سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقى وزيراً من الحزب ووعد بخطوات لرفع الحصار وبري أبلغه رفضه التوسط لإطلاق الأسيرين الإسرائيليين . أنان في بيروت : "حزب الله" قادر على تفعيل دوره بلا سلاح والجميع خسروا الحرب ولا بد من منطقة عازلة جنوباً
بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان جولته الاقليمية في بيروت أمس، في اطار مهمته الصعبة لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتثبيت الهدنة القائمة من أجل الانتقال الى المرحلة الثانية التي ينص عليها، وتقضي بوقف دائم للنار ووضع تصور لمجموعة من الخطوات الامنية والسياسية الآيلة الى حل دائم للوضع في جنوبلبنان وبين لبنان واسرائيل. على ان يضع في نهاية الجولة تقريراً يقدمه الى مجلس الامن. وسيقترح فيه طبيعة هذه الخطوات وتسلسلها الزمني، بعد مشاورات واسعة سيجريها في جولته التي ستشمل ايضاً اسرائيل والاردن وسورية ومصر والسعودية وقطر وايران وتركيا. راجع ص2و3و4 ودعا أنان بعد اجتماعه مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، وأحد قياديي"حزب الله"وزير الطاقة محمد فنيش، اسرائيل الى رفع الحصار عن لبنان في شكل عاجل وطالب"حزب الله"بإطلاق الجنديين الاسرائيليين الأسيرين، مقترحاً تسليمهما الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر او للحكومة اللبنانية. وزاد:"أنا واثق بأننا سنتوصل الى إطلاق سراحهما"، وشدد على الحاجة الى اطلاق السجناء اللبنانيين، مبدياً استعداد الأممالمتحدة للعب دور في هذا المجال. وعقد أنان مؤتمراً صحافياً مع السنيورة، أكد فيه انه سيثير موضوع الحصار في محادثاته مع المسؤولين في إسرائيل التي يصل اليها غداً، بعد زيارة سيقوم بها للجنوب. وتابع ان لا خطة لدى"يونيفيل"للانتشار على الحدود اللبنانية ? السورية، وأن ليس هناك تفويض بذلك. ومما أعلنه:"ليست مطروحة الإجابة عن سؤال مَن خسر أو من ربح في الحرب، الجميع خاسرون، وما حصل في لبنان يجب أن يوقظ العالم ونحتاج الآن للتركيز على المستقبل وعلى سلام دائم في المنطقة، والمطلوب النظر في جذور الأشياء وإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وان نتعظ مما حصل في الأسابيع الماضية لئلا يتكرر في الأسابيع أو الأشهر المقبلة". وشدد أنان على قيام منطقة منزوعة السلاح في الجنوب، وعلى تطبيق اتفاق الطائف والحفاظ على الوحدة الداخلية. وزار الأمين العام للأمم المتحدة ضاحية بيروتالجنوبية يرافقه السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وجالوا مشياً برفقة النائب علي عمار من"حزب الله"وعدد من قادة الحزب في شارع السيد عباس الموسوي في حارة حريك، حيث اطلع المسؤول الدولي على الدمار في المنطقة. واستقبل أنان ومرافقيه أهالي المنطقة ومناصرون للحزب الذي أحاط رجال الانضباط التابعون له بالوفد الزائر. وحمل المناصرون صوراً للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وأعلام الحزب وهتفوا:"الله ونصر الله والضاحية كلها". ودانوا المجازر التي ارتكبتها اسرائيل وصمت المجتمع الدولي وطالبوا برفع الحصار الاسرائيلي ووقف انتهاكات السيادة اللبنانية. كما زار أنان ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، يرافقه السنيورة وصلوخ وزعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري الذي عاد فالتقاه في مقر اقامته مساء. وأعلن الحريري بعد لقائه انان انه ناقش معه كيفية تطبيق القرار 1701 وكان انجازاً كبيراً عندما استطاعت الدولة اللبنانية ان توقف الحرب وتضغط على الدول الكبرى. ورد