حان وقت التحول بالريموت كونترول من قنوات الأفلام وپ"الفيديو كليب"والدردشة والمسابقات، إلى قنوات أخرى يصفها بعضهم بأنها"مملة"وآخرون"جامدة". فبعد انتهاء الإجازة الصيفية وعودة الملايين من الطلاب إلى صفوف الدراسة، عادت الأصابع لتلامس أزرار الريموت كونترول موجهة الصحون لالتقاط إرسال القنوات التعليمية. وعلى رغم أن المقارنة غير منصفة بين"آي آر تي أفلام"بأفلامها الشيقة أو"الجزيرة"بأخبارها الحامية أو حتى"روتانا سينما"ببرامجها الساخنة، وقناة"النيل"ببرامجها التعليمية، فإن المقارنة من حيث نسبة المشاهدة محسومة من قبل عقدها. وقد اثبتت القنوات التعليمية المصرية السبع إضافة إلى قناتي البحث العلمي والتعليم العالي أنها تساهم في التخفيف من أعباء الطلاب والأهل. وبالطبع فإن طقوس المشاهدة في هذه الحال تختلف شكلاً وموضوعاً عن طقوس مشاهدة فضائيات الأفلام والمسلسلات والأخبار. إذ تحل هنا الورقة والقلم والكتاب محل"الفشار"وپ"المكسرات"، ويتحول المشاهد إلى الشاشة بكل حواسه وتركيزه مهما كان كارهاً أو غير مبهور بما يشاهد. والطريف أن آباءً وأمهات بدأوا يبذلون ضغوطاً جدية على الأبناء لإجبارهم على مشاهدة تلك القنوات. وهناك من الأهل من يلجأ إلى فكرة المقايضة الفضائية، ذلك ان ساعة مشاهدة"مبادئ اللغة العربية"للصف الخامس الابتدائي توازيها نصف ساعة من"كارتون نتوورك"، وساعة"قواعد الجبر والهندسة"للصف الثالث الإعدادي تعني السماح بنصف ساعة على"يورو سبورت"، وهكذا دواليك... الطريف أن هذه القنوات تتحول أيضاً إلى مصدر من مصادر زيادة خبرات المعلمين. فبعضهم يعتبرها وسيلة لإثراء دفاتر تحضير الدروس، وآخرون يستغلون أسئلة وإجابات ووسائل المعلم - المذيع التوضيحية، لتوسيع قاعدة زبائنهم من طالبي الدروس الخصوصية، وهي الظاهرة التي خرجت لمناهضتها هذه القنوات.