فاجأ رئيس الوزراء السويدي يوران برشون الوسط الإعلامي بتعيين وزيرة العدل السابقة ليلى فريفالدز 61 عاماً وزيرة للخارجية بعدما توقع معظم المراقبين أن ينفذ برشون رغبته في إسناد هذه الحقيبة إلى وزير التنسيق الحكومي وساعده الأيمن بير نودر المعروف بانحيازه لإسرائيل. وأبدى برشون خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، ارتياحه لموافقة فريفالدز على تولي المنصب، على رغم أنها لا تتمتع بخبرة واسعة في السياسة الدولية ولكنها "عملت أكثر من أي شخص آخر في قضايا التعاون السياسي والقانوني في الاتحاد الأوروبي". وأعرب مصدر قيادي في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم ل"الحياة" عن ارتياح عدد كبير من قياديي الحزب لهذا الخيار، خصوصاً أن ليلى فريفالدز "من الشخصيات التي تعمل بجد لتطبيق القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان. وهذا يجعلها بطريقة أوتوماتيكية من الخط المؤيد لتطبيق الشرعية الدولية في فلسطين، ومن البديهي أن يضعها البعض في خانة منتقدي السياسة الإسرائيلية". وولدت فريفالدز في مدينة ريغا في البلطيق، ولجأ أهلها إلى السويد هرباً من النظام الشيوعي عندما كانت طفلة صغيرة. ودرست مادة القانون في جامعة أوبسالا الراقية، ثم عملت محامية وبعد ذلك قاضية. وتسلمت فريفالدز منصب وزيرة العدل عام 1988، عندما اختارها رئيس الوزراء السابق إينغفار كارلسون في حكومته. واشتهرت بنضالها من أجل دولة القانون وعملت جاهداً لإبرام قوانين لمحاربة الحركات العنصرية، ما جعلها مكروهة من اليمين المتطرف. لكن بعد 12 سنة في وزارة العدل استقالت عام 2000 من كل مهماتها الحكومية بسبب تعرضها لحملة إعلامية عنيفة بسبب موافقتها على تحويل مشروع سكني للإيجار تسكن فيه وسط استوكهولم إلى مشروع استملاك، ما يتعارض مع سياسة الحزب الاشتراكي. وغابت فريفالدز عن الأضواء كلياً، ولكنها ظهرت فجأة أمس، إلى جانب رئيس الوزراء في قاعة المؤتمرات في مبنى الحكومة في استوكهولم وقالت: "قررت أن أضع مواقفي الشخصية جانباً واستلام هذه المهمة التي تتمتع بقدرٍ عالٍ من الأهمية خصوصاً لجهة تقريب السويد من أوروبا". مصدر قيادي في الحزب الحاكم قال إن "رئيس الوزراء الذي عرف بمواقفه المساندة لاسرائيل سيواجه صعوبة بالعمل مع فريفالدز، لأنها لن تحيد شبراً واحداً عن إيمانها بتنفيذ القوانين الدولية واحترام حقوق الإنسان. ونحن نعرف أن هذا وحده يكفي لمعرفة أين ستقف فريفالدز في قضية الشرق الأوسط". وأضاف المصدر أن "خيار برشون نابع من رغبة في صفوف الحزب بتعيين شخصية تستمر على نهج الراحلة آنا ليند". وأعلن برشون أن نائب وزيرة الخارجية جان أو كارلسون أقيل من مهماته الحكومية التي ستوزع على امرأتين: المدير العام لهيئة المهاجرين، باربرو هولمبرغ، والمديرة في قسم الإعانات في مركز أولوف بالمه الدولي كارين يمتين. ومعروف أن يمتين تملك علاقات واسعة في الدول العربية وخصوصاً مع الجانب الفلسطيني، مما يؤكد أن برشون خضع لرغبة المطالبين بالاستمرار في نهج ليند.