سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولمرت قلق من تصدع الإجماع الاسرائيلي ويعتبر صمود "الجبهة الداخلية" بارومتر الحرب . معلقون : الحبل الأميركي لمواصلة الحرب قد يلتف حول عنق اسرائيل ويكبدها خسائر بشرية فادحة
مع دخول الحرب الاسرائيلية على لبنان اسبوعها الثالث، دفع اتساع رقعة تصدع الاجماع الصهيوني وارتفاع حدة الانتقادات للقيادتين السياسية والعسكرية برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى التوجه الى الأحزاب الصهيونية كافة بطلب دعم العمليات العسكرية والكف عن الانتقاد،"فيما الحرب دائرة"والحرص على"ظهورنا موحدين"أمام الرأي العام الاسرائيلي لأنه هو الذي يقرر أمد هذه الحرب. وستعقد الحكومة الامنية المصغرة اجتماعاً اليوم للبحث في مسار العمليات العسكرية في لبنان. وجاءت أقوال اولمرت هذه في اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس تلقى خلاله خبر سقوط عدد كبير من الجنود قتلى في المعارك في بنت جبيل، وفي خضم جدل اسرائيلي آخذ في الاتساع حول عجز الجيش الاسرائيلي"الذي لا يقهر"عن تحقيق شيء ملموس في حربه وتعبير إعلاميين بارزين عن قناعتهم بأن حصيلة الاسبوعين الماضيين كانت الفشل. وألقى خبر وقوع عدد كبير من الجنود قتلى في بنت جبيل بظلال ثقيلة على اجتماع اللجنة، كما أفادت وسائل الاعلام العبرية، فقال اولمرت:"عرفنا منذ البداية اننا ذاهبون الى مواجهة صعبة. علينا العمل من أجل تقليص خطر التهديد الصاروخي لاسرائيل بل إزالته. اتخذنا قراراً صائباً وبالتأني والحذر اللازمين. توقعنا وضعاً صعباً في الجبهة الداخلية. ادركنا ان الأمر ليس سهلاً وأنه مؤلم وسنضطر الى دفع ثمن، لكن لم يكن أمامنا مفر... ويحظر ان ندخل في حال من الهلع". وقال اولمرت ايضاً ان"الحزام الأمني"جنوبلبنان سيكون بعمق كيلومترين و"هذا الحزام يجب أن يكون نظيفاً من عناصر حزب الله". وأضاف اولمرت ان اسرائيل لم تفاجأ بحجم وقوة مقاومة رجال حزب الله، كما يحصل في بنت جبيل، محذراً من ان الوضع قد يستفحل أكثر"لكننا ما زلنا نصر على تفكيك حزب الله ولسنا مستعدين للقبول بتسوية تنتهي الى عودة صواريخ الكاتيوشا الى الشمال. هذا هو الوقت لممارسة كل القوة". وطلب اولمرت من اعضاء اللجنة دعم عمليات الجيش وعدم انتقادها في هذه الساعة، وقال ان"الجبهة الداخلية"هي التي ستحدد أمد الحرب و"للنواب دور مهم في رفع المعنويات من خلال الظهور موحدين، خصوصاً اننا بصدد فترة امتحان". وكرر اولمرت رفضه اجراء مفاوضات لتبادل الأسرى وادعى انه في حال قررت اسرائيل في المستقبل اطلاق سراح أسرى أمنيين، فإن ذلك سيتم من خلال التحاور مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن بهدف تعزيز مكانته في الرأي العام الفلسطيني"لكن الوقت لم ينضج بعد للإفراج عن أسرى". وفسر نواب هذه الأقوال بأن اولمرت يريد الفصل بين اختطاف الجنود ومسألة الأسرى ليتفادى اتهامه بالخنوع لشروط"حماس"و"حزب الله". وختم اولمرت كلامه بالاشارة الى الدعم الدولي"غير المسبوق منذ 30 عاماً"للحرب الاسرائيلية ليحض من خلاله ممثلي الأحزاب الاسرائيلية على تقديم دعم مماثل لاقاه فعلاً من أقطاب المعارضة اليمينية الذين طالبوه بتوسيع رقعة الاجتياح البري للبنان، فيما قال النائب اليساري ران كوهين ميرتس لرئيس حكومته انه يقود اسرائيل الى غرق نازف