أكدت تعليقات المحللين الإسرائيليين في الشؤون العسكرية ان قادة المؤسسة الامنية لن يهدأ لهم بال قبل ان يحقق الجيش الإسرائيلي"انتصارا حاسما"في حربه على"حزب الله"، واصفين تمخض الحرب عن نتيجة عكسية"كارثية"للدولة العبرية. ولم يستبعد احد المعلقين ان تتدحرج الحرب المتواصلة الى ما أبعد من نهر الليطاني وتطال بيروت، مذكرا بسيناريو الحرب الاولى على لبنان عام 1982 عندما كان الحديث عن توغل حتى 40 كلم ينتهي خلال فترة قصيرة استمرت 18 عاماً ودمرت انحاء لبنان. وإلى جانب التطبيل المتواصل للمعلقين العسكريين وغيرهم لتوسيع الحرب، ضمّن بعضهم تحذيراته من"الخسائر الفادحة"المتوقعة في صفوف الجيش والتي لن يكون الرأي العام في إسرائيل قادرا على تحملها، فيما تساءل بعض آخر عما اذا كان الجيش واثقاً، من خلال توسيع اجتياحه البري، من تحقيق الاهداف التي اخفق في تحصيلها خلال شهر من الحرب. وتساءل زئيف شيف في"هآرتس"عن جدوى توسيع التوغل فيما الجيش فشل في اقامة"حزام امني"ضيق بمحاذاة الحدود. وكتب ان العدد الكبير من الجنود القتلى في معارك الايام الاخيرة ومواقع الاشتباكات تقود الى النتيجة بأن الشريط الحدودي الضيق في جنوبلبنان لم يتم احتلاله بعد وليس تحت سيطرة الجيش"على رغم انه يفترض ان تكون العملية العسكرية فيه استكملت منذ زمن". واشار المعلق الى كفاءات مقاتلي"حزب الله"واحابيله التي تحول دون تمكن الجيش من"تنظيف"القرى التي دخلها المقاتلون. ورأى انه في هذه المرحلة لن يتحقق الحل من خلال توغل جديد لأن عناصر حزب الله ستواصل، وراء ظهر الجنود الإسرائيليين قصف إسرائيل بالصواريخ وتعريض حياة الجنود المتوغلين الى الخطر،"وكل هذا يؤشر الى الصعوبات في ادارة المعارك في جنوبلبنان، وهي صعوبات لم يواجه الجيش مثلها من قبل". من جهته كتب عاموس هارئيل في الصحيفة ذاتها يقول ان سير المعارك يطرح علامات استفهام كثيرة على اداء الجيش ينبغي التمحيص فيها قبل توسيع الاجتياح، مشيرا اولا الى حقيقة ان الجيش الإسرائيلي لا يزال منذ اربعة اسابيع يحارب في القرى ذاتها ويتكبد خسائر فادحة ما يعني فشل الجيش في"تنظيف"هذه القرى من مقاتلي حزب الله"لا بل نجح هؤلاء في تدمير اكثر من عشرين دبابة ومدرعة بفعل نجاعة صواريخه المضادة للمدرعات". واشار هارئيل الى ان وزراء الحكومة المصغرة للشؤون الامنية الذين استمعوا الى التقارير الامنية شككوا هم ايضا في قدرات الجيش على"توفير البضاعة"وتحقيق اهداف الحرب حتى في عملية برية اوسع تعرض الكثيرين من جنوده الى الخطر. وزاد ان وجه رئيس الحكومة ايهود اولمرت بدا شاحبا عندما قدم له الضباط صورا عن الخسائر البشرية في معارك الأيام الأخيرة. وتوقع اليكس فيشمان في"يديعوت احرونوت"ان تتسم عملية التوغل الواسعة، في حال انطلقت، بالحذر والبطء. وكتب: لسنا بصدد الحديث عن عملية سريعة تنتهي الى ضربة قاضية... نحن امام مشهد نهاية طويل وصعب ومكلف.