فاز اليساريون بفترة ثالثة في الانتخابات التي اجريت أول من امس في السويد في تراجع لميل اوروبي نحو اليمين. ومنحت نتائج الانتخابات كتلة اليسار التي تتألف من الحزب الديموقراطي الاشتراكي الحاكم وحزب اليسار الشيوعي السابق وحزب البيئة اكثرية مقاعد البرلمان بنسبة 53 في المئة. وكما كان متوقعاً خرج حزب الشعب السويدي ليبرالي من الانتخابات بفوز تاريخي بنسبة 3،13 في المئة بعدما كان من الاحزاب المهددة بالخروج من البرلمان بسبب عدم وضوح لونه السياسي في الفترات السابقة. لكن هذا لا يعني ان حزب الشعب سيشترك في السلطة التنفيذية لأنه ينتمي الى كتلة اليمين التي لم تتمكن من كسب اصوات الاكثرية لتشكيل حكومة جديدة. ويجتمع نواب البرلمان السويدي في جلستهم الاولى في الاول من الشهر المقبل للتصويت على الحكومة التي سيشكلها الحزب الحاكم. ويحتاج الحزب الاشتراكي الى دعم من حزبي اليسار والبيئة ليتمكن من اعادة تشكيل الحكومة. واستبعد برشون تشكيل ائتلاف رسمي مع اليسار والخضر لمعارضة الحزبين لعضوية السويد في الاتحاد الاوروبي. وأعلن حزب اليسار انه سيدعم حكومة يشكلها الاشتراكيون، ولكن بعد مفاوضات حول مطالب سياسية يرغب في تلبيتها. اما حزب البيئة الذي حصل على 6،4 في المئة فردد مراراً انه يريد منصباً وزارياً شرطاً لدعم حكومة الحزب الاشتراكي، وهو الطلب الذي رفضه رئيس الوزراء يوران برشون من دون اقفال باب الحوار حول مطالب اخرى يمكن تلبيتها. ويتوقع ان يتنازل حزب البيئة عن شرط المشاركة الوزارية بعدما اعلن اول من امس ان الحزب لن يصوت لحكومة يمين. ويشير محض الحزب الاشتراكي ثقة الناخبين مجدداً الى ان السويد تسير عكس موجة اليمين التي اجتاحت جارتيها الدنمارك والنروج، ما يعزز ثقة المهاجرين بالمجتمع السويدي خصوصاً ان حكومة الحزب الاشتراكي تعمل على مساعدتهم للاندماج في المجتمع وسوق العمل. ولكن يتوقع ان يشعر بعض الاجانب الذين يعملون على تأسيس مدارس حرة لجالياتهم بخيبة امل بسبب عودة حكومة اليسار لأنها تعطي الدعم الاكبر للمدارس الرسمية. أما بالنسبة الى سياسة السويد الشرق اوسطية فيتوقع المراقبون ان يخفف برشون دعمه القوي لاسرائيل خصوصاً ان الناخب السويدي الذي اعطى صوته لكتلة اليسار عبر مراراً عبر استطلاعات الرأي عن تعاطفه مع الشارع الفلسطيني. ولوحظ ابان حملة الانتخابات تغييراً في خطاب برشون الشرق اوسطي اذ انه انتقد ما ترتكبه الدولة العبرية من قتل وتدمير.