يوماً بعد يوم، يتضح أن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لن يكون بالمسألة السهلة، فبعد الشروط التي وضعتها حركة"حماس"وما قابلها من تحرك نقابي لحركة"فتح"، كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"أمس أن الرئيس محمود عباس يسعى الى اقناع"حماس"بالموافقة على تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة بعيداً عن"وثيقة الأسرى"، في وقت شددت الفصائل الفلسطينية على ضرورة تشكيل حكومة وحدة حسب ما ورد في"وثيقة الأسرى". راجع ص5 واتفقت الفصائل الفلسطينية على الشروع في مشاورات تشكيل حكومة وحدة في غضون أسبوع، وشكّل كل فصيل لجنة خاصة به لخوض المفاوضات في شأن تشكيلها وبرنامجها. وتجري هذه المفاوضات في وقت بات كثير من قيادات"حماس"وأعضاء حكومتها في قبضة اسرائيل، وآخرهم امين سر المجلس التشريعي محمود الرمحي الذي اعتقله جيش الاحتلال أمس من منزله قرب رام الله. في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن عباس أبلغ قادة"حماس"في لقاءاته معهم في غزة الاسبوع الماضي ان"وثيقة الأسرى"لم تعد تشكل برنامجاً صالحاً للتسويق الدولي بعد ان ادخلت عليها الفصائل تغييرات جوهرية اثناء الحوارات التي جرت في غزة. ونقلت عنه قوله ان"وثيقة الأسرى"نصت على أن تقوم الحكومة بوضع برنامج لها يلقى التأييد العربي والدولي ويستند الى هذه الوثيقة والى برنامج الاجماع الوطني وقرارات الشرعية العربية والقرارات الدولية، وهو ما يستدعي وضع برنامج جديد. وكان مسؤولون اميركيون أبلغوا الرئيس عباس ان ادارة بوش لن تقبل التعامل مع أي حكومة لا توافق على الشروط الثلاثة التي وضعتها اللجنة الرباعية، وهي نبذ العنف، والاعتراف باسرائيل، وبالاتفاقات الموقعة معها، وهو ما لا يتوافر في"وثيقة الاسرى"بعد ادخال تغييرات جوهرية عليها من جانب حركة"حماس". وقال الناطق باسم"حماس"بسام ابو زهري رداً على سؤال ل"الحياة"إن"ما اتفق عليه في وثيقة الأسرى هو تشكيل حكومة وحدة وطنية ونحن ملتزمون ذلك". وأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان القوى والفصائل التي اجتمعت مساء اول من امس في اطار لجنة المتابعة في غزة، صاغت امس مذكرة موجهة الى الرئيس عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية تضمنت مطلباً بتشكيل حكومة وحدة وطنية وليست تكنوقراط استناداً الى"وثيقة الأسرى". وأبدى عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"صالح زيدان ل"الحياة"اعتراضاً واضحاً على تشكيل حكومة تكنوقراط، حتى ان كان اعضاؤها من الفصائل، لأنه لن يكون بوسعها حل المشاكل الفلسطينية، مشدداً على ضرورة أن يكون برنامج حكومة الوحدة مستنداً الى"وثيقة الأسرى". وضم عضو اللجنة المركزية لحزب"الشعب"وليد العوض صوته الى صوت زيدان في المطالبة بالحوار على برنامج سياسي يستند الى"وثيقة الأسرى". ويتوقع ان تواجه"حماس"، في حال رفضها مطالب عباس، أزمة نقابية حادة مع عجزها عن دفع رواتب موظفيها جراء الحصار المالي الاسرائيلي والدولي المفروض عليها. وكانت نقابة الموظفين بدأت استعدادات للشروع في اضراب مفتوح عن العمل في المدارس مطلع العام الدراسي الجديد الذي يبدأ مطلع ايلول سبتمبر المقبل، ودعت امس الموظفين الى اضراب يومي الاربعاء والخميس المقبلين يترافق مع اعتصام امام الوزارات.