لن تنجح إدارة بوش في إنهاء فصول البرنامج النووي الإيراني أو الكوري الشمالي إلا بعد حسم ترددها بين السعي الى تغيير النظام بإيران وكوريا الشمالية وبين حمل هذين النظامين على العدول عن امتلاك سلاح نووي. واتفاق الإدارة الأميركية، في 2003، مع الزعيم الليبي، معمر القذافي، خير دليل على وجوب عزوفها عن إطاحة النظامين الإيراني والكوري الشمالي. والحق ان مساعدي بوش يزعمون ان الرئيس القذافي خاف من حرب اميركا على العراق، فسارع الى الاتصال بالأميركيين، ورجاهم مساعدته على التخلص من المواد النووية. ولكن الحقيقة هي ان ليبيا عدلت عن خروجها على القوانين الدولية لقاء ضمانات سياسة الولاياتالمتحدة الواضحة. فأميركا تعهدت ألا تطيح نظام القذافي. وعلى رغم اسهامها في سعي الديبلوماسية الأوروبية الى حل الأزمة النووية الإيرانية، واصلت الإدارة الأميركية سعيها الى الإطاحة بالنظام الإيراني. ولا شك في ان النظامين، الإيراني والكوري الشمالي، يقودان بلادهما الى الهاوية. وشأن هذين النظامين شأن الاتحاد السوفياتي السابق. وأفضت مهادنة اميركا موسكو، وانتهاجها سياسة ردع نووية، وإبقاء ابواب سفارتها مفتوحة في موسكو، الى انهيار الاتحاد السوفياتي على وقع الاستياء الشعبي. وعلى إدارة بوش السير على خطى ادارة ريغان، ومفاوضة كوريا الشمالية وإيران. فحصار كوبا خمسة عقود لم يطح فيديل كاسترو ولم يخلفه. عن توماس فريدمان، "نيويورك تايمز" الأميركية، 4\8\2006