أكد كبار معلقي الصحف العبرية أمس، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت في حاجة ماسة الى"صورة انتصار"على"حزب الله"، لتسويق هزيمة اسرائيل أمام الحزب"انتصاراً"، تمهيداً لمساءلة أكيدة من جانب الاسرائيليين بعد انتهاء الحرب حول جدواها والاخفاقات فيها، وقبل تراشق اتهامات بين المؤسستين السياسية والعسكرية في شأن المسؤولية عن الفشل في هزم"حزب الله"خلال حرب طويلة. واتفق المعلقون على أنه على رغم الخطاب المتشدد لرئيس الوزراء أول من أمس وإعلانه مواصلة الحرب، إلا أن الاعتقاد السائد لدى أقطاب الحكومة وقادة الجيش هو أن الحرب - المباراة"دخلت وقت التمديد من أجل الحسم"وأن المطلوب من توسيع رقعة الاجتياح البري لجنوب لبنان توفير"إنجاز"ملموس يتيح لإسرائيل تحقيق"أفضل تسوية ممكنة". أما الانجاز، فتسعى إسرائيل الى أن يكون"مصوراً ومقنعاً"تساهم في تضخيمه وسائل الاعلام العبرية المجندة كلها، الى جانب المؤسسة العسكرية. وكشف معلقان في صحيفة"هآرتس"ان ضباطاً كباراً توجهوا أمس الى المسؤولين عن الاعلام العبري بطلب"التحلي بالمسؤولية وعرض الانجازات على الجمهور الاسرائيلي". وقد تجاوب الاعلام مع الطلب لكنه لم يقدم صوراً ليست متوافرة، كما يبدو. وكتب المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن أن أولمرت يريد من"صورة الانتصار"أن تُبدد شعور الاسرائيليين والعالم بأن اسرائيل"فوتت فرصة تحقيق الانتصار". لكن المعلق شكك في احتمال التقاط صورة كتلك التي خلّدت احتلال فرقة المظليين المسجد الأقصى والبراق أو التي رافقت العسكري أرييل شارون في حرب العام 1973. وأضاف متهكماً أن أقصى ما قد يحققه أولمرت هو صورة لجنود القوات الدولية على الحدود مع لبنان،"من كان يفكر عند إندلاع الحرب أن يكون هذا نشر القوات الهدف منها". وختم قائلاً إن الجيش الاسرائيلي سيحاول الآن"تعزيز صورة الردع الاسرائيلية وقطف انجاز أخير"، لكن بن ومعلقين آخرين رأوا أنه مهما يبلغ حجم هذا الانجاز، فإن هيبة الردع الاسرائيلية ضُربت وأنه في أحسن الأحوال قد يستعاد بعضها. ويشغل المساس بهيبة الردع أو بكلمات أبسط ب"كرامة الجيش"الاسرائيليين، سياسيين وإعلاميين، أكثر من أي مسألة أخرى، ما حدا بمعلقين عسكريين بارزين الى الشروع في تلخيص الحرب قبل انتهائها. ورأى زئيف شيف في"هآرتس"أن"الادارة الاستراتيجية للحرب فاشلة حتى الآن"، الأمر الذي انعكس في فشل الجيش في وقف حرب الاستنزاف التي يديرها"حزب الله"ضد سكان اسرائيل، وفي التصدي للصواريخ قريبة المدى التي انهمرت على اسرائيل. كما اعتبر أن"القوات البرية فشلت في تنظيف الحزام الضيق المحاذي للحدود مع اسرائيل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء الحرب". وتابع أن الثمن الذي دفعه"حزب الله""ليس كافياً"، لافتاً الى أن الحرب لم تنته بضربة سريعة كما توقع كثيرون ومن ضمنهم عرب. وختم مقالته بالقول إن اسرائيل فشلت في تقديم"أوراق عسكرية"الى واشنطن، ما دفع الأخيرة الى الضغط على تل أبيب"لتغيير الاتجاه". وفي السياق ذاته، كتب أمير أورن في الصحيفة ذاتها أن الرئيس الأميركي جورج بوش لم يتصور أن"الجيش الاسرائيلي الهائل القوة والذكاء والاحابيل والمزود بعتاد أميركي"، سيظهر أداؤه على الارض هكذا، موضحاً أن بوش"طلب بولدوغ كلب شرس، فجاءه جرو أو كلب صيد". وتابع أن ما حصل للجيش في حربه الحالية"هو إحدى القصص الغامضة والمحزنة في تاريخ اسرائيل... على الورق وفي التدريبات، كان الوضع مطمئناً، لكن على الأرض تلاشى كل شيء، تماماً مثلما حصل لمنتخب البرازيل في المونديال". وختم أن"أجواء الانقباض والغم التي تعم الاسرائيليين والى حد بعيد الجيش، هي رد طبيعي ومبرر، جزئياً على شعور الانتشاء بالنجاحات في الأيام الأولى". وكتب عاموس هارئيل وآفي سخاروف أنه"عندما ستهدأ العاصفة، سيضطر الجيش الى محاسبة نفس جدية وقد يرمي بكرة الفشل الى ملعب الحكومة التي سترد باتهام القيادة العسكرية بالعجز عن توفير البضاعة".