وصل التنافس على شراء"بنك الاسكندرية"، ثالث أكبر المصارف الحكومية في مصر، ذروته بإعلان المصارف الستة المتقدمة أن الفرصة لكل منها جيدة. وتؤكد مصادر ان فرص"البنك العربي"الاردني و"بنك المشرق"الاماراتي و"مجموعة دبي للاستثمار"تكاد تكون متساوية حتى الآن. وتأتي في المرتبة الثانية مصارف"بي ان بي باريبا"الفرنسي وپ"سان باولو"الإيطالي، واليوناني"يوروبنك". لكن قد تحمل الأيام المقبلة مفاجآت ويحدث تغيير في الخريطة، في ظل توقعات لمؤسسات محلية وإقليمية عدة أن الفرصة أفضل أمام"البنك التجاري الدولي"مصر للفوز بالصفقة. اذ أعلن البنك إنه يسعى الى شراء"بنك الاسكندرية"الذي تم طرح 75-80 في المئة منه للبيع الى مستثمر استراتيجي في آذار مارس 2006. ويتوقع ان تستكمل تلك الصفقة غير المسبوقة لتخصيص بنك كبير تملكه الدولة لمستثمر استراتيجي قبل نهاية العام الحالي. وتبلغ حصة"بنك الاسكندرية"في سوق الودائع 5.2 في المئة بنهاية شباط فبراير 2006 ، أي بارتفاع حوالى 0.7 في المئة عن حصة"البنك التجاري الدولي". وتحسنت جودة أصوله بدرجة كبيرة بعد أن قامت الحكومة بالتسوية النقدية للديون المتعثرة لشركات القطاع العام 6.9 بليون جنيه، كما بذل المصرف جهوداً كبيرة في المخصصات وشطب استثمارات مستخدماً أرباحاً كبيرة محققة من بيع استثمارات في فترة الثمانية شهور المنتهية في 28 شباط 2006. إلا أن ارباح"بنك الاسكندرية"لا تزال ضعيفة على نحو ما انعكس في العائد على متوسط حقوق المساهمين والذي بلغ 5 في المئة 2002-2005 وحقق صافي دخل بلغ 68 مليون جنيه في السنة المالية 2003-2004 نهاية حزيران يونيو و292 مليوناً في السنة المالية 2004-2005 أي أقل من نصف أرباح "البنك التجاري الدولي"في عام 2005. ويهدف"التجاري"من العملية تحقيق معدلات نمو أسرع بدلاً من النمو العضوي البطيء، اضافة الى أنه في حاجة الى استعادة مركزه الريادي كأكبر مصارف القطاع الخاص في مصر، بعد ان خسر هذا المركز للبنك"الاهلي سوسيتيه جنرال"، بعد شراء الأخير بنك"مصر الدولي"في ايلول سبتمبر 2005. وفي آب اغسطس 2006 توصل كل من"المركزي"المصري ووزارة الاستثمار الى قائمة التصفية التي تضم ستة مصارف عليها تقديم عروضها المالية والفنية في نهاية الشهر الجاري. وأكد"البنك التجاري"أنه لا ينوي عرض سعر مرتفع ل"بنك الإسكندرية"حيث توجد أمامه خطط موازية للنمو من خلال التوسع الإقليمي. وتتوقع دراسة قامت بها المحللة المالية مروة الشيخ من"مجموعة هيرميس"المصرية احتمالاً كبيراً بفوز"التجاري الدولي"بملكية"بنك الاسكندرية". وفي هذه الحالة فإنه سيكون في حاجة الى زيادة رأس المال لتمويل الصفقة. وفي تقدير الشيخ أن حجم الزيادة في رأس المال سيحدد بحسب سعر الاستحواذ على"بنك الاسكندرية"ناقص 1-1.5 بليون جنيه، اذ يفترض ان"البنك التجاري الدولي"لديه زيادة في رأس المال تبلغ 1-1.5 بليون جنيه، وان بقية رأس المال ستجمع بزيادة حقوق المساهمين.