ظهرت الانتحارية العراقية ساجدة مبارك عطروز الريشاوي امام محكمة امن الدولة في الاردن امس وسط اجراءات امنية مشددة داخل سجن الجويدة، وذلك في ثاني ظهور علني لها بعد تفجيرات انتحارية طاولت ثلاثة فنادق في عمان في 11 ايلول سبتمبر الماضي واوقعت 60 قتيلا و103 جرحى بتخطيط من الطريد الاردني احمد فضيل نزال الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". ولم تطل جلسة المحكمة اكثر من خمس دقائق بقيت خلالها المتهمة متماسكة هادئة تجلس على الارض وتسند ظهرها الى الحائط داخل قفص الاتهام، واظهرت تعاونا واحتراما لهيئة المحكمة اذ بادرت الى الوقوف عند دخول القضاة، في سلوك جديد لم تشهده المحكمة اثناء محاكمة العناصر الاسلامية المتشددة. وظهرت الريشاوي وهي المرأة الاولى التي تمثل امام محكمة اردنية بتهمة الارهاب، وهي ترتدي لباس السجن الازرق مكبلة القدمين ونحيلة الجسم وخجولة، ولم ترفع عينيها رغم محاولتها اختلاس النظرات الخاطفة الى الحضور الذي خلا من اهالي الضحايا او افراد عائلتها واقتصر على رجال الامن وممثلي وسائل الاعلام. وعندما سألها القاضي العسكري عن درجة تعليمها، ردت باقتضاب:"سادس ابتدائي". وتابع السؤال: متزوجه؟ فردت:"عزباء... بس عقد"، في اشارة الى انها عقدت قرانها على زوجها الانتحاري علي حسين علي الشمري للتغطية على دخولها الى الاردن. وعندما سألها القاضي عن مقدرتها المادية لتعيين محام للدفاع عنها، قالت باللهجة العراقية:"آني وحدي، ما عندي احد، آني والله سبحانه تعالى، لا ما عندي فلوس". وقررت المحكمة مخاطبة نقابة المحامين لتعيين محام للدفاع عنها قبل الدخول في اجراءات المحاكمة بعد ان غاب المحامون المتطوعون الذين عادة ما يتقدمون من تلقاء أنفسهم للدفاع عن المتشددين. وقالت مصادر قضائية ل"الحياة"ان من الصعب ان تجد محاميا أردنيا يتطوع للدفاع عن الريشاوي بعد الجريمة البشعة التي شاركت فيها، مشيراً الى ان أحداً من عائلتها في العراق لم يحضر لزيارتها ولم يكلف احداً الدفاع عنها او زيارتها مثل الصليب الاحمر الدولي الذي عادة ما يتكفل بزيارة الموقوفين او نقل الرسائل من عائلاتهم واليها. وتواجه المتهمة عقوبة الاعدام عن التهمتين اللتين وجههما لها المدعي العام بالمؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية باستخدام مواد مفرقعة أفضت الى موت انسان وحيازة مواد مفرقعة لاستخدامها على وجه غير مشروع. وكانت المتهمة شاركت زوجها الانتحاري القتيل في الدخول الى حفلة زفاف في فندق"راديسون ساس"في عمان وهي تحمل على خصرها حزاما ناسفا دربها على استخدامه زوجها، لكنها فشلت في تفجير نفسها فهربت الى مدينة السلط ولجأت الى عائلة أردنية ترتبط معها بصلة المصاهرة، لكن العائلة سلمتها بعد ثلاثة أيام الى الاجهزة الامنية بعد اكتشاف الحزام الناسف معها.