الحريري على مطالبة كل من نصرالله وزعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون بتغيير الحكومة بالقول:"لا تغيير حكومياً، ان هذه الحكومة هي التي أوقفت الحرب وهذه الحكومة هي التي ستخرج اسرائيل من الاراضي اللبنانية، وهي التي استطاعت تغيير قرار مجلس الأمن بحيث تضمن القرار 1701 النقاط السبع اللبنانية، وهي مستمرة في مهماتها لأنها هي الحكومة التي قاومت اسرائيل وهي التي ستخرج العدو من الاراضي اللبنانية، وهي التي ستعيد اعمار كل منزل تهدم... وهي التي ستعيد الاقتصاد الوطني على ما كان عليه". وأضاف:"هذه الحكومة وعلى رأسها الرئيس فؤاد السنيورة الذي حاول خلال ايام طوال ايقاف الحرب، وكنا نحن جميعاً الى جانبه لا نرى أي سبب لتغييرها والرئيس السنيورة أثبت انه فعلاً رجل دولة". وكان أنان اختلى ببري ربع ساعة بعد اجتماع موسع، كما اختلى بالسنيورة بعيد وصوله واجتمع معه ثانية في حضور اعضاء مجلس الوزراء جميعاً باستثناء اثنين بداعي السفر. وبعد هذا الاجتماع اختلى أنان بالوزير فنيش. ثم اجتمعا الى عشاء عمل ليلاً، في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقادة عسكريين، لبحث مسألة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وقوات"يونيفيل"التي تردد ان طلائعها ستصل هذا الاسبوع. وقال السنيورة انه يتوقع خيراً من المحادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، وان الحصار سيرفع، موضحاً انه ناقش مع أنان وصول القوات الدولية والانسحاب الاسرائيلي. وقال مصدر وزاري ل"الحياة"ان الأولويات التي طرحها الجانب اللبناني والتي تتقدم على موضوع تبادل الأسرى، هي المتعلقة برفع الحصار الاسرائيلي الذي وعد أنان بخطوات في شأنه، متسلحاً بموقف أوروبي داعم لرفعه وبحلحلة نسبية في الموقف الأميركي حياله، إضافة الى وقف الخروق الاسرائيلية واستعجال مجيء القوات الدولية وضمان الانسحاب الاسرائيلي. بري يرفض التوسط الى ذلك، قالت مصادر مطلعة أن أنان تطرق في محادثاته مع بري الى مسألة تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله"، واستوضح منه عما آلت اليه الاتصالات لتحريكها، لكن بري اكد له انه على موقفه الذي اعلنه فور ارتكاب اسرائيل مجزرة قانا، وفحواه ان لا علاقة له بملف التبادل وان الشروط تبدلت. ونقلت المصادر عن بري قوله ان وزراء أوروبيين زاروه أثناء الحرب وسألوه عن تبادل الأسرى، وأبدوا استعدادهم للقيام بدور الوسيط بينه بالنيابة عن"حزب الله"بعدما فوّض اليه نصر الله التفاوض باسمه"وكان جوابي انني اعتذرت عن عدم القيام بالمهمة". وتابع بري:"كنت قمت بمبادرة من اجل التبادل وجاء الرد الفوري من خلال مشروع القرار الأول للولايات المتحدة وفرنسا الذي دعا الى اطلاق الأسيرين الاسرائيليين من دون شروط، اضافة الى رد آخر جاءني من خلال المجزرة التي استهدفت بلدة قانا". ولفت بري، كما تضيف المصادر، الى انه طرح مبادرته لتبادل الأسرى لكسر الحلقة المفرغة وإيجاد بصيص أمل لوقف العدوان الاسرائيلي،"ما زلت على الموقف نفسه ولا استطيع العودة عنه، لأنني لست في وارد التفريط بصدقيتي لا سيما ان الامور تغيرت". ولكن أنان خاطب بري قائلاً:"السيد نصر الله كما علمت فوضك مجدداً وهذا ما اعلنه في المقابلة التلفزيونية الاخيرة"أول من امس، فرد رئيس المجلس النيابي:"اشكر للسيد نصر الله ثقته لكنني أوفدت له أحد المقربين لأؤكد له انني ما زلت على موقفي. اعتقد بأن الامور هدأت الآن، ويمكن الحكومة القيام بدور فاعل عبر طرف ثالث بين"حزب الله"واسرائيل، خصوصاً ان الحزب ممثل في الحكومة، وفي امكان هؤلاء تقديم المساعدة". أنان ?"