سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استهجن مواقف غالبية الدول العربية والإسلامية لعدم توجيهها دعوات لوزراء حكومته . هنية : المبادرة العربية فيها إشكال جوهري لأنها تحمل في ثناياها اعترافاً بإسرائيل
جدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية استعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية استناداً إلى وثيقة الوفاق الوطني مع مراعاة"الضوابط العشرة"، التي اتفق عليها مع الرئيس محمود عباس في آخر لقاء جمعهما في الحادي عشر من الشهر الماضي. ودعا هنية أثناء مأدبة افطار أقامتها رابطة علماء فلسطين مساء أول من امس في احد فنادق مدينة غزة إلى استكمال الحوار والمشورات في شأن حكومة الوحدة من النقطة الأخيرة التي تم التوصل إليها. وأبدى تمسكه بما أسماه"الاستدراكات الثلاثة"وهي الملاحظات الثلاث التي وضعها قياديون من"حماس"في الضفة الغربية والسجون الاسرائيلية والخارج على محددات البرنامج السياسي وهي المبادرة العربية والمقاومة وتشكيل لجنة المفاوضات العليا. وقال"ان المبادرة العربية عندها اشكاليات من حيث الجوهر فهي تحمل في ثناياها اعترافا باسرائيل ونحن قلنا لن نعترف باسرائيل". واوضح ان"التناقض الرئيسي هو مع الاحتلال الاسرائيلي ومشكلتنا الرئيسية مع الاحتلال، وما دون ذلك تناقضات نسميها صراعا سياسيا تحت قبة البرلمان او في الساحات المختلفة". وقال هنية إن الضوابط العشرة، هي الإصرار على الإفراج عن الوزراء والنواب ورؤساء المجالس المحلية المعتقلين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن تترأس الحكومة شخصية من حركة"حماس"وان تكون تشكيلة الحكومة وفقاً لنتائج الانتخابات التشريعية الثانية، بمعنى أن تكون الغالبية فيها"حماسوية". وأضاف أن الضوابط العشرة تتضمن تشديداً على ضرورة أن تكون وثيقة الوفاق الوطني أساسا لبرنامج الحكومة المقبلة، وأن يكون وزراء الحكومة غير متورطين في مخالفات مالية وإدارية، وان يكونوا من أصحاب الكفاءات. واشار هنية إلى ان من ضمن الضوابط ألا يتم حل الحكومة الحالية حتى تنتهي المشاورات حول تشكيل حكومة الوحدة، لافتاً إلى أنه اتفق مع الرئيس عباس أيضاً على ضرورة إطلاق الحوار حول تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بالتزامن مع انطلاق الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة. وحول الأسباب التي دفعت حركة"حماس"الى هذه الاستدراكات الثلاثة قال هنية إن"هناك تفاهمات نتجت عن حوارات بين حركتي"فتح"و"حماس"ولكن الإخوة في الحركتين أعادوا هذه التفاهمات إلى أصحاب القرار في مؤسساتهم، وأصبح عليها استدراكات". وأضاف:"اتصلت بالرئيس عباس وذهبت الى منزله قبل نصف ساعة من مغادرته غزة وقلت له ان الاتفاق على ما هو عليه، لكن هناك استدراكات في وثيقة الوفاق وهي: ان كلمة المقاومة غير موجودة في نص الوثيقة، واتفقنا على ان هذه الكلمة ستوضع في نص الكلمة التي سيلقيها رئيس الوزراء، وشطب بند اعادة تشكيل اللجنة العليا للمفاوضات مع الاحتلال البند الثامن من محددات برنامج حكومة الوحدة الوطنية، ووافق الرئيس على ذلك، والاستدراك الثالث كان في وضع كلمة الشرعية العربية بدل المبادرة العربية أي العودة الى النص الوارد في وثيقة الوفاق وليس محددات البرنامج، وطلب الرئيس أن تبقى النقطة الثالثة مفتوحة للحوار واتفقنا على ذلك في حضور النائب الدكتور زياد أبو عمرو قبل ان يغادر الرئيس غزة الى الخارج، كما اتفقنا على التشاور في الحكومة بعد عودته من جولته الخارجية الى الاممالمتحدة". الى ذلك، وجه هنية انتقادات الى لرئيس عباس لعدم اشراك وزراء من حكومة هنية في جولاته الخارجية او لقاءاته مع المسؤولين الذين يزورون مدينة رام الله. وانتقد هنية عدم دعوة الرئيس عباس أياً من الوزراء للمشاركة في لقائه مع وزير خارجية البحرين في رام الله الأسبوع الماضي. وقال هنية انه لا يريد من الرئيس عباس إشراك وزرائه بلقاءات مع مسؤولين اميركيين أو أوروبيين ممن لهم مواقف عدائية من الحكومة، مشيرا إلى أن جهات لم يسمها طلبت من السفراء الأجانب في فلسطين عدم التعامل مع وزير الخارجية محمود الزهار، مشددا على ضرورة إنهاء هذه الإشكالية في اقرب وقت ممكن. واستهجن مواقف غالبية الدول العربية والإسلامية لعدم توجيهها دعوات لوزراء حكومته أو استقبالهم. وفي الشأن الداخلي، قال إن"الاقتتال الداخلي سيؤدي الى شطب القضية الفلسطينية ونحن امناء على دماء الشهداء والجرحى والاسرى"، مشيرا الى ان"الحكومة خلال الفترة الماضية تعرضت للكثير من المعوقات، لكن كان هناك صبر من اجل توفير المناخ الصحي في الحوار الوطني".