حذر معلقون عسكريون اسرائيليون بارزون الحكومة من الانجرار وراء"الاغراء"المتمثل بالوصول الى نهر الليطاني و"الغوص من جديد في الوحل"، متوقعين في الآن ذاته تصعيداً كبيراً في الحرب المتواصلة"أنذر به حديث الأمين العام لحزب الله الذي تأخذه الأوساط العسكرية على محمل الجد"، في حين رأت اوساط سياسية ان توسيع رقعة الاجتياح الإسرائيلي لجنوبلبنان حتى نهر الليطاني رهن بنجاح الجيش في"تنظيف"القرى اللبنانية المحاذية للحدود من مواقع"حزب الله"ومقاتليه. وكانت وسائل الإعلام العبرية أبرزت في عناوينها الرئيسية الخلاف بين وزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس الوزراء ايهود أولمرت حول توسيع العمليات البرية وقيام الأول بإصدار تعليماته لقيادة الجيش بالإعداد لتنفيذ اجتياح أوسع يصل الى الليطاني. وأفادت أن أولمرت وعدداً من وزرائه لا يعارضون مبدئياً توسيع التوغل، إلا أنهم يتساءلون كيف يمكن ذلك بينما الجيش ما زال يخوض معارك ضارية لتدمير القرى المحاذية للحدود ولم يحقق بعد هدف اقامة حزام أمني ضيق بعمق 6 الى 8 كيلومترات. يقول اولمرت:"لينهوا المرحلة الأولى من الاجتياح البري ثم نرى ماذا نفعل". ونفى وزير الإسكان مئير شيتريت أن يكون المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والعسكرية لمّح في اجتماعه الأخير إلى احتمال التوغل حتى الليطاني، وقال للإذاعة العبرية إن المجلس رفض كلاماً في هذا الاتجاه. وأضاف ان توسيع الاجتياح يستوجب قراراً للمجلس الوزاري الذي لم يتحدد موعد لالتئامه بعد. وزاد أنه سيعارض اقتراحاً من هذا القبيل،"فقد علقنا ذات مرة في الوحل هناك ومن غير المنطقي أن نكرر الخطأ". ودعا الى وقف النار مع تحقيق أهداف الحملة وعدم انتظار وصول القوات الدولية وقتاً طويلاً، اذ يمكن أن نسيطر على المنطقة المحاذية للحدود لوقت ما، إلى حين وصول هذه القوات". ووجه كبار المعلقين في الشؤون العسكرية تحذيرات من عواقب إعادة احتلال جنوبلبنان، وما قد يتكبده الجيش الاسرائيلي من خسائر بشرية للوصول الى الليطاني. وتحت عنوان"حذار من الغوص في الوحل"كتب زئيف شيف في"هآرتس"انه يحظر على الجيش الإسرائيلي الوقوع في المطب اياه للعام 1982 وما بعده وابقاء قواته في لبنان،"إذ سيستغل حزب الله هذا الوضع ليصعّد حرب العصابات ضد الجيش ويتسبب في خسائر بشرية فادحة من خلال ادعائه بأنه يقاتل من أجل طرد المحتل الإسرائيلي". وأضاف انه بين خياري إعادة السيطرة على جنوبلبنان أو الخروج منه حتى بثمن عودة"حزب الله"إليه، يجدر اعتماد الخيار الثاني"كي لا نغوص من جديد في الوحل اللبناني". وكتب عاموس هارئيل في"هآرتس"أيضاً أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات جمة في عملياته البرية، وأن ضباطاً كباراً في جيش الاحتياط يخشون اصابات فادحة في وحدات الاحتياط. وأضاف أن حصول مثل هذه الاصابات سيؤدي الى تصدع الجبهة الداخلية، لأن جنود الاحتياط هم ارباب عائلات ولهم أولاد فضلاً عن أنها ستؤدي الى هروب إسرائيل من الجنوب. وسخر المعلق العسكري اليكس فيشمان من الحديث عن توسيع العمليات البرية حتى الليطاني وكتب أن الجيش يحتاج الى أسبوعين لإحكام سيطرته على"الحزام الأمني الضيق"الذي يقيمه، ما يعني أنه بحاجة الى أضعاف هذا الوقت ل"تطهير المنطقة حتى الليطاني. وزاد أن المعارك الدائرة الآن تكلف الجيش ثمناً في الأرواح، مشككاً في ما إذا كان الجيش الاسرائيلي نجح في منع اطلاق حزب الله صواريخه التي يصوبها إلى شمال إسرائيل أو في الحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين من الصف الأول".