أحدثت احتجاجات الشوارع التي قادها المرشح اليساري لانتخابات الرئاسة في المكسيك، حالاً من الفوضى في العاصمة مكسيكو سيتي لليوم الثاني على التوالي أمس، ما أثار مخاوف من معركة طويلة وكريهة بدرجة متزايدة في شأن مزاعم بالتلاعب في الأصوات. والتظاهرات الحاشدة التي دعا إليها أندرس مانويل لوبيز أوبرا دور للاحتجاج على التلاعب المزعوم في الأصوات وهزيمته بفارق ضئيل أمام منافسه المحافظ فيليب كالديرون، حوّلت المنطقة التجارية في العاصمة إلى معسكر. وطلب المرشح اليساري من مؤيديه البقاء مسالمين مع إبقاء معسكرات الاحتجاج مستمرة. وقال في ميدان زوكالو حيث احتشد مئات الأشخاص ليل أول من أمس:"لسنا هنا لأننا نريد أن نكون هنا وإنما لأننا نحتاج هنا إلى ديموقراطية". وأضاف:"إنني اطلب منكم أن تستمروا. لقد بدأنا منذ يومين فقط وأنا اطلب منكم بذل الجهد والتضحية بالتواجد في المعسكرات ليلاً ونهاراً". وقال مراقبون من الاتحاد الأوروبي انهم لم يعثروا على أدلة على تلاعب في الانتخابات التي أجريت في الثاني من تموز يوليو الماضي، لكن تاريخ المكسيك الطويل بوجود مخالفات في التصويت، ترك كثيراً من اليساريين تراودهم الشكوك. ويقول لوبيز أوبرا دور إن لديه أدلة على انه تم التلاعب في التصويت. وقدم 231 طعناً لدى أعلى محكمة انتخابات في المكسيك ويريد إعادة فرز الأصوات بالكامل. وأمام المحكمة حتى 31 آب أغسطس الجاري، لتصدر حكمها في هذه القضايا مما يعني أن احتجاجات الشوارع يمكن أن تمتد مدة شهر على الأقل. ويصر كالديرون على انه فاز في انتخابات نظيفة ويرفض إعادة فرز الأصوات. وقال كالديرون:"المكسيكيون يعرفون أن انتخابات الثاني من تموز كانت نظيفة وديموقراطية. غير أن هناك من يريدون أن يحاولوا الحصول في الشارع على ما لم يتمكنوا من الحصول عليه في صندوق الاقتراع".