سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تتفادى التعليق على تدشين مشاريع إيرانية جديدة وبيريز يرى العالم معنياً بخطرها . طهران تؤكد مواصلة إنتاج الوقود النووي وتجدد دعوتها الغرب الى التفاوض لحل الأزمة
دعت طهران الدول الكبرى مجدداً الى مفاوضات حول برنامجها النووي، متجاهلة المهلة التي حددها مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم. كذلك قال رئيس المفاوضين النوويين في إيران علي لاريجاني ان بلاده ستمضي قدماً في إنتاج الوقود النووي على رغم تصاعد الضغوط الدولية عليها. وعلق البيت الأبيض بتحفظ على تدشين إيران مصنعاً للمياه الثقيلة أول من أمس، موضحاً ان الولاياتالمتحدة تجري مشاورات مع شركائها حول الخطوة المقبلة. وقالت مساعدة الناطق باسم البيت الأبيض دانا بيرينو:"ندرس الرد الإيراني ونشاور شركاءنا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول التدابير المقبلة التي يتعين اتخاذها"، وذلك في إشارة الى رد إيران على عرض الدول الست الكبرى لإقناع طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأضافت بيرينو في تصريح في كينيبانكبورت في ولاية مين شمال شرق حيث يمضي الرئيس الأميركي جورج بوش بضعة أيام مع عائلته:"لدينا الهدف نفسه الذي يقضي بمنع ايران من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية". الى ذلك، اعتبرت إسرائيل إعلان إيران تدشين مصنع لانتاج البلوتونيوم يعمل بالمياه الثقيلة في مدينة اراك،"مساراً اضافياً في طريق امتلاكها قدرات نووية". وفي محاولة من النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز حشد تأييد دولي للمطلب الإسرائيلي منع طهران من بلوغ قدرات نووية في كل الأحوال، لجأ الى ترويع العالم من ان الخطر من قدرات كهذه لا يحدق بإسرائيل وحدها فقط بل بالعالم أجمع من خلال الادعاء بأن إيران قد تزود"منظمات إرهابية"في أرجاء العالم بتقنية نووية"ما سيؤدي حتما الى تعاظم الإرهاب العالمي والمس في شكل خطير بقدرة دول العالم الحر على توفير الأمن لمواطنيها". وكان بيريز يتحدث في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية أمس. وأضاف ان تجاهل ايران المؤسسات والهيئات الشرعية الدولية وفي مقدمها مجلس الأمن"يضع مكانة هذه الهيئات وصلاحياتها ومصيرها على المحك". وتابع ان إيران تحاول بسط هيمنة دينية متطرفة في كل مكان في العالم، معتبراً"وجود سلاح نووي بيد قيادة إيرانية غير مسؤولة خطراً حقيقياً ووجودياً على السلام العالمي كله". الموقف الإيراني وأعلنت إيران رفضها لوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وجاء ذلك على لسان كبير المفاوضين في الملف النووي وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني خلال جلسة مع مسؤولي الصحف المحلية، اذ شدد على ان"إنتاج الوقود النووي هو الهدف الاستراتيجي لإيران"، مضيفاً ان"أي عمل للحد من هذا الهدف او حرمان ايران منه لن ينجح في إجبارها على التخلي عنه". وقال لاريجاني:"يهددوننا بفرض عقوبات وهم يعلمون جيداً أننا امتلكنا برنامجاً نووياً محلي الصنع ذلك لن تراجع عنه في ظل عقوبات دولية". وكشف نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي ان ايران"تعمل على بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف بقوة 360 ميغاواط"، مشدداً على ان مفاعل اراد"مخصص للاستخدام السلمي فقط لأن ايران موقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي ما يعني اننا لا نستخدم التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية". في هذا الوقت، دعت إيران الدول الكبرى، خصوصاً تلك التي تدعم رزمة الاقتراحات المقدمة لطهران للعودة الى طاولة المفاوضات لإيجاد مخرج للمسألة النووية. وفي هذا الاطار، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي انه"يجب على الطرف الآخر العودة الى طاولة المفاوضات من دون أحكام مسبقة بعيداً من التشنج وبهدف الاستمرار في النقاش للتوصل الى حل". وتتوافق تصريحات آصفي مع الموقف الذي أعلنه رئيس البرلمان الإيراني غلام علي حداد عادل الذي شدد على ان الرد الايراني على اقتراح الدول الستة"يشكف استعداد إيران لتسوية هذه الأزمة عبر التفاوض". وفي الرد على التصريحات الغربية التي رأت ان الرد الإيراني غير كاف وغير مرض خصوصاً في ما يتعلق بوقف أنشطة التخصيب، شدد آصفي على ان"الموقف الإيراني من التخصيب ورد في الجواب الخطي على الدول الكبرى، وهو واضح وكامل وعلى الأوروبيين ان تقرأه ثم المجيء الى طاولة المفاوضات"، كاشفاً ان بلاده"قدمت حلاً للأزمة في ردها، ما لم يكن هدف الطرف الآخر البحث عن ذرائع". وشدد على ان المفاوضات"قد تساعد على حل النزاع النووي بين إيران والغرب".