اعلن رئيس وزراء السويد الاشتراكي يوران بيرسون في خطاب القاه ظهر امس في مدينة فستروس السويدية انه رتّب لقاء سيعقد بعد غد الخميس بين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. وكان بيرسون يتحدث في افتتاح اعمال مؤتمر الحزب الديموقراطي الاشتراكي السويدي الحاكم وقال ان اللقاء سيعقد نهار الخميس في مدينة فستروس، مضيفاً: "اتهمت في الفترة الاخيرة بالسلبية تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط. اعلن امامكم للمرة الاولى انني تمكنت من تحديد لقاء بين وزير خارجية اسرائيل شمعون بيريز وبين ابو علاء، اذ سيجتمعان هنا في مؤتمر الحزب لمناقشة عملية السلام في الشرق الاوسط". وكانت اصوات كثيرة ارتفعت داخل الحزب الاشتراكي الحاكم اخيراً متهمة بيرسون بأنه تخلى عن الخط السياسي الذي اتبعه قائد الحزب السابق اولوف بالمه الذي اشتهر بمواقفه المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني وانه تبنى الدفاع عن مصالح اسرائيل فقط. ونشب في الاشهر الاخيرة عراك سياسي واسع بين الحرس القديم في الحزب الممثل بوزير خارجية السويد السابق ستن اندرسون والحرس الجديد الذي يمثله رئيس الوزراء الحالي الذي تمكن من ازاحة اندرسون عن الاجندة السياسية نهائياً بعد ان قضى على ما اطلق عليه قناة ستوكهولم السرية التي كان يترأسها اندرسون من خلال قطع التمويل الحكومي عنها. وساهمت قناة ستوكهولم السرية التي كانت تتألف من اربعة اكاديميين اسرائيليين وفلسطينيين، والتي أسسها ستن اندرسون، في التمهيد لاتفاق اوسلو واتفاقية طابا كما انها عملت كقناة سرية التقى عبرها فلسطينيون واسرائيليون. ولكن النقد الحاد الذي وجهه اندرسون الذي عرف بصداقته لياسر عرفات، الى يوران بيرسون بأنه منحاز الى الجهة الاسرائيلية فجر الصراع السياسي بين الاثنين وانتهت الامور بإبعاد اندرسون عن الساحة السياسية نهائياً. وقال مراقبون هنا ان بيرسون اخذ في الاعتبار النقد الموجه ضده وبدأ الآن يتبع الخط الديبلوماسي الحيادي في علاقته مع الفلسطينيين والاسرائيليين. ولكن اختيار بيرسون هذا الوقت بالذات لعقد لقاء بين "ابو علاء" وبيريز يأتي في اطار تكهنات ضمن الحزب الاشتراكي السويدي الحاكم تقول ان هناك دعماً من الاحزاب الاشتراكية الاوروبية لحزب العمل من اجل اعادة تسلّم السلطة في اسرائيل. وقالت مصادر قيادية في الحزب الاشتراكي الى "الحياة" ان هناك مخططاً سياسياً لسحب وزراء العمل من حكومة شارون من اجل فرط ائتلافها وتحديد انتخابات مبكرة على امل ان يربحها حزب العمل لاعادة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية الى مسارها الطبيعي. ويقول المراقبون ان الاجتماع المرتقب بين ابو علاء وبيريز يأتي في اطار محاولات جديدة يطلقها بيرسون من اجل توحيد صفوف الحزب الاشتراكي السويدي المنقسمة حول سياسة السويد الشرق اوسطية، وظهرت بوادر تلك المحاولات في خطاب بيرسون الذي قال فيه "آن الأوان لأن يعود الفلسطينيون والاسرائيليون الى طاولة المفاوضات من اجل حل النزاع القائم بينهم من خلال السياسة. كما انه يتوجب على المجتمع الدولي ان يلعب دوراً اكثر فعالية من اجل خلق ظروف سياسية مناسبة تخرجهما من دوامة العنف". وهذه هي المرة الاولى التي يتبع فيها بيرسون الحياد تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي خصوصاً وانه عمد اخيراً الى تحميل عرفات والفلسطينيين وحدهم مسؤولية اعمال العنف.