تضاربت المعلومات عن موعد إتمام الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. وفيما كان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون يبحث مع نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع الياس المر في ترتيبات تسلّم الجيش اللبناني المواقع التي ستنسحب منها اسرائيل، بعد ان تتسلّمها قوات"يونيفيل"، وفقاً لما أعلنه أول من أمس رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس حين قال ان الانسحاب سيستكمل قبل يوم السبت، عاد حالوتس نفسه ليعلن أمس ان الانسحاب قد يستغرق اياما أخرى. ونقلت وكالة"رويترز"عن حالوتس قوله ان"في الحوار الذي يجري مع الأممالمتحدة والجيش اللبناني، هناك قضايا يتعين الانتهاء منها". وصرح حالوتس للإذاعة الاسرائيلية بأن 650 من مقاتلي"حزب الله"قُتلوا خلال الحرب على لبنان، مشيراً الى ان قيادة الحزب ومراكز التحكم لم تتضرّر كما ان صواريخه قصيرة المدى لم تمس، ومؤكداً ان ايران تحاول إصلاح الأضرار التي لحقت بالحزب. واتهم حالوتس سورية بمواصلة"بذل الجهود لتمييع المواضيع وبنود القرار 1701"وبأنها ستواصل تهريب السلاح الى"حزب الله". واضاف:"على المرء أن يجري حساباً للذات بما في ذلك أنا". وقال مصدر في الأممالمتحدة ل"الحياة"ان التصريحات الاسرائيلية عن تأجيل الانسحاب"تعود الى أسباب اسرائيلية داخلية، لكنها تقنية وليست سياسية، فنحن أبلغنا بأنهم سينسحبون أواخر هذا الأسبوع، وفي كل الأحوال، اتفاقنا معهم ان يكتمل الانسحاب قبل نهاية الشهر". وكان المر أشار، بعد اجتماعه الى بيدرسون واستناداً الى التوقعات بأن ينسحب الاسرائيليون غداً الجمعة، الى ان الجيش اللبناني سينتشر في كل قرى الجنوب حتى"الخط الأزرق". وتحدث بيدرسون عن ان الأولوية هي لوقف الخروق الاسرائيلية. الى ذلك، كان اللافت أمس إعلان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني علي لاريجاني في دمشق بعد لقائه كلاً من الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع أنه لم يلمس من خلال اتصالاته الدولية ان قوات"يونيفيل"خرجت عن مهماتها بإنهاء"الصراع بين اسرائيل ولبنان". مهرجان"حزب الله" وعلى صعيد الاتصالات لخفض نسبة الاحتقان السياسي الذي نجم عن السجال بين قيادة"حزب الله"من جهة وقوى الأكثرية والحكومة من جهة ثانية، باشر رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاته بعد عودته من رحلة خاصة في الخارج، أول من أمس. وترأس بري اجتماعاً لقيادة حركة"أمل"بعد ظهر أمس لتقويم الأوضاع، سواء في الجنوب أو على الصعيد الداخلي. وذكرت مصادر مقربة من بري أنه سينتظر خطاب الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله في مهرجان الاحتفال ب"النصر الإلهي ضد اسرائيل"في ضاحية بيروتالجنوبية غداً، ليقرر مساعيه من أجل الدعوة الى استبدال التشنج بالحوار. وفي حين توقعت مصادر مطلعة على موقف"حزب الله"ان يلقي نصرالله خطاباً يصعّد فيه هجومه على الحكومة والأكثرية ورئيسها فؤاد السنيورة، من دون الدعوة الى استقالتها، قالت مصادر قريبة من بري انه مع عودته يتهيّب المرحلة، والقيام بالجهود التي ينتظرها منه الأفرقاء من اجل تهدئة الخلافات السياسية الداخلية لأن فقدان الثقة بين الحزب والأفرقاء الآخرين بعد انتهاء الحرب بلغ مستوى عالياً. ورأت أوساط قريبة من"حزب الله"أنه سيرفع سقف الهجوم على الحكومة لكنه سيأخذ في الاعتبار ان بري ليس متحمّساً لطرح التغيير الحكومي. وتقول مصادر رئيس المجلس إنه غير متمسك بهذه الحكومة، لكنه لا ينوي المغامرة بطرح تغييرها اذا كان الوضع السياسي يحول دون تأمين البديل، وبالتالي فإن ما يريد تجنّبه هو الوصول الى فراغ حكومي. وذكرت مصادر مطلعة على موقف بري أنه يرغب في تثبيت توجه الأطراف نحو تهدئة لغة السجال، على الأقل في القضايا الخلافية القائمة، لأن هذا السبيل للتمهيد للحوار ولتعويمه، وأنه سيدرس الآليات التي يمكن اعتمادها لتجديده، لأن الوضع لا يتحمّل حصول أي فراغ حكومي وطغيان الخلافات، في وقت لم تكمل اسرائيل انسحابها من الجنوب وخروقها لم تتوقف، وأمام الحكومة والجميع مسؤولية تأمين ظروف السكن للناس الذين تضرّرت بيوتهم أو دُمّرت. ملفان... مع ايران وفي نيويورك قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان هناك ملفين يجري التحدث في شأنهما مع ايران، الأول هو الملف النووي، والثاني الملف اللبناني - الاسرائيلي. وذكر ان فرنسا أبلغت الايرانيين انهم اذا أرادوا ان يلعبوا دوراً بناءً على الصعيد اللبناني، فينبغي ان يقولوا ذلك الآن، وإن لم يرغبوا في مثل هذا الدور سيكون ذلك مؤسفاً لهم ويؤدي الى عزلهم. وكان دوست بلازي يرد على سؤال ل"الحياة"في نيويورك خلال مأدبة فطور جمعته مع عدد من الصحافيين، وذلك في اطار تقويمه للدورين الايراني والسوري في لبنان وعما اذا كانا مختلفين. وأشار الوزير الى ان السؤال ليس مطروحاً بالنسبة الى دمشق لأن"السلطات السورية تريد زعزعة استقرار لبنان". واستدرك ان"سورية دولة مهمة وشعبها كبير، لكن هدف السلطات هو زعزعة الاستقرار اللبناني". وتابع:"بحسب القرار 1595 سيقدم القاضي الدولي سيرج براميرتز في الأيام المقبلة تقريره حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري". واعتبر ان لا شيء الآن يبرر تأخير انشاء المحكمة الدولية، وتوقع ان يصوّت مجلس الوزراء اللبناني على المحكمة الدولية، مشيراً الى ان مضمون تقرير براميرتز يختلف عن القرار القضائي للمحكمة. وتحدث دوست بلازي قبيل لقائه وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، وغداة عشاء مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزراء خارجية الدول الست التي تتابع الملف النووي الايراني اضافة الى وزيري خارجية اسبانيا وايطاليا. وأشار دوست بلازي الى ان البحث في العشاء ركز على الموضوعين الايرانيواللبناني، وان هناك توجهاً مزدوجاً في اطار القرار 1696 الذي أقر بغالبية اصوات اعضاء مجلس الأمن باستثناء قطر، وهو يستند الى البند 41 في الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، أي أنه ينص على عقوبات اقتصادية وعلى توجه الى الحوار في آن. وزاد:"الحوار هو ما طالبنا به باستمرار شرط ان تكون أمامنا مهلة محددة". وتجنّب ترك الايرانيين يكسبون وقتاً في حوار"على طريقتهم للوصول الى هدفهم".