نفى متحدث باسم وزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين معلومات أدلى بها وزير خارجية السويد السابق ستن اندرسون انه اجتمع مع الرئيس ياسر عرفات في 28 أيار مايو الماضي في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، لأنه كان يحمل إليه "رسالة مهمة" من بيلين وحركة السلام الاسرائيلية. ويأتي نفي بيلين بعدما تفجرت أخيراً حرب كلامية بين رئيس وزراء السويد الاشتراكي يوران برشون، وأندرسون اهم عرابي اتفاق اوسلو، إذ اتهم الأول رفيقه الحزبي الوزير السابق بأنه يدير ديبلوماسية خاصة به، تسببت بافشال سياسة السويد الشرق الأوسطية، اثناء ترؤسها الاتحاد الاوروبي في النصف الاول من العام الجاري. وكانت شرارة الصراع بين اندرسون وبرشون اندلعت، بعدما كشفت صحف محلية في السويد عن اجتماع سري عقد بين عرفات وصديقه اندرسون قبل يوم واحد من القمة التي جمعت رئيس وزراء السويد والرئيس الفلسطيني في 29 ايار الماضي في كوبنهاغن، وطلب خلالها برشون بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي من عرفات وقف الانتفاضة الفلسطينية، الا ان الزعيم الفلسطيني لم يستجب الطلب. ودفع فشل برشون الى وضع كل اللوم على رفيقه في الحزب الحاكم اندرسون، بحجة ان اجتماعه غير الرسمي مع عرفات هو سبب رئيس لافشال سياسة السويد الشرق الأوسطية. ورفض اندرسون الافصاح عن مضمون اجتماعه مع عرفات، الا انه اكد انه كان لقاء رسمياً، وليس خاصاً، لأنه يحمل تفويضاً من نائبة رئيس الوزراء لينا يلم فالين منذ العام 1994، يخوله إجراء ديبلوماسية صامتة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن فالين، بدورها، أسهمت أول من امس في سحب البساط من تحت اندرسون، إذ اعلنت رسمياً ان ذلك التوكيل انتهت مدة صلاحيته سنة 1996 بعدما نجح بنيامين نتانياهو في انتخابات رئاسة الحكومة. وبعد نفي بيلين توكيله اندرسون وإعلان فالين عدم شرعية اندرسون كمفاوض رسمي، تبعهما رئيس "معهد اولوف بالمه" الدولي، كارل تام بقوله إن المعهد الذي تضم إدارته اندرسون عضواً رسمياً فيها، لم يفوض إليه أي مهمة رسمية. وبهذا جرد آخر عرابي اوسلو الاسكندنافيين ستن اندرسون الصديق الشخصي لعرفات والصوت المدافع عن الشعب الفلسطيني في الشمال الاوروبي، من كل مهماته الرسمية وغير الرسمية في ما يتعلق بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وبهذا أيضاً نجح برشون المتعاطف مع اسرائيل في اقتلاع آخر شخص ينتمي الى مدرسة بالمة المكروهة من الاسرائيليين، لتصبح بذلك الساحة السياسية في السويد مفتوحة للوبي الصهيوني في الحركة العمالية السويدية.