تستيقظ السويد اليوم، على أجواء تشكيل حكومة جديدة بعدما أقفلت مساء أمس، صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية، بعد حملة انتخابية اتسمت بالفضائح والضبابية والتهديدات بالعبوات الناسفة. وبعد أكثر من شهر على الحملة الانتخابية، اظهر آخر استطلاع للرأي مساء السبت، أن كتلة أحزاب اليمين المعارضة التي تتألف من حزب اليمين والحزب الليبرالي وحزب الوسط والحزب المسيحي، تتقدم بأربع نقاط على الحزب الاشتراكي الحاكم وحزبي اليسار والخضر. ولكن مفاجآت اللحظة الأخيرة هي التي ستقرر نتائج الانتخابات التي ستعلن صباح اليوم. وعلى رغم أن الحزب الاشتراكي الحاكم كشف قبل أيام عن فضيحة"واتر غيت السويد"فهذا لم يحسن وضعه الانتخابي. وتسربت خطط الحزب الحاكم الانتخابية إلى منافسيه بعد تعرض موقعه الإلكتروني الخاص لقرصنة من قبل قياديين في الحزب الليبرالي المعارض، ما دعا رئيس الحزب الحاكم يوران برشون إلى استباق نتائج الانتخابات بالقول إن"أي خسارة لنا في الانتخابات ستكون بسبب استيلاء كتلة اليمين على خططنا الخاصة بالحملة". وقام الحزب الاشتراكي بتقديم شكوى بحق بعض قادة الحزب الليبرالي الذين تم فصلهم على الفور من قيادة الحزب. وفاة عرّاب أوسلو وبعد اقل من نصف ساعة على إعلان نتائج آخر استطلاع للرأي ليل السبت الماضي والتي أعطت المعارضة أملاً في استلام الحكم في البلاد، أعلن الحزب الاشتراكي الحاكم عن وفاة أهم وزير خارجية سابق للبلاد الاشتراكي ستن أندرسون عن عمر يناهز83 سنة. ومعروف عن اندرسون انه عراب أوسلو وصديق شخصي ومقرب جداً من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات. وينتمي إلى مدرسة اليسار التي تساند القضية الفلسطينية في الحزب الاشتراكي. وهو كشف قبل موت عرفات بستة أشهر أن لديه معلومات مؤكدة أن الإسرائيليين يخططون لتسميم عرفات. وعلى رغم أن اندرسون كان على خلاف مع رئيس الوزراء الحالي يوران برشون بسبب مواقف الأخير المساندة لإسرائيل، فإن برشون سيستفيد من موت اندرسون لتحسين وضع الحزب في الانتخابات. وأفردت كل الصحف المحلية صفحات عدة لتاريخ الراحل ستن اندرسون ودوره المهم في إقناع أوروبا بفتح أبوابها أمام الراحل عرفات وتأثيره في جولات مفاوضات السلام الكثيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويتوقع المراقبون أن يساهم موت اندرسون في إبراز الحزب الاشتراكي على انه حزب عريق وقوي وثابت له امتداد عالمي ويمكنه وضع السويد على خريطة العالم السياسية. وهذه الصورة قد تقلب نتائج الانتخابات لمصلحة الحزب الحاكم.