حزب الله" وخلال اجتماعه مع الوزير فنيش أكد انان ان لا تفويض ل"يونيفيل"بجمع سلاح"حزب الله"، وأن ليس من مهماتها ايضاً الانتشار على الحدود اللبنانية - السورية. وعلمت"الحياة"ان أنان أبلغ فنيش ان الحزب قوي ما يكفي للعب دور فاعل في الحياة السياسية اللبنانية لما لديه من تمثيل نيابي ووزاري وهو قادر على تفعيل دوره ولا اعتقد بأنه في حاجة الى السلاح اذا عولجت الأسباب الدافعة الى حمله، مشدداً على ان موضوع مزارع شبعا سيكون محل اهتمامه الشخصي واهتمام مجلس الامن، وانه سيقدم اقتراحات عملية لإيجاد حل حولها. ورد فنيش، بحسب معلومات"الحياة":"كلامك عن مجلس الامن في أمسّ الحاجة الآن الى إثباتات ليستعيد صدقيته التي فقدها أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان فدوره كان معطلاً وأفسح في المجال امام اسرائيل لتواصل تدميرها للبنان". وتمنى فينش على أنان ان"يضبط"بعض مندوبيه الى المنطقة. وسأله الأمين العام مَن يقصد بكلامه فأجابه:"أقصد موفده لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي أدلى بمواقف حاول ان يبرر فيها العدوان على لبنان، وان يثير مسألة سلاح"حزب الله"بخلاف موقفك انت". وذكّره فنيش بما دار في اجتماعه الأول مع نصر الله العام 2000، بعد تحرير الجنوب، إذ ركز على"إطلاق الأسرى وتسليم خرائط الألغام الاسرائيلية في الجنوب وانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا". وتطرق أنان مع فنيش الى تبادل الأسرى، ونقل عن الاخير قوله انه"كان يفترض ان يتابع هذا الموضوع الرئيس بري، لكن حصل التباس بعد مشروع القرار الاميركي ? الفرنسي قبل تعديله لأنه حمل صيغة تهديد باطلاق الأسيرين الاسرائيليين من دون شروط، وهذا ما دفع برئيس المجلس الى إعلان عدم رغبته في التفاوض". وتابع فنيش:"الحزب سيرى ما اذا كان بري مستعداً للعودة عن قراره، وعندها سيُحصر التفاوض به وأنا لست مخولاً الحديث بالمسألة". ثم أثار فنيش قضية استمرار الخروق الاسرائيلية والاعتداءات ضد المدنيين إضافة الى الإنزال الاسرائيلي في بلدة بوداي البقاعية بعد وقف الاعمال العدائية، مؤكداً ان"هذا لا يساعد على الاستقرار وأنتم كأمم متحدة معنيون بوضع حدٍ للاستفزازات الاسرائيلية". وامتدح أنان"حزب الله"على سياسة التهدئة التي يمارسها في الجنوب، من خلال ضبط النفس وعدم الانجرار الى الرد، والتزامه القرار 1701 وتعاونه مع الجيش اللبناني و"يونيفيل". لجنة تحقيق اسرائيلية وفي حيفا، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مساء امس تشكيل"لجنة تحقيق عامة"في شأن"الثغرات واوجه القصور في حرب لبنان"وفضل ان تكون"لجنتي تحقيق"الاولى برئاسة رئيس هيئة الاركان السابق امنون شاحك وتتولى التدقيق في المستوى العسكري والثانية برئاسة رئيس الموساد السابق ناحوم ادموني لتحقق في المستوى السياسي.. وقال:"لن اسمح بالتحقيق مع الجيش لمحاكمته او جلده". واعتبر، في خطاب القاه في حيفا، القرار الدولي 1701 احد"اهم انجازات اسرائيل في الحلبة الدولية". وقال"في حال تنفيذه سيكون وضعنا على الحدود الشمالية افضل بكثير من الوضع قبل 12 تموز يوليو الماضي خصوصاً مع نشر الجيش اللبناني وقوات"يونيفيل"المعززة". واشار اولمرت الى ان"ثمة املاً بالتوصل الى تسوية في لبنان تزيل التهديد الفوري على اسرائيل. وقال:"نعرف اننا لم نُعد الجنديين المخطوفين الى ذويهما، لكن الحكومة، وانا على رأسها، لن تُذخر جهداً لنصل اليهما ونعيدهما... انني التزم ذلك، ربما ليس بالسرعة التي اردناها لكنهما سيعودان".