أكد رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الذي انهى ليل امس زيارة لبيروت استمرت 24 ساعة، والتقى خلالها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونظيره اللبناني فؤاد السنيورة ان"الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية بأكملها على استعداد للقيام بجهود مشتركة للمساعدة في استقرار لبنان والمنطقة"، مشيراً الى ان"استقرار لبنان هو الأمر الأساسي للتوصل الى استقرار المنطقة بأكملها". راجع ص6 و7 موقف برودي جاء في مؤتمر صحافي عقده مع السنيورة في نهاية المحادثات شارك فيها عن الجانب اللبناني نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر ووزير الخارجية فوزي صلوخ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وتوافق السنيورة وبرودي على ضرورة القيام بشيء ما بخصوص مزارع شبعا، في اشارة مباشرة الى ما سيقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من اقتراحات في هذا الشأن في تقريره الى مجلس الأمن في 19 الشهر الجاري، عن سير تطبيق القرار الدولي 1701، وفي ضوء التوقعات اللبنانية بأنها ستشكل أول خطوة دولية جدّية على طريق التأسيس لتثبيت الهوية اللبنانية لمزارع شبعا المحتلة. كما توافقا على ضرورة تثبيت وقف النار في الجنوب، بامتناع اسرائيل عن مواصلة خرقها الأجواء اللبنانية التي يمكن ان تمهد للاستقرار فيه، خصوصاً ان الخروق الاسرائيلية تتعارض مع وقف العمليات العدائية. وفيما لم يتحدث برودي بالتفصيل عما قصده من كلامه عن ضرورة القيام بشيء ما بخصوص مزارع شبعا، علمت"الحياة"ان الاتحاد الأوروبي بات على قناعة بضرورة ايجاد حل نهائي لمشكلة المزارع، وانه يتفهم وجهة النظر اللبنانية بهذا الصدد. وتفيد المعلومات ان برودي أشار في محادثاته مع الجانب اللبناني الى فرصة لإيجاد حل نهائي للمزارع، من دون ان يسقط من حسابه امكان التزامن بين تثبيت هويتها اللبنانية وإعادتها تدريجاً الى السلطة اللبنانية، عبر نشر القوات الدولية فيها، شرط انسحاب اسرائيل منها، وبين التوصل الى حلّ لسلاح"حزب الله"باعتبار ان عودة المزارع الى سيادة الدولة تسقط الذرائع من وراء بقاء السلاح. وإذ شدد برودي الذي ستتولى بلاده قيادة قوات"يونيفيل"في الجنوب مطلع العام المقبل، على ضرورة احترام الجميع القرار 1701، وليس فقط اسرائيل، رأى ان"وقت العلاقات الثنائية والحمايات الثنائية انتهى، انه أوسع التزام للمجتمع الدولي لأننا نريد ان نفتح فصلاً جديداً ولا نعود دائماً الى العلاقات القديمة". وفهم من كلام برودي ان المحادثات المغلقة تطرقت الى علاقات سورية بالمجتمع الدولي، تحديداً الاتحاد الأوروبي، اضافة الى علاقة دمشق ببيروت. وفي هذا السياق، علمت"الحياة"ان برودي أكد ان الفرصة ما زالت مواتية أمام سورية لإعادة تصحيح علاقتها بالمجتمع الدولي، ومن خلاله لبنان. وقال:"الباب لم يقفل كلياً في وجه سورية تحديداً من دول الاتحاد الأوروبي، لكن عليها ان تثبت في تعاطيها مع لبنان، وهو موضع اختبار جدّي لها، انها حريصة على سيادته واستقلاله واستقراره الداخلي، بالتالي تبدي كل تعاون لتطبيق القرار 1701 بما في ذلك ضبط حدودها مع لبنان، وتشديد الرقابة على كل المعابر لمنع تهريب السلاح، وكنا أبدينا كل استعداد لتقديم المساعدات الفنية والتقنية التي هي في حاجة اليها في هذا الشأن". وكان برودي تطرق مع السنيورة وبري الى ملف الأسرى، مع ان الجميع أقروا بأن هذا الملف هو الآن بيد أنان الذي باشر تحرّكه من أجل التوصل الى اتفاق لاقفال ملف تبادل الأسرى بين"حزب الله"واسرائيل. بري: الامور الى أحسن الى ذلك، كان لافتاً ما أعلنه بري بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي من أن"العلاقات بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ليست في الجو الذي يحاولون إشاعته. العلاقات متواصلة بين الإخوة في حزب الله والإخوة في"تيار المستقبل"، والأمور تسير من حسن الى أحسن، وليس من سيئ الى أحسن، بالتالي لا مجال للتفسيرات". وقال بري:"تلاحظون كيف ان اللهجة حتى الإعلامية بدأت تخف وصولاً الى عيد الفطر، وإن شاء الله تكون هناك عيدية".