيدة من دون أي مساعدة حتى من الجهة التي ارسلتها. ونقل محامي الدفاع عن موكلته طلبها بعد ان اكد لها ان القرار خاضع للطعن لدى محكمة التمييز:"يعدموني او يروحوني على العراق"، في اشارة الى رفضها تخفيف العقوبة الى السجن المؤبد. وعبر العديد من اسر ضحايا تفجيرات عمان عن سعادتهم وهم يرون"المجرم ينال عقابه"، فيما اعتبر اخرون ان مقتل الزرقاوي بحد ذاته ساهم في تخفيف مصابهم. وقالت اميرة السكسك والدة احد المصابين في الحادث ل"الحياة" ان"الاعدام قليل عليها ولو فيه حكم اكبر منه لازم يحكموها فيه". وبموجب القانون الاردني، فان قرار الاعدام مميز حكما على المتهمة الريشاوي، لكن المتهمين الخمسة الفارين من وجه العدالة لا يمكنهم ان يطعنوا في القرار الصادر ضدهم غيابيا الا اذا سلموا انفسهم للقضاء الاردني.