دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي سورية الى الامساك باليد التي يمدها اليها لبنان والموافقة على ترسيم الحدود بين البلدين واقامة علاقات ديبلوماسية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تعاون دمشق الكامل مع لجنة التحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري التي قال انها"يجب ان تذهب الى النهاية"في عملها. وقال دوست بلازي ل"الحياة"على متن الطائرة التي اقلته من الدوحة امس بعد زيارة نقل خلالها رسالة من الرئيس جاك شيراك الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ان"الكرة في ملعب سورية، وعليها أن تأخذ اليد التي يمدها اليها لبنان وتعمل على ترسيم حدودها معه وإقامة علاقات ديبلوماسية". وأبدى أمله في"استمرار الحوار الوطني اللبناني واستمرار الحكومة بشجاعتها من أجل القيام باصلاحات اقتصادية كبرى، وأن يجري العمل على نزع سلاح حزب الله في اطار الحوار الوطني وبأسرع وقت ممكن، من أجل صدقية العمل اللبناني وعقد مؤتمر أصدقاء لبنان". وزاد"نحن واضحون في شأن العلاقات اللبنانية - السورية، ونعتبر ان لجنة التحقيق التي يترأسها القاضي سيرج براميرتز يجب ان تذهب الى النهاية، بالتعاون مع السلطات القضائية اللبنانية، وصولاً الى كشف قتلة الحريري". وتابع"أولويتنا الآن عملية القضاء الدولي والتحقيق في اغتيال الحريري والقرار 1636"، مكرراً ان"من واجب سورية التعاون مع لجنة التحقيق الدولية". وعما اذا كان اولمرت تناول مع شيراك خلال زيارته الأخيرة لباريس موضوع مزارع شبعا و"حزب الله"، أجاب دوست بلازي"لم أناقش مع اولمرت الموضوع اللبناني ولم أحضر لقاءه مع الرئيس الفرنسي". وأكد تمسك فرنسا بحرية التعبير اينما كان بما في ذلك في سورية، وعبر عن ثقته بمبعوث الأممالمتحدة تيري رود لارسن"الذي نثق بعمله ونؤيده"، لكنه شدد على ان بلاده"تحترم سيادة الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية". وفي الشأن الفلسطيني، قال الوزير الفرنسي"نحن نقول لحركة حماس انه ينبغي العدول عن العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها، وأن هذا لا يمنع من الاسراع في دفع أجور الموظفين التي لم تدفع منذ ثلاثة أشهر، وتجنب اضافة فوضى انسانية على الفوضى الاجتماعية والاقتصادية، تؤدي الى تدهور أمني وإلى تجذير الشعب الفلسطيني، وهذا عكس ما نريده". وعما يمكن أن يدفع الحكومة الفلسطينية إلى القيام بتنازلات علماً بأن عرفات تنازل ولم يحصل على شيء من اسرائيل، عبر دوست بلازي عن قناعته العميقة بأن"السلاح لن يحل شيئاً وأن الحل الوحيد هو المسار السياسي، والتفاوض، بين طرفين يعترف كل منهما بالآخر". واضاف:"من الاساسي بالنسبة الينا ان يكون هناك مؤتمر دولي كي يبدأ التفاوض بين اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن تكون هناك بداية تفاوض حول قيام دولتين تتعايشان جنباً الى جنب بأمن وسلام"، وأنه"اذا تصرف أحد الطرفين بشكل أحادي، فاننا سندين ذلك لأن الحل الوحيد هو في المسار السياسي". وبالنسبة الى فكرة عقد مؤتمر للأمن في الخليج مع ايران التي طرحها مسؤول السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، قال دوست بلازي، ان الادارة الاميركية أقدمت على خطوة ايجابية في 31 ايار مايو الماضي، وقالت انها قد تشارك في محادثات مقبلة مع ايران الى جانب الدول الأوروبية. وأضاف ان سولانا سارع الى تقديم اقتراحات الى الجانب الايراني تتضمن فكرة عقد اجتماع غير رسمي بمشاركة ايران ودول الخليج والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكداً ان مثل هذا الاجتماع لا يمكن ان يعقد من دون موافقة الدول الخليجية، ومن دون تحديد مهماته، وان هذا ما ناقشه مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأشار الى ان الفائدة من هذا الاجتماع غير الرسمي تكمن في ان"لدينا مصلحة في الحوار السياسي لأن الطريق الأفضل للخروج من أزمة الملف النووي الايراني هو الطريق الديبلوماسي".