في جنوبلبنان"بالضبط كما يريد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. انه يجرك تماماً كما فعل حين حدد موعد ونوعية الاستفزاز. يجرك ويجر الجيش الى العمق لمواجهات عسكرية سندفع ثمنها بدماء كثيرة". وقال مسؤول برلماني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قال امس انه يأمل في انهاء حرب اسرائيل على حزب الله بأسرع ما يمكن بمجرد تحقيق الاهداف المتوخاة منها. ونسب المسؤول البرلماني الى أولمرت قوله:"نريد أن نوقف العملية بأسرع ما يمكن.. ولكن لن ننهيها قبل أن نحقق النتائج التي تبرر الثمن الذي دفعناه والذي يحول دون أن ندفع ثمنا لا يمكننا تحمله". وخرج عدد من المعلقين البارزين في الإعلام العبري بتحذيرات مماثلة من عواقب مواصلة الحرب ابرزها ما كتبه المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن، معلقاً على الضوء الأخضر الأميركي لمواصلة العدوان الذي حملته معها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى تل ابيب، وكتب ان"الادارة الاميركية منحت اسرائيل حبلاً طويلاً من الوقت لإتمام عمليتها العسكرية ورفضت الاقتراحات لوقف النار فوراً، لكن السؤال هو هل تعلق تشنق اسرائيل نفسها بمساعدة هذا الحبل الأميركي وتنجر لعمل بري كبير فادح الخسائر، بدلاً من أن تعلن عن إكمال العملية وتنتظر تسوية سياسية". وجاء كلام المعلق هذا قبل الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الاسرائيلي في بنت جبيل ووسط تعزز القناعة بأن عدد القتلى الجنود في المعارك البرية سيحسم موقف اسرائيل من استمرار الحرب من عدمه. وكرر بن انتقاده لعملية اتخاذ الحكومة قرارها بشن الحرب"قرار اتخذته بسرعة قياسية"ثم قرارات أخرى، قصف مقر قيادة"حزب الله"والاجتياح البري"من دون دراسة معمقة أو اطلاع الجمهور عليها". وأضاف أن أهداف الحرب لم تكن واضحة، لذا تم تبديلها خلال سير المعارك. ونصح بن المستوى السياسي بعدم التسرع بالادعاء بأن الحرب استعادت القدرات الردعية لإسرائيل، وتساءل كيف يمكن قول ذلك"حيال عجزنا عن دحر تنظيم عديده بضعة آلاف... والأجدر أن نجري تقويمات حول تأثير الحرب على ميزان الردع مع انتهائها". ورأى الخبير الاستراتيجي زئيف شيف أن حرب الاستنزاف التي يشنها"حزب الله"ضد إسرائيل لا تتوقف ولم تتراجع وأنه على رغم"الضربات الشديدة، الجوية والبرية"لم تلحق إسرائيل"أي أذى جدي"بقدرات الحزب القتالية ولم تفقده روح القتال و"رجاله يقاتلون ولا يهربون". وأضاف أنه"من دون قتل مئات من مقاتلي حزب الله، فإن الانجاز الإسرائيلي سيكون جزئياً". واشار شيف الى عدم احراز أي تقدم سياسي من شأنه أن يقود الى وقف النار في لبنان، واختتم محذراً:"الطموح الآن هو الوصول الى وضع يختلف عما كان شمال إسرائيل قبل الحرب، مثلما قالت رايس، لكن هنا ينبغي الحذر الشديد من أن يفاجئ حزب الله إسرائيل ويكبدها خسائر فادحة". واختار المعلق العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل بأن يفتتح تلخيصه بتحذير وزير الدفاع السابق موشيه ارنز من"نتائج الحرب الكارثية"على إسرائيل إذا استمرت على النحو الذي هي عليه حتى الآن. وتناول هارئيل سلسلة الاخفاقات التي مني بها الجيش ضرب البارجة، معارك مارون الراس، تحطم ثلاث مروحيات عسكرية ليقول مستنتجاً إن"حزب الله لم يذلّنا فحسب، إنما انتصر علينا".