اعترف رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية بأن المبادرة العربية للسلام التي اقرتها قمة بيروت العام 2002 هي سبب الخلاف في شأن محددات برنامج حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة مع الرئيس محمود عباس. وابلغ هنية قادة الفصائل وممثليها في غزة امس ان"حماس"تتحفظ على ورود كلمة"المبادرة العربية"في وثيقة محددات البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية نشرتها الحياة اول من امس والتي تنص على ان"تتعاون الحكومة ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في وضع خطة للتحرك السياسي لتحقيق الاهداف الوطنية على اساس المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بما لا ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني". وقال هنية لممثلي الفصائل في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية الذين التقوه في مقر مجلس الوزراء في غزة امس ان"حماس"تطالب بعدم ايراد المبادرة العربية بالنص في برنامج الحكومة، والاكتفاء بما ورد في وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الاسرى المعدلة التي اتفق عليها قبل ثلاثة أشهر. ولم يرد في البند الرابع من"وثيقة الاسرى"المعدلة أي ذكر للمبادرة العربية، بل تضمنت"وضع خطة للتحرك السياسي الشامل وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني على اساس الاهداف الوطنية الفلسطينية كما وردت في هذه الوثيقة الاسرى والشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا بما يحفظ حقوقه وثوابته". وقال عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب وليد العوض ل"الحياة"ان"هنية ابلغ ممثلي الفصائل بأن لدى حماس ثلاث ملاحظات على محددات البرنامج السياسي، احداها تتعلق بالمبادرة العربية"نظراً لأنها تتضمن اعترافاً صريحاً باسرائيل. واضاف ان"هذه الملاحظة تعتبر جوهرية بالنسبة الى الحركة، فيما الملاحظتان الاخريان لا تشكلان مشكلة مع الرئيس عباس". ولفت الى ان"الملاحظة المتعلقة بالمبادرة العربية، اضافة الى سفر الرئيس عباس الى نيويورك، كانت السبب وراء ارجاء المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة، خصوصا ان عباس ابلغ اطرافاً خارجية عربية واجنبية بموافقة حماس على تضمين برنامج الحكومة نصاً خاصاً بالمبادرة العربية". ونقل العوض عن هنية قوله انه"بعد الاتفاق مع عباس على محددات البرنامج، جاءت ثلاث ملاحظات من قادة الحركة في الخارج والضفة الغربية والسجون بعد التشاور معهم"، الاولى تتمثل في عدم ورود كلمة المقاومة في المحددات، والثانية تتعلق بتشكيل لجنة موحدة للمفاوضات يشارك فيها الجميع، اذ تفضل"حماس"الاكتفاء بالنص الوارد عن دور منظمة التحرير كمرجعية للمفاوضات وعدم النص على تشكيل مثل هذه اللجنة. وفي شأن الاجواء الساخنة بين"فتح"و"حماس"، قال العوض ان المجتمعين اتفقوا على تهدئة الاجواء الداخلية وازالة اسباب الاحتقان ووقف البيانات والاتهامات المتبادلة.